اعتبر زعيم «القاعدة» ايمن الظواهري، في تسجيل صوتي بثته مواقع اسلامية على الانترنت أمس، ان «حزب الله» اللبناني «كشف وجهه القبيح» عبر دعمه عسكرياً نظام الرئيس بشار الاسد في المعارك الدائرة، ورأى ان الحزب «اداة في يد إيران التي تسعى إلى تعزيز هيمنتها على سورية».
وخاطب الظواهري الأمين العام ل «حزب الله» حسن نصرالله بالقول: «كشفت الانتفاضة الجهادية في سورية الوجه القبيح لرأس المشروع الصفوي الرافضي في الشام حسن نصرالله، وأسقطت الأقنعة التي طالما تسترت وراءها». واضاف: «تبين للأمة المسلمة أن نصرالله مجرد أداة في يد المشروع الصفوي الرافضي الذي يسعى إلى فرض سلطان ولي الفقيه على أمة الإسلام، بالذبح والقهر والتعذيب وانتهاك الحرمات، ودعم الأنظمة الأكثر فساداً واستبداداً وإجراماً».
وأرجع مراقبون مهتمون بشأن القاعدة هجوم الظواهري على حزب الله والمشروع الإيراني "الصفوي"، إلى رغبته في اسكات حملة اتهامات قوية ومتصاعدة في منتديات تابعة من يوصفون بالجهاديين، بتحالفه مع إيران وتنفيذ اجندتها في المنطقة. تلك الحملة التي قال المراقبون في تصريحات ل "نشوان نيوز"، انها تسببت في حدوث انشقاقات غير معلنة داخل صفوف التنظيم المصنف عالميا على رأس قائمة الارهاب.
وفي ذكرى نكسة العام 1967، اكد الظواهري ان تنظيمه سيبذل قصارى جهده لتحرير سجناء قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا البالغ عددهم 166، والذين ينفذ قسم كبير منهم منذ شباط (فبراير) الماضي اضراباً عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم فترة طويلة من دون اخضاعهم لمحاكمة.
كما انتقد الظواهري بشدة الأنظمة العربية العلمانية، وبينها نظام الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، ونظام البعث في سورية، وقال: «بات أكبر انتصاراتكم أن ينسحب الإسرائيليون من سيناء بعد نزع سلاحكم بالكامل، كما فعل حزب الله بالإنسحاب بعيداً من الحدود التي يزعم تحريرها، وترك خلفه منطقة عازلة يديرها محتلون أجانب باسم قوات دولية، فلماذا يكون أنور السادات وحده خائناً»؟
وانتقد الظواهري، وفقا لتقارير اخبارية، «الجرائم المتواصلة التي ترتكبها الولايات المتحدة ضد معتقلي غوانتانامو»، مشيراً إلى انهم «مسلمون مظلومون يتعرضون منذ 13 سنة لقهر عدم توجيه تهم اليهم أو محاكمتهم وممارسات تعذيب، ما يفضح أكاذيب الحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية وحقوق الشعوب التي تتغنى بها اميركا». واعتبر ان اضراب معتقلي غوانتانامو الذين يجري اطعام بعضهم بالقوة باستخدام انابيب توضع في الأنف «يكشف الوجه الحقيقي البغيض لأميركا».
وأضاف مشيراً إلى إسلاميين بارزين تحتجزهم الولايات المتحدة: «نعاهد الله ألا ندّخر جهداً لتحرير كل أسرانا، وعلى رأسهم عمر عبدالرحمن وعافية صديقي وخالد شيخ محمد، وكذلك كل مسلم مظلوم في اي مكان، إذ علينا أن نعين كل مظلوم في هذه الدنيا على استرداد حقه من ظالمه».
ولم يوضح زعيم «القاعدة» ما يعتزم التنظيم فعله لتحقيق هذا الوعد، لكن متشددين خطفوا سابقاً غربيين لمبادلتهم بمحتجزين. وكان التنظيم تبنى تحرير أكثر من 500 معتقل في هجومين على سجنين في العراق الأسبوع الماضي، فيما حررت حركة «طالبان باكستان» المتحالفة مع «القاعدة» اول من امس 250 سجيناً من معتقل اقتحمه عناصرها في منطقة القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع افغانستان.
وانتقد الظواهرى أيضاً استخدام واشنطن طائرات بلا طيار لاستهداف إسلاميين في افغانستان وباكستان واليمن، وخاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلاً: «أنت لا تملك الشجاعة لتعترف بخسارتك واندحار قواتك أمام عزيمة المسلمين واخلاصهم وجهادهم في العراق وافغانستان، وتصر في المراحل الأخيرة للتدخل العسكري الأجنبي الفاشل، على أن تزرع عبر طائرات التجسس مزيداً من الحقد والكراهية والعداء ضد بلدك وحلفائها وعملائها، ما يمهد لطلب الثأر منكم ومن جرائمكم وفجوركم وعدوانكم».