[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

الإرياني: الأزمة في اليمن اسفرت عن تغيير شامل يجب استغلاله لبناء دولة حديثة

أكد رئيس اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور/عبد الكريم الارياني أن الحوار الوطني المرتقب هو المخرج الوحيد لحل الأزمة في اليمن وبناء الدولة اليمنية الحديثة وأن الاطراف المتحاورة أقرب اليوم إلى التصالح من أن يسيطر طرف على آخر.

وقال الدكتور الارياني في محاضرة القاها اليوم في صنعاء ونظمها برنامج دعم الحوارالوطني بالتعاون مع مؤسسة بيرجهوف الألمانية بعنوان " تاريخ الحوار الوطني في اليمن " ..:"إن مستقبل اليمن كله مرهون على بناء دولة مدنية حديثة عادلة يسود فيها الحكم الرشيد، وما لم يتم حوار وطني يسوده العدالة والحكم الرشيد فسيفشل الحوار ".

وتطرق إلى النقاط العشرين التي وضعتها اللجنة عقب تعيينها كنقاط تمهد لإجراء الحوار، وقال إن إنجازها ليس شرطاً لبدء الحوار، لكن البدء في تنفيذها يؤكد أن هناك حلول لقضايا أخرى، إضافة إلى كون بعض النقاط سيستمر تنفيذها حتى فترة ما بعد انعقاد المؤتمر.

وأوضح ” أن الحوار القادم لن تتحكم فيه قوى ومصالح متصارعة، وأن تلك القوى قد اختفت من على الساحة اليمنية.

وحول قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية الذي أحاله الرئيس عبدربه منصور هادي لمجلس النواب للتصويت عليه بعد تعديلات على المشروع، رفض الإرياني الحديث حول ما يدور من صراع، وقال لا أستطيع الحديث عن ما يحدث، مكتفياً بالقول نحن في اللجنة من طالبنا بإصداره، لكننا لم نخض أي نقاشات حول تفاصيله حتى أبدي رأيي في الموضوع.

واعتبر الإيراني أن ضمانات مؤتمر الحوار القادم هي من القضية التي يتخوف منها الرافضين للدخول فيه، مؤكداً في الوقت ذاته بأن هناك ضمانات لنتائج المؤتمر إقليمية ودولية.

وأضاف "إن اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل طالبت بإصدار قانون العدالة الانتقالية" .

واستعرض الدكتور الارياني في المحاضرة تاريخ الحوار الوطني في اليمن منذ ثلاثة آلاف عام في عهد مملكتي سبأ ومن ثم حمير مروراً بالعصر الاسلام ومن ثم العهد العثماني والعهد الإمامي فالجمهوري، موضحا أن الحوار كان يتشكل في جميع مراحل الحكم في اليمن بشقين الأول إرث الدولة والشق الآخر إرث الحوار .

وأشار إلى ان الدولة اليمنية عندما تكون ضعيفة يرجع الناس إلى إرث الحوار والذي يعود إلى العادات والتقاليد القبلية والأعراف وهو ما رجع إليه اليمنيون اليوم لصياغة الدولة اليمنية الحديثة .

وعبر رئيس اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل عن اعتقاده بأن صيغة الحوار القادم تختلف عن كل الحوارات السابقة حيث قامت الأزمة بتغيير كامل وأسفرت عن تغيير يجب أن يستغل لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

بعد ذلك فتح باب النقاش, حيث اثريت المحاضرة بالعديد من التعقيبات والمداخلات من قبل الحاضرين من اعضاء مجلسي النواب والشورى والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية والباحثين والمهتمين والتي أكدت جميعها على أهمية الحوار كوسيلة حضارية مثلى لبلورة معالجات جذرية لمختلف القضايا الوطنية عبر رؤية وطنية تتمخض عن الوفاق والتوافق الوطني لمختلف المكونات .

وأشاروا إلى أهمية توسيع المشاركة في الحوار بمايكفل مشاركة مختلف الأحزاب والمنظمات والمكونات والفئات التي تعكس في مجملها كافة أطياف وفئات الشعب اليمني بكاملة دون ان تكون المشاركة محصورة على النخبة، مشددين على ضرورة أن يحرص جميع المشاركين في مؤتمر الحوارعلى تغليب مصلحة الوطن على ما دونها من مصالح وأن يعالجوا مختلف القضايا برؤية وطنية ودون ترحيل أية قضايا إلى المستقبل.

وكان مدير مؤسسة بيرجهوف الألمانية اوليفر ويلز القى كلمة اوضح فيها أن برنامج دعم الحوار الوطني الذي تدعمه مؤسسة بيرجهوف يسعى إلى العمل مع اللجنة التحضيرية للحوار الوطني واللجان المنبثقة منها بهدف انجاح التحضيرات للحوار وصولاً إلى بدء مؤتمر الحوار .. مبينا ان البرنامج يركز نشاطاته على عمل دراسات وأبحاث حول الحوار في اليمن وعرض تجارب الحوار في دول اخرى بهدف تمكين اليمنيين من الاستفادة من تلك التجارب .

ولفت إلى انه حان الوقت إلى التعلم من التجارب اليمنية في الحوار على مر التاريخ واستخلاص الدروس والعبر منها وهذا ماتركز عليه محاضرة الدكتور الارياني.

حضر المحاضرة عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي المعتمدون في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى