خيم الحزن والذهول على اليمنيين من هول الفاجعة باستشهاد اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية بعملية إرهابية استهدفته في عدن، ليكون أكبر قائد عسكري يفقده اليمن منذ ما يزيد عن عشر سنوات..
وأفسدت الفاجعة الفرحة التي بدأت فجر اليوم بفوز مرشح الرئاسة في مصر محمد مرسي ، حيث طغت على اهتمام اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي مثلما هي حديث أكثر المواطنين في الشوارع والمجالس..
ويعد الهجوم أكبر عملية انتحارية هزت اليمن منذ بدء المرحلة الانتقالية، حيث كان متوقعاً أن تجري تصفيات واغتيالات على عاتق ثورة التغيير التي أطاحت بنظام علي عبدالله صالح والدي يسيطر أقاربه على أهم الأجهزة الأمنية والعسكرية..
وتعرض وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد للعديد من محاولات الاغتيال في الفترة الماضية، لكنه نجا.. حيث كان هدفاً لعمليات عديدة وبينها العملية التي جرت في ميدان السبعين أثناء الإعداد لعرض عسكري ما أدى إلى مقتل عشرات الجنود 21مايو الماضي.. ولم تكن الأذهان تذهب إلى أن قائد المنطقة الجنوبية الجديد هدفاً للقاعدة..
وعين اللواء سالم قطن في 2 مارس الماضي قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية بعد أيام من تسلم الرئيس عبدربه منصور هادي لرئاسة الجمهورية، وذلك خلفاً للواء مهدي مقولة الذي كان يتهم بالتقاعس في مواجهة القاعدة.. ما يعني أن اللواء سالم قطن من أهم الرجال الذي اعتمد عليهم الرئيس الجديد هادي في أهم المواقع العسكرية الحساسة ونقاط التوتر مع القاعدة..
واستطاع اللواء سالم قطن أن يقود معركة تحرير محافظة أبين من عناصر القاعدة في ظروف صعبة، أهمها انقسام الجيش الذي عمل بمختلف تشكيلاته صفاً واحداً تحت قيادة اللواء سالم قطن ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وتمكن من استعادة إحدى أكبر المدن اليمنية الاستراتيجية..
وتعد العملية هي أكبر عملية اغتيال لقائد كبير في الجيش، منذ مقتل العميد محمد اسماعيل قائد المنطقة العسكرية الشرقية والعميد أحمد فرج وضباط آخرين في العام 2000، جراء تحطم طائرة العمودية في محافظة حضرموت..
وشهدت مدينة عدن خلال السنوات الماضية عمليات اغتيال عديدة لضباط في الأمن والجيش.. تلك التي كانت تثار حولها العديد من علامات الاستفهام.. كما نجا وزير الدفاع أكثر من مرة من محاولات اغتيال داخل المدينة.
وتذهب أكثر الاتهامات إلى وقوف ما يعرف بتنظيم القاعدة وراء الحادث، حيث أعلن بيان منسوب على الانترنت مسؤولية القاعدة عن العملية.. لكن هذا لم يعف آخرين من وجود تقصير وجهات أخرى مستفيدة من هذه العملية الغادرة..
وأثار الحادث حزناً وفزعاً كما آخذ اهتمام اليمنيين بمختلف فئاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن ردة فعلهم تجاه الحادثة بمختلف الطرق مطالبين بسرعة التحقيق وإعلان النتائج للناس، معبرين عن مخاوفهم على وزير الدفاع الذي نجا أكثر من مرة محاولة الاغتيال..
وبحسب مصدر عسكري مسئول فإن صوماليا مفخخا فجر نفسه في موكب سيارات قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن سالم قطن أثناء مروره في حي ريمي الذي يقطن فيه مما أسفر عن استشهاده واثنين من مرافقيه.
وأشار المصدر إلى أن الانتحاري"كان يراقب موكب قائد المنطقة فور وصوله إلى حي ريمي أمام مستشفى صابر بالمنصورة حيث أقدم الانتحاري على رمي نفسه على سيارة الهيلوكس "غمارتين معكسة " وهي السيارة التي كان الشهيد يستقلها مما أدى إلى استشهاده مع السائق واحد المرافقين..