حمل تقرير صادر اليوم عن صحيفة البيان الاماراتية عديد علامات من الوهن المهني اذ اعتسف المراسل حصول خلاف يمني حول الغارات الأمريكية الاخيرة وأجهد روحه في الحصول على مثال وحيد على هذا الخلاف يبرهن وجود مؤيدين لهذه الضربات في حين اقتبس من بين آلاف الردود المنددة ثلاثة آراء.
وعنونت البيان تقرير الزميل المخضرم محمد الغباري (يعمل ايضا مراسلا لوكالة رويترز)، "الغارات الأميركية تثير جدلاً واسعاً في اليمن" وهو ما أثار استياء لدى مراقبين اعلاميين أكدوا في تصريحات لنشوان نيوز أن حالة الاستياء والفزع والشجب والتنديد لهذه الغارات هي السائد في الشارع اليمني وليس حالة "جدل"، مؤكدين ان الاستياء والتنديد للغارات الأمريكية يوازيه ايضا استياء وتنديد بأساليب جماعات الارهاب وعلى رأسها القاعدة والحوثيون. وقالوا ان عنوان تقرير البيان ينطوي على "استخفاف كبير" بما هو حاصل مؤخرا في اليمن. حد تعبيرهم.
وبانتزاع العنوان والفقرات الاربع الاولى منه، يصبح تقرير الغباري أكثر مهنية اذ نقل عن الناشط الاشتراكي همدان الحقب تأييده للضربات التي تشنها الطائرات الأميركية بدون طيار وتستهدف المشتبه بانتمائهم للتنظيم، قائلا : «إذا لم تتحرك الجهود المحلية والدولية لضرب الإرهاب، فان ثلث الشعب اليمني يمكن أن يصير جيشا لتنظيم القاعدة».
أما الكاتب والمحلل السياسي سامي غالب، فاعتبر هذه الغارات «انتهاكا للسيادة»، وحمل النخبة السياسية المسؤولية عن ذلك، حيث قال إن هذه النخبة «لا تعني لها السيادة شيئا وحساسيتها منعدمة تجاه التدخل الخارجي».
وأضاف غالب إن «استباحة السماء اليمنية من الخارج هي عكس استباحة الدولة اليمنية من قوى الداخل»، في إشارة إلى التقاسم الحزبي للمناصب والوظائف في القطاعين المدني والعسكري.
من جهته، انتقد الصحافي المختص بشؤون التنظيم عبد الرزاق الجمل تلك الغارات، قائلا: «يعتقد البعض أن نجاح واشنطن في استهداف أعضاء القاعدة عبر صواريخ طائراتها من دون طيار، دليل اختراق أمني للتنظيم». وأضاف: «لكن الولايات المتحدة اكتفت بتحقيق نجاحات لا تحول دون تنامي قوة التنظيم، كما هو حاصل».
انتقد الصحافي أحمد الزرقة بشدة صمت قادة الأحزاب السياسية على الغارات الأميركية. وقال إن «النخب لن تجرؤ على إدانة الانتهاكات للسيادة اليمنية». وأضاف : «مهما كان ثمن سكوت تلك القوى، فإنه يظل أرخص بكثير من دماء اليمنيين التي تراق وصورة الدولة التي تستباح وتسقط من عيون مواطنيها»، على حد وصفه.