أرشيف محلي

عبدالقادر هلال يخيب ظن السفارة الإماراتية بصنعاء

حينما قام أمين العاصمة عبدالقادر هلال بالتواصل مع المسؤولين بالسفارة الإماراتية من أجل افتتاح مستشفى الشيخ زايد بن سلطان للأمومة والطفولة بصنعاء المتعثر منذ سنوات واعدا اياهم بافتتاحه خلال شهر. وظن الإماراتيون أن هذا الوعد يشبه وعودا سابقة تكررت على لسان مسؤولين في اليمن لكنها لم تتجاوز شفاههم إلى أرض الواقع.

لكن مسؤولي السفارة وفق مصادر نشوان نيوز، تفاجأوا هذه المرة بأن هلال وفى بوعده ودعاهم ليشاركوا في افتتاح المستشفى الذي لم يتمكن منذ سنوات من تقديم خدماته لليمنيين لنواقص وعوائق يمنية بحتة.. وتافهة في نفس الوقت. حسب المصادر.

ويوم أمس تم افتتاح مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأمومة والطفولة، الذي أقيم في منطقة الروضة شمال العاصمة، بتكلفة تجاوزت عشرة ملايين دولار قدمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.

وشهد افتتاح المستشفى الدكتور أحمد العنسي وزير الصحة اليمني، وعبدالقادر هلال أمين العاصمة صنعاء، وأحمد شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وعبدالله بن مطر المزروعي سفير الدولة في اليمن وعدد من كبار المسؤولين اليمنيين. ويتكون المستشفى من ستة طوابق مبنية على مساحة 7500 متر مربع، ويشتمل على خمس صالات عمليات متعددة المهام، وعيادات خارجية وغرف للطوارئ، إضافة إلى مختبرات متخصصة مجهزة بأحدث المعدات والأجهزة الفنية والطبية.

وتبلغ السعة السريرية والاستيعابية للمستشفى 270 سريراً، إضافة إلى 20 حضانة للمواليد الخدج. ويمتلك مستشفى الشيخ زايد بن سلطان كادراً طبياً متخصصاً مكوناً من 52 طبيباً و85 عنصراً فنياً، وسيقدم خدماته الطبية للجمهور ب «أسعار رمزية».

وقال وزير الصحة اليمني إن مستشفى زايد بن سلطان آل نهيان سيمثل إضافة جديدة ونقلة نوعية لمستوى الخدمات الطبية في اليمن.

وأشاد الدكتور العنسي بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية خصوصاً، للمشاريع الخيرية في بلاده، معتبراً ذلك الدعم انعكاساً للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين.

وستتولى أمانة العاصمة صنعاء مهمة إدارة مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي سيخدم شريحة كبيرة من السكان في العاصمة صنعاء والمناطق المجاورة لها.

وأشاد أمين العاصمة عبدالقادر هلال بالإسهامات والدعم الكبير التي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الصحة. وقال هلال إن هذه الإسهامات «ستظل محل تقدير واحترام كبيرين من قبل الحكومة والشعب اليمني»، مثمناً عالياً وقوف الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة إلى جانب اليمن وشعبها، خاصة في هذه الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية.

وأعرب عن شكر وتقدير الحكومة اليمنية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ودعمهم المستمر ومواقفهم الإنسانية العظيمة تجاه الشعب اليمني.

وأكد أحمد شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد أن زيارته إلى صنعاء لحضور افتتاح المستشفى تأتي بناء على توجيهات سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ عمر بن زايد نائب رئيس مجلس الأمناء، وذلك انطلاقاً من حرص المؤسسة على متابعة المشاريع التي تتبناها في كل الدول.

وقال الظاهري في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، إن بناء مستشفى زايد للأمومة والطفولة في اليمن جاء ليؤكد حرص المؤسسة واهتمامها بحاجة الإنسان الأولية في كل مكان أولاً، ثم لما تتميز به العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين وحاجة الشعب اليمني إلى مثل هذه المشاريع الخدمية المهمة.

وأوضح أن مؤسسة زايد ستستمر في تطوير العمل بالمستشفى حتى يقدم خدماته في المرحلة القادمة بمستوى حديث وعصري، وذلك بالتنسيق مع وزير الصحة اليمني وأمانة العاصمة صنعاء وعبر متابعة من سفير الدولة بصنعاء.

ونوه بأن اختيار موقع المستشفى في ضاحية الروضة التي تقع بشمال صنعاء لم يأت مصادفة، وإنما جاء لحاجة سكان المنطقة لمثل هذا المستشفى، وتمشياً مع خطة التوسع التي تقوم بها أمانة العاصمة صنعاء ووزارة الصحة اليمنية لتوفير ونشر الخدمات المهمة.

بدوره، قال سفير الدولة في اليمن عبدالله المزروعي إن مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأمومة والطفولة «يأتي في إطار التعاون الأخوي بين الإمارات العربية المتحدة والجمهورية اليمنية، مثمناً تعاون الجهات المعنية في الحكومة وأمانة العاصمة في تسهيل مهمة الإنجاز وتجاوز أية صعوبات واستكمال المشروع على أكمل وجه.

ووعد سفير الدولة بأن يكون مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «نموذجياً». وقال: «سنستمر في دعم هذا المشروع الذي يحمل اسم شخص عزيز علينا هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان». وسجلت أول حالة ولادة في المستشفى لمولود ذكر حمل اسم «زايد»، تيمنا بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.

وقال والد الطفل فرحان محمد حسين ثوابه، وهو من أهالي منطقة الجوف بشرق اليمن، إنه يشعر بالسعادة لولادة أول مولود له في مستشفى زايد للأمومة والطفولة.

وأضاف أنه يشعر بالفخر والاعتزاز لاختياره اسم زايد لمولوده البكر، موضحاً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مفخرة لكل العرب، فهو زايد الخير والشهامة والإنسانية. وخلال الحفل الذي أقيم بمناسبة افتتاح المستشفى، ألقى الطفل اليمني الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر وسيم المسوري قصيدة أشاد فيها بجهود المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، وحيا الإمارات قيادة وحكومة وشعباً.

وقال الدكتور حسن محمد تامة مدير عام مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إن المستشفى سيقدم خدماته بأسعار رمزية تنافس المستشفيات الحكومية في اليمن. وعبر يمنيون من سكان حي الروضة عن سعادتهم البالغة لافتتاح مستشفى الشيخ زايد، الذي من المتوقع أن تغطي خدماته الطبية كل الأحياء السكينة في شمال شرق صنعاء، والمناطق المجاورة للعاصمة، خصوصاً بني حشيش وبني الحارث وهمدان. وقال يحيى الكوكباني: «أنا سعيد جداً بافتتاح مستشفى الشيخ زايد، لأنني لن أضطر في حال مرض أولادي إلى الذهاب إلى المستشفيات الحكومية وسط العاصمة.

ووفقا لجريدة الاتحاد الاماراتية فإنه بالتزامن مع حفل افتتاح المستشفى، وزعت مؤسسة زايد الخيرية 500 سلة غذائية على الأسر الفقيرة التي تسكن بالقرب من المستشفى، الذي حمل الشارع الرئيسي المؤدي إليه اسم «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان».

كما وزعت مؤسسة زايد الخيرية 1000 حقيبة مدرسية على ألف طالب يدرسون في مدارس منطقة الروضة السكنية.

زر الذهاب إلى الأعلى