أرشيف محلي

رئيس الوزراء يفتتح «المؤتمر العام للشباب» ويتحدث عن وحدة بصيغة جديدة لليمن

قال رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة إن هناك وحدة بصيغة جديدة تضمن المشاركة في السلطة ونسبة من الثروة، وتنأى عن الأخطاء في الفترة الماضية.. في إشارة إلى "الفدرالية".

جاء ذلك لدى تدشينه اليوم بصنعاء أعمال "المؤتمر الوطني العام للشباب"، حيث لفت باسندوة إلى النضال التاريخي من اجل وحدة اليمن.. وقال " لقد ناضلنا من اجل وحدة اليمن منذ شبابنا وحتى اليوم وسنظل نناضل من اجلها". وأضاف " نريد وحدة يتساوى فيها المواطنون في حقهم بالمشاركة في السلطة أو الحصول على نسبة من الثروة ، وحدة بصيغة جديدة تنأى باليمن وشعبه عن الأخطاء التي شابت الفترة الماضية والتي أوصلتنا إلى ما وصلنا اليه".

وأكد رئيس الوزراء ان الذين يصرون على الانفصال لن ينجحوا وسيندمون، فالانفصال لن يؤدي بنا الا إلى كارثة ولن يوصلنا إلى نتيجة.. مشددا على اهمية ان يسود العقل وان نتوحد من اجل بناء اليمن الجديد الذي يلبي تطلعات ابنائه في العيش والحياة الكريمة.

وهنأ بناته وابنائه الشباب "بانعقاد هذا المؤتمر الذي يجسد وحدة الشباب ووحدة الوطن فيهم.. معربا عن سعادته بتوحد الوطن في هذا المؤتمر الوطني العام للشباب".

وشدد على أهمية توحيد الشباب لصفوفهم وأن يكونوا على قلب رجل واحد، لايفرقهم شيء، وأن لا يلتفتوا لاقاويل الوشاة والساعين لتشتيت الصف.

وخاطب باسندوة الشباب قائلا " هذا وطنكم وانتصاره انتصار لكل واحد منكم.. نريد معا ان نبني وطننا مزدهراً، وثقتنا بالشباب لا حدود لها وهم أهل لتحمل المسئولية في بناء الوطن وقادرون على القيام بهذه المهمة".

ولفت إلى اهمية ان نتناسى الماضي ونتسامى فوق الجراح وان نكون في هذا الوطن اخوة وشركاء.

وقال " أشد على ايديكم بحرارة، داعيا اياكم إلى التوحد في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر بها الوطن، فانتم تعلمون انه لولاكم لما انتصرت الثورة، وقد كان لي شرف المشاركة معكم، لكن دوري لايرقى إلى دور اي واحد منكم، فادواركم اكبر وانا اقدر ذلك".

وأضاف باسندوة مخاطبا بناته وابنائه الشباب " لقد ناضلت في شبابي حين كنت في اعماركم، ولكن نضال شبابنا لم يكن بمستوى نضالكم وانا اشهد لكم بذلك، لقد عشتم شهورا في العراء وتحت الشمس الحارقة وفي عز الشتاء وتحملتم صقيع البرد ولم تشكون إلى احد، ونضالكم هذا محل تقدير الجميع".

وتطرق رئيس الوزراء في سياق كلمته إلى الاوضاع الراهنة على المستوى الوطني.. مؤكدا ان اليمن احسن حالا من غيرها من اقطار ثورات الربيع العربي، حيث اثبتت اليمن انها بلد الايمان والحكمة.

وقال " صحيح اننا انتقدنا عندما وقعنا المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة، لكن عندما ننظر إلى احوال اخواننا في اقطار الربيع العربي سنجد ان الفارق كبير، وكما يقول كثيرون ان اليمن اثبتت انها بلد الايمان والحكمة، تصديقا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اتاكم اهل اليمن هم ارق قلوبا والين افئدة الايمان يمان والحكمة يمانية) ".

وأكد ان اليمن تجاوزت الكثير لتحقيق الغايات المنشودة من التغيير، وستبقى الحكمة يمانية بوحدة الصف والعيش كاخوة وشركاء في هذا الوطن وان نتناسى الماضي ونتسامى فوق الجراح".

وأعرب رئيس الوزراء في ختام كلمته عن تمنياته للمؤتمر الوطني العام للشباب التوفيق والنجاح، وان تصب مخرجاته ومقرراته في مصلحة اليمن.

