[esi views ttl="1"]
arpo28

كورونا.."شبح قاتل" بالسعودية "رؤوف" بجارتها اليمن

يبدو أن شبح "كورونا" القاتل والذي اختار دول الخليج موطناً له، كان رؤوفاً باليمن الواقع إلى الجنوب من السعودية التي احتلت المرتبة الأولى في الإصابة بالمرض.

فاليمن الذي ما زال يصارع أمراضاً بدائية مثل "الملاريا"، و"شلل الأطفال"، و"الحصبة"، لم يسجل إلا إصابة واحدة لهذه السلالة القاتلة في منطقة الشرق الأوسط "كورونا" والتي اكتشفها في أبريل/نيسان الماضي.

وكانت السعودية - الجارة الشمالية لليمن - الأسبق في ظهور وانتشار الفيروس، الذي تم اكتشافه منذ نحو عامين في سبتمبر/أيلول 2012 والتي ارتفع عدد المصابين فيها بهذا الفيروس أمس إلى 544، فيما ارتفع عدد المتوفين إلى 176، بحسب مصادر طبية رسمية في المملكة.

وعلى الرغم من الطمأنينة التي بثها "كورونا" في نفوس اليمنيين باكتفائه بإصابة واحدة حتى اللحظة، إلا أن مسؤولين في وزارة الصحة ما زالوا يتخوفون مما سمّوه "الهدوء الذي يسبق العاصفة".

وفي هذا الصدد، قال مسؤول الرصد الوبائي بوزارة الصحة اليمنية، عبد الحكيم الكحلاني، لوكالة الأناضول "لم نسجل سوى حالة واحدة الشهر الماضي، لكننا نتخوف من تكرار السيناريو الحاصل في السعودية التي شهدت هذا الشهر ارتفاعاً في عدد الوفيات بالفيروس".

وسجّلت المملكة منذ بداية مايو/ أيار الجاري فقط وحتى الآن نحو 173 مصاباً، توفي منهم 65 بالفيروس.

وأشار الكحلاني - المسؤول عن ملف كورونا في بلاده - إلى أن الحالة الأولى والوحيدة للفيروس التي تم اكتشافها في اليمن، كانت لمهندس طيران في العاصمة صنعاء، لافتاً إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت أن أعراض الفيروس ظهرت عليه قبل اكتشافه بشهر.

وعلى الرغم من إصدار وزارة الصحة تعميماً على جميع مفتشي الترصد الوبائي في جميع المحافظات اليمنية برفع الجهوزية، والاستجابة لأي بلاغات مشابهة لحالة المهندس، واتخاذ تدابير وقائية على المنافذ الحدودية للبلاد، وتنسيقها مع منظمة الصحة العالمية لمواجهة الفيروس، إلا أن هذه الإصابة الوحيدة التي تماثلت للشفاء، أثارت الرعب في نفوس اليمنيين، الذين يخشون تفشّي وباء طارئ ليس بمقدور السلطات المحلية التعامل معه.

وفي هذا السياق قال أمين قاسم، (سائق حافلة) في مدينة تعز، جنوبي اليمن، لوكالة الأناضول: "نتمنى أن يكون هذا الفيروس قد رحل عن أراضينا، لو استقر هنا فسيحصد آلاف الأرواح، السلطات الصحية في البلد ما زالت لا تجيد التعامل مع الأمراض البدائية الخاصة بالطفولة".

ويعد فيروس "كورونا" أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفيروس ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الفيروس الذي تفشى بشكل أساسي في منطقة الشرق الأوسط، "لا يشكل حالة صحية عالمية طارئة".

ويعرف فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أيضاً ب"فيروس كورونا الجديد" أو "كورونا نوفل"، وقد اكتشفه في الرابع والعشرين من 2012 الطبيب المصري علي محمد زكي، المتخصص في علم الفيروسات في المملكة العربية السعودية، ويصنف من فصيلة تُعرف بالفيروسات التاجية "corona" التي ظهر أول فيروس منها عام 1960، وأطلقت عليه في البداية أسماء عديدة مثل "شبيه سارس" أو "سارس السعودي"، حتى اتّفق أخيراً على تسميته: "فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي"، ويرمز إليه اختصار"MERS-CoV".

ويعتقد خبراء أن تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية تشبه بنحو يدعو إلى القلق تفشي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة المعروفة باسم "سارس" والتي أصابت نحو 8000 شخص عام 2003 وتسببت في وفاة نحو 800، وبوجود أوجه تشابه بين الجينات الوراثية لمسببات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومتلازمة الجهاز التنفسي الحاد.

وإلى جانب التخوف من "كورونا"، تصارع وزارة الصحة اليمنية عدداً من الأمراض الوبائية، أبرزها "الملاريا"، و"التيفوئيد"، و"حمى الضنك" الذي يتزايد خلال موسم الأمطار الصيفية بسبب البعوض، ويتسبب في انهيار الصفائح الدموية للشخص المصاب به.

وفي تقرير للبرنامج الوطني لمكافحة ودحر الملاريا (حكومي)، صُنف اليمن وبائياً ضمن المجموعة الأفريقية لسيادة الملاريا المنجلية (أخطر أنواع الملاريا)، والتي تشكل 90 بالمئة من حالات الإصابة، بينما ينتشر فيه 16 نوعاً من بعوض "الأنوفيليس" الناقل للإصابة، أشدها خطورة وأوسعها انتشاراً نوع يطلق عليه "الأنوفيليس العربي".

ويبلغ عدد الحالات التي تصاب بالملاريا في اليمن مليوناً ونصف المليون حالة سنوياً، يموت منهم كل عام 15 ألف شخص بنسبة 1 بالمئة من إجمالي المصابين، حسب تقديرات البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في العقد الأخير، لكن البرنامج يقول إن النسبة قد انحسرت إلى النصف.

وتقول وزارة الصحة اليمنية إنها عازمة على تحقيق هدف التخلص من الملاريا بحلول عام 2020.

زر الذهاب إلى الأعلى