قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إنه ينبغي على الجماعة اليمنية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية أن تتراجع عن تهديدها بإعدام 73 جندياً حكومياً أسيراً. هددت “أنصار الشريعة” بقتل الجنود إذا لم توافق السلطات على مبادلتهم بمسلحين إسلاميين محبوسين.
ونشر موقع "عدن أون لاين" مقطع فيديو حديث يعرض مناشدات للجنود الأسرى في محافظة أبين، الذين تحتجزهم عناصر مسلحة من جماعة تدعى (أنصار الشريعة) عقب إحدى المعارك الضارية التي سقط فيها أكثر من 100 جندي قتيلا وعدد آخر مهول من الجرحى، إضافة لهؤلاء الجنود الأسرى.
ويقبع هؤلاء الجنود كأسرى بحوزة (أنصار الشريعة) منذ شهرين كاملين على أسرهم، وكما يقول أحد الجنود في مناشدته لحكومة الوفاق الوطني لحثها على التدخل لانقاذهم من أسرهم، كون سيوف الجماعة المسلحة على رقابهم.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن إعدام السجناء والأسرى خرق جسيم لقوانين الحرب ويعتبر جريمة حرب. كما أن من جرائم الحرب استخدام المحتجزين رهائن عن طريق التهديد بقتلهم أو الإضرار بهم من أجل إلزام الطرف الآخر على عمل فعل أو الامتناع عن فعل معين.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “ينبغي على أنصار الشريعة أن يتراجعوا فوراً عن أي تهديد بإعدام الجنود اليمنيين الأسرى. حياة البشر – سواء كانت لجندي أسير أو مدني – ليست ورقة تفاوض يمكن إحراقها متى شاء أي طرف”
أنصار الشريعة المتمركزة في أبين، تقاتل القوات اليمنية منذ استولت على زنجبار عاصمة المنطقة، ومدينة جعار القريبة قبل عام، وكان الهدف المُعلن للمجموعة هو تطبيق الحُكم الإسلامي المتشدد في هذه المناطق. قبضت الجماعة المسلحة على 73 جندياً أثناء المعارك على مشارف زنجبار أثناء الأسبوع الأول من مارس/آذار 2012. طالبت أنصار الشريعة والقاعدة في الجزيرة العربية بالإفراج عن مئات المسلحين الإسلاميين المزعوم أن الأمن السياسي والأمن الوطني يحتجزهم، مقابل الإفراج عن الجنود.
في مارس/آذار سمحت أنصار الشريعة لمنظمات حقوق إنسان يمنية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة الجنود الأسرى، الذين سُمح لهم أيضاً بالتواصل مع أقاربهم. أفاد المراقبون بأن الجنود في حالة مستقرة.
ووثقت هيومن رايتس ووتش انتهاكات ظاهرة لقوانين الحرب من قبل الحكومة والقوات الإسلامية في أبين خلال عام 2011، بما في ذلك الهجمات العشوائية التي أدت إلى خسائر في صفوف المدنيين. وكان عشرات الآلاف من سكان أبين قد قاموا منذ مارس/آذار 2011 بالفرار من المعارك بين أنصار الشريعة والقوات المسلحة، وكذلك من الغارات الجوية اليمنية وضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية، وانتهاكات المسلحين في المناطق الخاضعة للمسلحين، بما في ذلك أعمال الجلد والبتر وغيرها من مظاهر التطبيق الغاشم للشريعة.
وقالت سارة ليا ويتسن: "جميع الأطراف المتنازعة، ومنها أنصار الشريعة، ملزمة بقوانين الحرب". وتابعت: "مزاعم أنصار الشريعة بمستقبل أفضل لليمن تعتبر محض كلام أجوف طالما استمرت في التهديد بأعمال وحشية وفي ارتكاب هذه الأعمال".