تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثيين، في محافظة عمران شمالي البلاد، يوم الاثنين، وامتد التوتر إلى أطراف صنعاء، فيما انسحبت لجان الرقابة على اتفاق التهدئة الهش، بعد يومين من عودة المواجهات.
وعلم "العربي الجديد" أن "معارك دارت حول جبل ضين الاستراتيجي، والمحشاش والجنات ومنطقة سحب، خلال الساعات الماضية، استخدمت خلالها مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، لتعود بذلك معظم جبهات القتال إلى الاشتعال مجدداً".
وأفادت مصادر محلية أن "الحوثيين شنّوا هجوماً، فجر الاثنين، على مواقع عسكرية في جبل المحشاش، ودارت مواجهات عنيفة سقط فيها العديد من القتلى والجرحى، أغلبهم من مسلحي الحوثي. فيما تمكن الجيش من استعادة عدد من المواقع القريبة من جبل ضين".
وأشارت إلى "اتساع المواجهات بين الحوثيين وأبناء القبائل في همدان، التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء، مساء يوم الاثنين، في منطقة ضروان، التي تبعد عدة كيلومترات عن العاصمة". كما لفتت مصادر قبلية، إلى أن "الحوثيين حاولوا الالتفاف من همدان على مواقع عسكرية في عمران، واشتبكوا مع أبناء القبائل في المنطقة".
وأدت المواجهات إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محافظتي عمران وحجة، جراء اعتداء "تخريبي" على خطوط نقل الطاقة بالقرب من جبل ضين، حيث تدور المواجهات.
وأكدت مصادر محلية في عمران "انسحاب المراقبين من الشرطة العسكرية، المكلفين بالرقابة على تنفيذ اتفاق التهدئة، بشكل كامل من كافة النقاط، بعد تجدد الاشتباكات".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع أو من اللجنة الرئاسية المكلفة برعاية الاتفاق، الذي أُعلن في 4 يونيو/حزيران الجاري، حول تجدد المواجهات، رغم دخول يومها الثالث.
وكانت معارك عنيفة اندلعت، الشهر الماضي، بين الجيش المرابط في عمران والحوثيين، الذين يُتهمون بالتوسع نحو صنعاء، قتل فيها العشرات، قبل أن تتوقف باتفاق مفاجئ أعلنته لجنة رئاسية. وتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار، ونشر مراقبين، لكنه لم يصمد بسبب الإبقاء على فتيل الحرب، وعدم إلزام الحوثيين بالانسحاب من المواقع التي تمركزوا فيها حول المدينة.
ولعبت القيادة اليمنية ممثلة بالرئيس، عبد ربه منصور هادي، ووزير الدفاع، محمد ناصر أحمد، دور "الوسيط" في البداية، لكن هذا الموقف بدأ بالتغير التدريجي مع استمرار هجمات الحوثيين، ووصول تعزيزات لهم إلى عمران.