وأشار المودع في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أن الهدف من سياسة تفكيك الطبقة الشمالية ليس الهروب إلى الجنوب ولكن حكم اليمن ككل.. لافتاً إلى أن جماعة الحوثي استخدمت كإحدى الأدوات لتنفيذ هذه السياسة بضرب قوى في الشمال.
وأضاف بانه في هذا السياق يتم استخدام القوة الحوثية عبر غض الطرف عن زحفها المسلح أو إعطاء ضوء اخضر لجماعة الحوثي المسلحة كي تتحرك باتجاه ضرب مراكز قوى معينة يعتقد الرئيس هادي انه لم يحكم أو لن يستطيع الانفراد بالسلطة إلا في حال تمكنه من إضعافها أو تفتيتها..
ونوه إلى أن هذا المنهج أو الفلسفة والرغبة في الاستفراد بالحكم تقود إلى مزيد من الفوضى ومزيد من العنف ومزيد من تفكيك أسس الدولة التي تجعل من الصعب على الرئيس هادي أو غيره أن يحكم في ظل هكذا أوضاع.
وقال إن خطة تفكيك الطبقة الشمالية من اجل الاستفراد بالحكم تشير إلى عدم فهم أصحابها لواقع اليمن ولتاريخه وعدم قدرتهم على التخطيط السليم لمستقبل اليمن، مذكِّراً بان الاستفراد بالسلطة وهمٌ يصعب تحقيه، مضيفاً: لم يستطع الإمام يحيى في ظل أوضاع مثالية مقارنة بالأوضاع الحالية أن يستفرد بالسلطة هو وأسرته وكان ما كان من حركة 48 التي أطاحت بمشروع الإمام وأسرته بالاستفراد للسلطة، وعلى نفس السياق حاول الرئيس صالح الاستفراد بالسلطة وتمت الإطاحة به في 2011م بعد أن كان قد استحكم و سيطر على معظم مفاصل السلطة والثروة في اليمن ومع ذلك فشل.
والرئيس هادي- وفقاً للمودع- يريد أن يكرر السيناريو ضمن أوضاع تُعتبر بعيدة كل البعد عن تحقيقه لهذا الطموح، ولهذا كانت النتيجة لهذه السياسة ولهذه الأجندة أنها ستؤدي إلى مزيد من الفوضى في اليمن, الأمر الذي سيجعل من الصعب على هادي الحكم أو غير هادي إلا في حالة تم تدارك الأمور.
واستبعد المودع أن يكون الرئيس هادي يطمح إلى تفكيك اليمن، لافتاً إلى أن هادي يرغب في السلطة و طموحه أن يحكم اليمن، مفسراً ذلك بالقول: لا نه لا يمكن لهادي أن يستمر في السلطة طالما استمرت الفوضى لان الفوضى وكما حدث في عمران كنموذج هي سقطت من سلطة هادي ولهذا بعد سقوط عمران كان يعتقد هادي والفريق الذي كان يخطط معه ضمن هذه الأجندة, بان هزيمة الأطراف التي هُزمت في عمران ستؤدي إلى تقوية مركزه السياسي، ولكن الحاصل الآن أن مركزه السياسي بدأ يتآكل- حد قوله.
ويرى المودع أن سلطة الرئيس هادي بعد سقوط عمران في حالة أفول وليس في حالة صعود، لان زلزال عمران استفز قوى محلية وإقليمية حملت هادي مسئولية هذا السقوط وبالتالي هي في طريقها الآن إلى إضعافه ويمكن في مرحلة لاحقة استبعاده من المرحلة ككل في حال لم يستطع لملمة ومواجهة خطر الحوثي- حسب تعبيره.
وقال المودع إن هادي بحكم ضآلة الخبرة السياسية وضعف الفريق الحاكم المساند له لم يمتلك الخيار السياسي الكافي ليكتشف أخطاء أجندته وانها العائق له، حيث كان يراهن ولا زال على دعم المجتمع الدولي وليس كل المجتمع الدولي.
وأضاف: الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، اعتقدت أنها لا زالت تستثمر في هادي ولكن دخول السعودية الآن وعودتها سيعيد خلط الأوراق وهو ما سيكون على حساب الرئيس هادي, لأن السعودية رأت أن الرئيس هادي كان السبب في سقوط عمران وهي تخشى من أن يؤدي بقاء هادي إلى تقوية الحوثي والمزيد من الفوضى في اليمن، مردفا:".. ولهذا السعودية ستسعى إلى خلق تحالف جديد؛ هذا التحالف بالقطع سيكون على حساب سلطة هادي ومشروعه الذي بدأ بما في ذلك مخرجات الحوار التي لم تكن إلا ترجمة لأجندة هادي في تفكيك الطبقة السياسية الشمالية عبر الفدرالية ونظام الأقاليم الذي كان الهدف منه ولا زال إضعاف الطبقة السياسية التي كانت تحكم حتى 2011 لتحل محلها طبقة سياسية من مناطق أخرى.