أرشيف محلي

مسيرة حاشدة في صنعاء تنديداً بحرب الحوثي في دماج وصمت الدولة

احتشد آلاف اليمنيين اليوم أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة صنعاء احتجاجاً على استمرار الحصار والقصف على منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن من قبل مليشيات الحوثي، مرددين هتافات تندد بصمت الدولة إزاء ذلك، كما رفعوا لافتات تطالب بحماية أهالي دماج والطلاب الدارسين في دار الحديث.

وسار المحتشدون في مسيرة راجلة من أمام مقر مبنى الخارجية اليمنية إلى أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث ألقيت العديد من البيانات والكلمات التي عبرت عن الإدانة الشديدة للعدوان الحوثي، وطالبت الدولة بتحمل مسؤولياتها في بسط سيادة القانون على محافظة صعدة ووقف جرائم الإبادة التي تمارسها جماعة الحوثي ضد أهالي دماج.

وكانت الهيئة الشعبية لنصرة المظلومين في دماج، دعت إلى الوقفة الاحتجاجية، وشكلت وفداً من كبار علماء وقبائل اليمن للاجتماع بالرئيس عبد ربه منصور هادي، لتسليمه رسالة الاحتجاج، حيث أوضح الأخير بأنه أمر بوقف إطلاق النار، ووجه بإرسال كتيبتين لتنفيذ ذلك وأخذ المواقع المطلة على دماج، مضيفاً بأنه سيتابع ذلك خلال أربع وعشرين ساعة، وأفاد بأنه جرى بالأمس إسعاف الجرحى من دماج بعد مبادلتهم بستة أسرى كانوا لدى قبائل العصيمات.
وخلال الوقفة الاحتجاجية ألقى الناطق باسم أهالي دماج الشيخ سرور الوادعي كلمة عبر فيها عن شكره لحشود المحتجين لتضامنهم مع أهالي دماج، الذين لا يزالوا حتى اللحظة يتعرضون لقصف شديد بمختلف أنواع الأسلحة. وأكد الوادعي سقوط ما لا يقل عن 100 قتيل وأكثر من 250 جريحاً.

إلى ذلك ألقى عبد الله الحاشدي عضو الهيئة الشعبية لنصرة المظلومين في دماج اليمن بياناً صادراً عن الهيئة، مؤكداً بأن "ما يجري اليوم في منطقة دماج من قبل مليشيات الحوثي يعد جريمة إنسانية وظاهرة فريدة لم يشهدها أهل اليمن حيث استخدم في هذا العدوان جميع الأسلحة الثقيلة من الدبابات والصواريخ والمدافع والكاتيوشا".

وطالب البيان "إيقاف الحرب فوراً وإسعاف الجرحى وإيصال المعونات الإنسانية للمتضررين من هذه الحرب الظالمة، ومطالبة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالقيام بمسؤولياته وحماية أبناء دماج وغيرهم من عدوان الحوثي المتكرر، كذلك بسط نفوذ الدولة في محافظة صعدة وإعادتها إلى حاضنة الجمهورية اليمنية التي قام الحوثي بخطفها وممارسة سياساته القمعية والتعسفية والعنصرية على أبنائها".

ودعا البيان القوى السياسية والاجماعية والإعلامية في الداخل والخارج إلى إدانة جرائم مليشيات الحوثي المنافية لجميع القيم والأخلاق والشرائع والقوانين، واستحدث البيان على دعوة المنظمات الحقوقية الإنسانية والهيئات القانونية برفع دعاوى قضائية لمحاكمة قيادات جماعة الحوثي وتقديمهم إلى المحاكم المحلية والدولية كمجرمي حرب ونطالب بتوثيق هذه الانتهاكات".

واختتم البيان بالدعوة لنصرة المظلوم واستمرار المطالبات الشعبية وإقامة الاحتجاجات والمسيرات في جميع مناطق اليمن ضد جرائم الحوثي التي يهدف من خلالها إلى الابتزاز السياسي وتخريب العملية السياسية السلمية.

وفي سياق متصل أيضاً، أصدرت هيئة علماء اليمن بياناً دعت فيه إلى وجوب تعظيم حرمة الدماء المعصومة، وقيام الدولة بواجبها في إخماد الفتنة، وإيقاف العدوان وفك الحصار عن دماج فوراً ومحاسبة المعتدين وبسط نفوذها وتحقيق الأمن والاستقرار في محافظة صعدة وفي كل مناطق اليمن.

وحذر بيان الهيئة من أنه "إذا لم تقم الدولة بواجبها فالواجب الشرعي على أبناء الشعب اليمني القيام بنصرة المظلوم ودفع الظالم المعتدي".

وأوضح البيان بأنه "في ظل الأوضاع الراهنة التي ينشد فيها أبناء اليمن تحقيق الأمن والاستقرار، وحقن الدماء، وتعميق روابط الأخوة بين أبناء الشعب اليمني المسلم، والاتجاه للبناء والتنمية، ومعالجة آثار المرحلة السابقة التي مرت بها البلاد، إذا بالشعب اليمني يفاجأ بإشعال نار الفتن وسيلان الدماء وإزهاق الأرواح في بعض مناطق اليمن، ومن آخرها ما يحدث اليوم في دماج من مجازر بشعة واعتداء على مسجدها وقتل المصلين فيه، وهدم للمنازل على ساكنيها، وحصار خانق واستهداف للمواطنين الآمنين من الرجال والنساء والأطفال، ومنع للغذاء والدواء وإسعاف الجرحى".

وأضاف بأن "هذه الأحداث والجرائم المؤلمة ظواهر دخيلة على الشعب اليمني المسلم، تخدم أعداء الأمة وخصومها في تمزيق صف أمتنا، وتفتيت دولها، وتفكيك جيوشها، وإقلاق أمنها، وإثارة الصراع بين مكوناتها، وتأجيج نار الفتن الطائفية والمناطقية، وجر البلاد إلى حروب مدمرة".

زر الذهاب إلى الأعلى