وفي المؤتمر الذي حضر افتتاحه عدد من الوزراء واعضاء مجلسي النواب والشورى وامناء عموم الأحزاب وعدد من سفراء الدول الشقيقة و الصديقة بصنعاء ، أكدت وزير حقوق الإنسان رئيسة لجنة التواصل الوزارية حورية مشهور على أن الشباب هو العنصر الأساسي في المجتمع والذي يعول عليه المساهمة الفاعلة في عملية التحول الديمقراطي في اليمن اذا ما وجهت الدولة جل اهتمامها وكل جهودها للاستثمار في الشباب وهو استثمار مردوده أكيد ومكسبه عظيم لأنه استثمار للحاضر والمستقبل ونحن أحوج مانكون لهم للمساهمة والمشاركة الفاعلة في معالجة مشكلات مزمنة وتحديات كثيرة ، بعض منها قيد الحل والمعالجة واخرى تحتاج من الجميع الصبر والتحمل والوقت الكافي لحلها.

كما أكدت أن مؤتمر الحوار الوطني مثل الآداة والوسيلة التي توافق عليها اليمنيون للوصول إلى الحلول والمعالجات "والتي أثبتت الأيام سلامة هذا النهج الذي حال ،دون شك ، من استمرار أو توسع دائرة الصراع والعنف". حسب مزاعمها.

واشارت إلى أن ممثلي كافة القوى الوطنية السياسية و الاجتماعية المتنوعة فكرياً وثقافياً يجتمعون اليوم في قاعات الحوار ويناقشون ويشخصون ويحللون اسباب وجذور تلك المشكلات، وقد يختلفون ويتباينون ولكنهم في الأخير يتفاهمون ويتوافقون والمضي قدماً إلى الأمام وتحقيق النجاح المنشود ولا وقت لدنيا للفشل أو الاخفاقات.

واوضحت مشهور أن الحكومة شكلت لجنة وزارية إنفاذاً لإلتزامات الحكومة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية بغرض التواصل مع الشباب وآفضت أعمالها إلى آيكال المهمة للشباب دون فرض أو وصاية للإدراك الكامل بأن الشباب محصنون بسياج من النضج الكامل لتقدير المسئولية الملقاة على عاتقهم، في ايجاد الحلول والتوافق للقضايا التي كانت محور أعمالهم.

ولفتت إلى توافق الشباب لتكوين لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر عام يجسدون فيه رؤاهم حول القضايا الوطنية الاستراتيجية المطروحة للنقاش ووضع تصوراتهم للحلول والمعالجات في إطار السياسات والبرامج والآليات الوطنية التي ستعد أو ستشكل لإنفاذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

وبينت أن العمل الأهم والأساس الذي يتطلع إليه ابناء الشعب اليمني يتمثل في تحقيق أهداف ثورة التغيير المنشود في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، دولة سيادة النظام وا لقانون والعدالة والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان.

وقالت:" هاهم شباب اليمن وفي استشعار عال بالمسئولية الوطنية يعقدون مؤتمرهم الوطني العام ويمدون أيديهم للجميع للعمل بروح المشاركة والتعاون وقيم التسامح والقبول بالآخر واحترام الاختلاف معه و إدارة تلك الاختلافات وتحويلها إلى قوة عمل وبناء وتنافس خلاق وشريف في مشروع النهوض بالوطن.

وأكدت مشهور أهمية وحدة الحركة الشبابية والتعاون بين الآليات الحكومية القائمة وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالشباب لتطوير الشراكة واستحداث آليات جديدة تستجيب لتطلعات الشباب واستحقاقات هذه المرحلة.. داعية الآليات الإقليمية والدولية الداعمة للبلاد جعل الشباب في مقدمة اهتمامها واعداد برامج ومشاريع تستهدف الشباب مباشرة .

كما دعت القطاع الخاص للاهتمام والتركيز على المشاريع الوطنية التي يمكنها أن توفر فرص عمل للشباب وتحد من ظاهرة البطالة المنتشرة .

وثمنت الجهود التي بذلها الاخ رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء وكل اعضاء الحكومة ولجنة التواصل مع الشباب وقيادات الأحزاب السياسية والشركاء في التنمية الذين كانوا عوناً للشباب وقدموا كل التسهيلات وتذليل الصعوبات لإنعقاد وانجاح اعمال هذا المؤتمر.

