شهدت العاصمة صنعاء صباح اليوم الأربعاء وقفة احتجاجية حاشدة نفذها مشائخ وأبناء المناطق الوسطى وعدد كبير من النشطاء والحقوقيين من مختلف المناطق اليمنية للتنديد بانفلات الأمن والمطالبة باللقاء القبض على زعيم عصابة مسلحة قتلت الخميس الماضي ضابط في الجوية ونائب مدير مكتب الأشغال بمحافظة صنعاء.
ورفع المحتجون الذين احتشدوا بالآلاف في شارع 22 مايو بصنعاء صورا للشهيدين المهندس عرفات عبدالمغني نائب مدير مكتب الأشغال بمحافظة صنعاء والعقيد في القوات الجوية يحيى الجماعي الذين استشهدا مساء الخميس الماضي على يد عصابة مسلحة استحدثت نقطة قطاع وتفتيش بزعامة عقيد في الحرس الجمهوري يدعي محمد حمود السوادي. كما رفع المحتجون لافتات نددوا فيها بالانفلات الأمني الحاصل ومحاولة إحلال الفوضى والانتقام بديلا عن النظام والقانون. واعتبر المحتجون استسهال سفك الدماء يقوض مشروع الدولة المدنية الحديثة ويجر البلد نحو العنف والاقتتال.
وفي بيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية تلقى نشوان نيوز نسخة منه طالب المحتجون الأجهزة المعنية في الدولة بسرعة القيام بدورها بإلقاء القبض على الجاني وإحالته للقضاء لينال الجزاء العادل تعزيرا وحرابة لقطعه الطريق وفساده بالأرض هو وعصابته لتجنب مزيدا من الدماء. وحذروا من مغبة التساهل أو التباطؤ إزاء ذلك. وقالوا إن تباطؤ الأجهزة المعنية في الدولة عن القيام بواجبها يبرر التحول المدني نحو العنف والثأر. وأكدوا أن القصاص من القتلة مطلب لا مساومة فيه لاستعادة هيبة الدولة وإعادة الاعتبار للأمن.
وكان محمد حمود السوادي وهو عقيد في الحرس الجمهوري نصب بمعية أربعة مسلحين نقطة قطاع في منطقة حزيز بالعاصمة صنعاء وأوقف سيارة المهندس عبدالمغني بحجة التفتيش قبل أن ينهالوا عليه بالرصاص الحي من داخل مبنى على جانب الطريق ما ادى إلى قتله والعقيد يحيى الجماعي وهو ضابط في الجوية وذلك في العاشرة من مساء الخميس الماضي. وقام عدد من اولياء الدم من ملاحقة القتلة واقتحام المنزل الذي حاولوا الاحتماء به، وتمكنوا من القاء القبض على أربعة مسلحين في المنزل الذي وجدوه مليء بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذي يتبع العقيد في الحرس الجمهوري السوادي والذي لا يزال فار من وجه العدالة.
تاليا نص البيان الصادر:
بسم الله الرحمن الرحيم
(بيان صادر عن اللقاء الموسع للانتصار للشهيدين عرفات عبدالمغني ويحيى الجماعي)
قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً) [الإسراء 33]
الإخوة الحاضرون جميعا من أبناء اليمن الشرفاء والمناصرون للحق الذين يرفضون الظلم والبلطجة بكافة أشكالها، نجتمع اليوم هنا لنوضح للجميع حقيقة ما حصل من اعتداء على أنفس بريئة ليلة الجمعة الماضية راح ضحيته الشهيدين عرفات عبدالمغني ويحيى الجماعي من قبل عصابة إجرامية مسلحة يقودها المجرم محمد حمود السوادي الذي باشر بإطلاق الرصاص من سلاحه بغرور وتكبر على الشهيدين من الخلف بعد مرورهما بسيارتهما من أمام منزلة بحجة عدم وقوفهما ووجه عصابته بإطلاق النار بحسب اعتراف القتلة الذين تم إلقاء القبض على أربعة منهم، ممن تلطخت أيدهم مع زعيم العصابة بجرائم مماثلة في السابق أزهقت عدة أنفس دون أن ينال القتلة جزائهم العادل والرادع.
إن هذا الاجتماع والحضور من الجميع ليبرهن للجاني الهارب ومن يناصره أن دم الشهيدين لن يذهب عبثا. ونحن من موقعنا هذا نوجه رسالة واضحة لأجهزة الدولة ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الداخلية والقضاء أن يضطلعوا بمسؤولياتهم بإلقاء القبض على رئيس العصابة وتنفيذ القصاص تعزيرا وحرابة لقطعه الطريق وفساده بالأرض هو وعصابته لتجنب مزيدا من الدماء وتفاديا لحصول ما لا يحمد عقباه وقد اعذر من انذر والله مع الحق وناصره.
قال تعال: ([إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) 33 سورة المائدة .
صادر عن اللقاء الموسع للانتصار للشهيدين عرفات عبدالمغني ويحيى الجماعي
صنعاء – الأربعاء – 6 مارس 2013م الموافق 24 ربيع ثاني 1434 ه