[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

في ندوة منتدى القرشي عن دماج: صعدة صارت سجناً ولا دستور يعطي الحوثي الشرعية

أقام منتدى الدكتور غالب القرشي عصر أمس الأحد 3 نوفمبر 2013 ندوة تحت عنوان (حرب دماج.. الحقائق والتداعيات) لمناقشة تطورات الأوضاع جراء حرب الحوثيين على منطقة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن .

حيث استضافت كلاً من الدكتور عمر مجلي وكيل وزارة الصحة وعضو مؤتمر الحوار الوطني، والأستاذ عبد الوهاب الحميقاني أمين عام حزب الرشد، وعدد السياسيين والمهتمين.

وقد تطرق الدكتور عمر مجلي في حديثه إلى منطقة دماج كجغرافيا، ومركز الحديث، الذي تدعي جماعة الحوثي وجود أجانب فيه لتبرر عدوانها.

وأشار مجلي إلى أن المركز تأسس منذ 30 عاماً وأصبح مركز إشعاع علمي تفاخر اليمن به، وأن طلاب هذا المركز لا يحملون السلاح، ويتبعون سياسة الانحياز وعدم الولاء الحزبي، وهدفهم ترسيخ مبادئ الشريعة الإسلامية.

وقال مجلي: "تعرضت دماج لعدوان سابق من جماعة الحوثي، والآن تتعرض لحصار شديد وقصف للمنازل بأسلحة الدولة السيادية، على رؤوس النساء والأطفال الذين ليس لهم أي انتماءات سياسية أو مذهبية، والوضع في دماج مؤلم وعبثي بكل القيم والأخلاق والأعراف".

وأضاف: "يمنع الحوثيون وصول الغذاء والدواء في الوقت الذي كنا نحرص على وصول الفرق الطبية إلى جرحاهم أثناء الحروب الستة التي خاضوها ضد الدولة".

واتهم مجلي جماعة الحوثي بالتمرد على جميع اتفاقيات وقف إطلاق النار سواءً مع الدولة أو القبائل، وتحريض الطلاب على ترك المدارس وحمل السلاح والجهاد في الجبال ضد أبناء بلادهم ودينهم. وعزا مجلي أسباب عدوان جماعة الحوثي على منطقة دماج إلى ما أسماه "الفوضى السياسية والإعلامية، وتدفق أموال الخارج، وغياب أخلاقيات الإعلام الذي يقدم الضحية جانياً والجاني ضحية".

وقال مجلي : "لقد صارت صعدة سجناً كبيراً بسبب العنف والحروب المستمرة والطقوس المستوردة التي تحييها جماعة الحوثي كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وكثير من موظفي مؤسسات الدولة يقدمون طلبات نقلهم إلى محافظات أخرى".

مضيفاً: "لقد صارت صعدة تصدر العنف والفتنة بدلاً من الفواكه والمنتجات الزراعية والتسامح المذهبي، لكن قتل المدنيين بالأسلحة الثقيلة بلا رادع من حياء أو قانون يدل على وجود ضوء أخضر من جهات خارجية لهذه الجماعة بتنفيذ أجندة سياسية محددة".

واستغرب مجلي من مشاركة الحوثي في مؤتمرا لحوار الوطني الشامل الذي يعمل على طي صفحات الماضي والتهيئة لمستقبل من التسامح والإخاء في الوقت الذي تهيء الجماعة لمستقبل يسوده الاقتتال والعنف، بافتعال مثل هذه الحروب في دماج ومنبّه والرضمة.

وطالب مجلي الدولة بسط نفوذها على محافظة صعدة، كما طالب المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان القيام بدورها الطبيعي وتحمل مسؤولياتها أمام القوانين التي تعمل بموجبها، والإعلان عن الإخفاقات والعرقلات التي تتعرض لها ومن المتسبب بحدوثها.