كما القى رئيس اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الوطني العام للشباب ياسر الرعيني كلمة دعا فيها الحضور للوقوف للحظات لقراءة الفاتحة على ارواح شهداء الثورة الشبابية السلمية وكل شهداء النضال السلمي الذين افتدوا هذا الوطن بدمائهم .

و أشار الرعيني إلى أن هذا اليوم التاريخي في مسيرتنا الشبابية يوقظ فينا قيمة تلك التضحيات النادرة التي قدمها شباب اليمن في ثورتهم السلمية التي اشعلوها في 11 فبراير 2011م في مشهد سلمي وحضاري أكبره كل احرار العالم.

وأكد أن هذا المؤتمر يأتي في إطار المسئولية الوطنية لشباب اليمن الذين اجمعت كافة شرائح المجتمع على قدرتهم على صناعة المستقبل وقيادته ايضاً بعيداً عن تراكمات الماضي بصراعاته واحقاده والآمه.

وقال:" إننا كشباب لا نهتم ولا نتوقف عند الأمس إلا أن يكون عبرة أو مجدا نفاخر فيه أمم الأرض وهذا لم نجد منه سوى الامنيات.

مؤكداً على " المسئولية التاريخية التي تقع على عاتق الشباب لتوحيد الرؤى والمواقف بما يعزز ويحقق المكاسب الوطنية التي تسهم في تقدم هذا الوطن وانعتاقه من معانقة التخلف وبما يراكم الانجازات الشبابية، والمسيرة النضالية التي تنحاز دوماً لليمن فقط، فمن أجل ذلك خرجنا ولأجل اليمن ضحى الشهداء ، ومن أجله جاء الشباب اليوم إلى المؤتمر، ومن اجل الوطن سيلتقي الشباب غداً".

وأضاف رئيس اللجنة التحضيرية:" إننا كشباب سنظل نراقب وبعين فاحصة ونظر ثاقب سير العملية التغييرية ومخرجاتها السياسية التي لايمكن لنا كشباب أن نسمح لها أن تمضي بعيداً عن أهداف التغيير وتطلعاتنا الشبابية التي أرتوت من دمائنا".

واوضح أن انعقاد المؤتمر يأتي تتويجاً للمؤتمرات المحلية التي عقدت في كل محافظات الجمهورية وشاركت فيها المرأة بنسبة 30 بالمائة من مكونات الورش النقاشية حيث جسدت روح المسئولية في كل شباب وشابات اليمن الذين شاركوا في محاور النقاش.

مبيناً أن المؤتمر سيناقش باستفاضة قضايا الشباب وهو ماسيمثل مخرجاً متميزاً واساساً هاماً لبناء استراتيجية وطنية للشباب .. مثمناً الجهود التي بذلت في سبيل دعم وإنجاح اعمال هذا المؤتمر .

فيما القى مجدي النقيب كلمة عن المستقلين من كافة المحافظات اشار فيها إلى اهمية تفعيل دور الشباب واشراكه في مختلف الفعاليات السياسية وصناعة مستقبل اليمن باعتبار الشباب هم صمام الأمان و رواد للحاضر وقادة المستقبل.. متمنياً لأعمال المؤتمر التوفيق والنجاح.

تخلل افتتاح المؤتمر تقديم اوبريت غنائي بعنوان " هوائي اليمن" لأبرز نجوم الفن اليمني الهادف المنشد اليمني أمين حاميم، ومحمود كارم، وهدى الناصر، نال الاستحسان.

ويناقش المؤتمر على مدى يومين بمشاركة 570 شاباً وشابة يمثلون مختلف المكونات السياسية والحزبية خلاصة وتوصيات ومقترحات 210 ورشة عقدت في كل محافظات الجمهورية طوال الشهرين الماضيين وتقديم رؤية الشباب من جميع المحافظات حول جذور وحلول أحدى عشر قضية رئيسية تتمثل في" القضية الجنوبية، قضية صعدة، الدستور وبناء الدولة، الحكم الرشيد، الشباب، اسس بناء الجيش والأمن، الحقوق و الحريات، المصالحة الوطنية، والعدالة الانتقالية، التنمية الشاملة والمتكاملة والمستدامة، قضايا اجتماعية وبييئة خاصة، المرأة وحقوقها وحرياتها ومشاركتها السياسية".

وسيتوزع المشاركين على 11 ورشة عمل لاستعراض نتائج الورش والخروج برؤية موحدة تعبر عن آمال وتطلعات جميع الشباب بمختلف مشاربهم الفكرية وانتمائاتهم السياسية.

Back to top button