[esi views ttl="1"]
arpo28

الضبابية تهيمن على الأوضاع في اليمن قبيل الانتخابات الرئاسية

تلك الواقعة، التي دفعت بالصحافيين المذعورين إلى الهروب من المبنى، وأتاحت الفرصة لأنصار صالح بأن يفرضوا هيمنتهم على الجريدة، كانت سبباً في إعادة الصورة مرة أخرى على الصفحة الأولى، إلى جانب اعتذار، في عدد الثالث من الشهر الجاري.

ونقلت في هذا السياق اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن فتاة تدعى هنا الديني، 28 عاماً، وهي واحدة من مئات الموالين لصالح، الذين وضعوا خيامهم للاعتصام أمام مقر الجريدة، في وقت كان يمسك بعضهم ببنادق كلاشينكوف، قولها: "عليهم أن يحترموا علي عبد الله صالح. فهو ليس رئيسنا فحسب، بل إنه والدنا وشقيقنا".

وتابعت الصحيفة بتأكيدها على أن الاستيلاء على مقر جريدة الثورة يبين حقيقة العقبات، التي تواجه أفقر بلدان الشرق الأوسط، في الوقت الذي تتحضر فيه لتلك المرحلة الانتقالية، التي ستنهي رسمياً حكم صالح المستمر منذ 33 عاماً.

فبحلول نهاية الشهر الجاري، يتوقع أن يقوم صالح رسمياً بنقل السلطة إلى نائبه عبد الرب منصور هادي، خليفته المختار، الذي سيخوض بالتزكية انتخابات الرئاسة المقررة في الحادي والعشرين من شهر شباط/ فبراير الجاري. وإن سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن صالح سيصبح رابع رئيس عربي تطيح به الانتفاضات التي بدأت في العام الماضي.

لكن بعد مرور عام على بدء الثورة اليمنية، وبعدما باتت البلاد على بعد أيام من انتخابات رئاسة تاريخية، مازالت هناك انقسامات واضحة على الساحة، وفي الشارع، وفي دوائر السياسة، وداخل الجيش والقوات الأمنية، وفي المؤسسات الحكومية.

ولفتت الصحيفة في الجزئية نفسها إلى أن صالح، الذي يخضع للعلاج في الولايات المتحدة، وحلفاءه، يعتزمون على ما يبدو لعب دور بارز في اليمن خلال المرحلة المقبلة، في وقت تشعر فيه إدارة أوباما بالقلق من فرع تنظيم القاعدة هناك، واستمرار هيمنته على مساحات كبيرة من الأراضي في الجنوب. وهو ما أثار تساؤلات عدة بشأن الطريقة التي ستتمكن بموجبها الحكومة الائتلافية الجديدة من إحداث تغييرات فعلية في البلاد الواقعة حالياً تحت هيمنة النزاعات السياسية والقبلية والصراعات الداخلية ومجموعة من المتاعب والمشكلات الاقتصادية والإنسانية.

في تعقيب له على واقعة جريدة الثورة، قال دبلوماسي غربي بارز: "أستشفّ من تلك الواقعة أنه ما زال أمامنا الكثير من التحديات. فلا تزال هناك عناصر في كلا المعسكرين، لم تتصالح بعد مع المرحلة الانتقالية، ولم تلتزم تماماً بمتطلبات المرحلة الانتقالية".

وفي حديث لها مع الصحيفة، أكدت مجموعة من أبرز قادة المعارضة في اليمن أن فترة حكم صالح شارفت على الانتهاء. وقال هنا محمد أبو لحوم، القيادي السابق في الحزب الحاكم، الذي انشق، وأسس حزباً جديداً خاصاً به، "ننتقل الآن من حقبة إلى أخرى. والمشاهد التي نراها في سوريا وليبيا ليست مشجّعة. أما في اليمن، فالوضع مختلف، حيث تمكننا من التوصل إلى تسوية، فاز فيها الجميع في نهاية المطاف".

وتابعت الصحيفة بنقلها عن عبده الجنادي، نائب وزير الإعلام، قوله "جميعنا يعتقد أن الرئيس سيظل في المشهد السياسي. وسيكون في مصلحة نائب الرئيس إن بقي الرئيس في الصورة".

فيما قال قادة المعارضة ودبلوماسيون غربيون إن الانتخابات الرئاسية خطوة مهمة من أجل إتمام المرحلة الانتقالية سلمياً، مؤكدين أنه حتى في حال عودة صالح إلى اليمن، فإن قوته وصلاحياته ستتضاءل. وأضافوا "لن يعود بمقدوره استخدام موارد الدولة في حشد الدعم، وسيهجره أنصاره في آخر المطاف".

وهو المعنى نفسه الذي أكد عليه محمد السعدي، نائب رئيس حزب الإصلاح المعارض، حيث قال "علي عبد الله صالح ليس لديه مستقبل. ولن يصبح أكثر من مجرد صوت صاخب، ولن يقوى على فعل شيء، لأنني أرى أنه مات سياسياً".

بينما يرى آخرون أن صالح، الذي يُنظَر إليه باعتباره خبيرًا في المناورات السياسية، بمقدوره التحكم في السلطة ومجريات الأمور من وراء الكواليس. وعقدوا مقارنة بينه وبين الرئيس الروسي السابق، فلاديمير بوتين، الذي تنحّى من منصبه، وما زال الشخصية الأبرز في البلاد، وها هو يستعد الآن للترشح من جديد لشغل منصب الرئيس. وقال الناشط البارز خالد الأنيسي: "علي عبد الله صالح مثله مثل بوتين. فهو يمتلك الثروة والإعلام وحلفاءه في السلطة. ونظامه لا يزال قائماً".

زر الذهاب إلى الأعلى