وتساءل أمين عام حزب الرشاد الشيخ عبد الوهاب الحميقاني عن شرعية جماعة الحوثي في ميزان القانون والدستور اليمني، وهل يجيز الدستور لأي جماعة حمل السلاح واقتطاع جزء من البلاد وحكمه؟ مضيفاً: "لا يوجد أي دستور في العالم يعطي الحق لأي جماعة بحمل السلاح في ظل وجود الدولة، وأي مبتدئ في علم الشريعة أو القوانين سيجيب أن هذه جماعة إجرامية وليست سياسية".

وأبدى الحميقاني استغرابه من الأطراف السياسية التي تقوم بتهنئة جماعة الحوثي في يوم الغدير الذي اعتبره احتفالاً بمصادرة الإرادة الشعبية وصناديق الاقتراع باسم الحق الإلهي في الولاية، ثم تدعي هذه الأطراف العمل المدني والديمقراطي.

وقال الحميقاني: "أما في الجانب القيمي والعرفي فلم تشهد اليمن حروباً قذرة كهذه الحرب التي يمنع فيها وصول الغذاء والدواء إلى الأطفال والنساء والعاجزين".

ووجه الحميقاني عتاباً لوزارة الدفاع التي تساءل عمن تدافع ؟ إن لم تدافع عن أرض الوطن والمواطن، حد قوله.

أما الشيخ محمد عيضه شبيبه – عضو مؤتمر الحوار الوطني فقد فند في مداخلته الذريعة التي يتعلل بها الحوثي في عدوانه على دماج وهي وجود الطلاب الأجانب، حيث أشار إلى أن هؤلاء إخوة لنا في الدين قصدوا بلادنا لتعلم اللغة والدين وهذا شرف لليمن.

وأضاف: "لقد دخل هؤلاء الطلاب إلى صعدة عن طريق المنافذ الرسمية، ووجودهم شرعي، ولو افترضنا عدم شرعية تواجدهم فجماعة الحوثي غير معنية باتخاذ أي إجراءات في حقهم، والدولة وحدها هي المعني بذلك، ولو سلمنا جدلاً أن جماعة الحوثي تمتلك الحق في اتخاذ هذه الإجراءات، فهل تكون بقتلهم وإعادتهم جثثاً إلى بلدانهم؟ ولو سلمنا كذلك أن الاجراء هو القتل، فهل تدمّر قرية بأكملها حتى تقتل أجنبي واحد؟" واتهم شبيبة جماعة الحوثي بإيواء أجانب يعملون على تدمير الوطن وإشعال الفتنة ومنهم خبراء عسكريين وإعلاميين وغيرهم استقدمتهم الجماعة لهذه المهمة.

الدكتور غالب القرشي – رئيس المنتدى قال في تعقيبه "موضوع جماعة الحوثي أصبح مقلقاً ليس لليمنيين فحسب بل لدول الجوار كذلك" مضيفاً "الحوثيون يحملون السلاح ويمارسون الإرهاب ضد اليمنيين، والمنظمات الدولية ساكتة عن إرهابهم وعنفهم".

وأشار القرشي إلى أن "المذهب الزيدي يدعو للتسامح والإخاء وما نراه من هذه الجماعة عكس ذلك تماماً، فهي لا تقبل أي فكر غير فكرها، في الوقت الذي تدعي لنفسها الحق في وصول فكرها إلى كل الناس إن لم يكن بالإغراء فبقوة السلاح، ولا يمكن لأحد أن يقبل هذا، وإن غالطونا بأموالهم وإعلامهم".

وأكد القرشي أن الدعوة إلى مثل هذه الندوة إنما يكون للنقاش العلمي وإبداء الرأي في الأحداث التي تجري في البلاد.

العديد من المداخلات والتساؤلات أكدت على ضرورة تحمل الدولة لمسؤولياتها تجاه أبناء الوطن جميعاً، وبسط سلطتها ونفوذها على كافة أراضي الوطن ووقف أي جماعات متمردة عند حدها، ونزع السلاح منها. حضر الفعالية عدد من السياسيين والأكاديميين والعلماء ..

زر الذهاب إلى الأعلى