اعتبرت مجلة أمريكية التطورات الأخيرة في العاصمة صنعاء وسيطرة الحوثيين عليها تمثل انتصارًا كبيرًا لإيران.
وقالت إن سيطرة الحوثيين على صنعاء في منتصف سبتمبر, كان له آثار وخيمة على جيران اليمن وللحرب الأميركية على الإرهاب, ويبدو الأكثر ترجيحا أن هناك مزيداً من التصعيد وفقا لتقرير المجلة.
واعتبرت “فورين بوليسي” الأميركية، قرار الحوثيين بربط مصيرهم بالمكائد الإقليمية لطهران، يخاطر بتمزيق اليمن والدفع بالبلاد في حالة من الفوضى.
وقالت إنه- بشكل مفاجئ- سيطر الحوثيون- في 21 سبتمبر- على مباني الوزارات بالعاصمة صنعاء ومعسكرات الجيش والمباني الحكومية والمطار بعد يوم واحد من إعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر عن التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة.
وأردفت: لعدة سنوات والكثير من اليمنيين يعتقدون أن إيران تقدم المال والتدريب للحوثيين، الذين يشكلون 30 بالمائة من 25 مليون مواطن في اليمن.. المسئولون في صنعاء، من الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى قادة الأحزاب، يتهمون إيران بالتدخل في شؤون اليمن.. وفي الوقت نفسه، المسئولون الإيرانيون جميعهم سعداء جدا بتشجيع مثل هذه الشكوك.. في بيان صدر مؤخرا، تفاخر علي رضا زاكاني- ممثل طهران في البرلمان الإيراني- بأن صنعاء أصبحت رابع عاصمة عربية تسقط في أيدي إيران.
واستغربت من سقوط صنعاء دون مقاومة قوات الجيش وأفراد الشرطة وقال: عمليا تم تسليم صنعاء للحوثيين، صورة طبق الأصل تقريبا لتسليم العراق إلى الدولة الإسلامية (داعش) في يونيو الماضي.
وأشارت إلى أن الرئيس والأحزاب السياسية الأخرى، لم يكن لديهم خيار سوى توقيع اتفاقية السلم والشراكة مع الحوثيين، بعد أن تغير ميزان القوى لصالح الحوثيين, حيث سرعان ما وقعوا على اتفاق “السلم والشراكة الوطنية”، الذي تم التفاوض بشأنه برعاية بن عمر لكن يبدو أن إيران كسبت أفضل اتفاق وفقا لتقرير المجلة المعنون ب:” النفوذ الإيراني يتوسع في اليمن” .
ولفتت إلى اعتقاد مسئولين أميركيين أن الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين هم حلفاء إيران. واعتبرت رفض الحوثيين لتعيين الرئيس هادي رئيسا جديدا للوزراء في 7 أكتوبر، واتهامه بالركوع للضغوط الأميركية في اختيار رئيس الوزراء، نوعا من العرقلة السياسية، وقالت إن ذلك يرجع إلى أن الحوثيين نسخوه بشكل مباشر من قواعد اللعبة التي يمارسها حزب الله.
وفقا لمسئول يمني، فإن ضغوط الحوثيين، الذين يملون الآن شروطهم في العاصمة، أجبرت الحكومة في 25 سبتمبر على إطلاق سراح ثلاثة من أفراد الحرس الثوري الإيراني الذين كانوا مسجونين في اليمن. وحدث ذلك بعد يوم واحد من إفراج الحكومة أيضا عن اثنين من عناصر حزب الله المسجونين.
وأفادت بأن هادي يدرك جيدا المخاطر الجغرافية السياسية، حيث قال- في المقابلة مع صحيفة الحياة- “كل من يحمل مفاتيح باب المندب ومضيق هرمز ليس بحاجة إلى القنبلة النووية”.
وأضافت: مثل هذه المخاوف أثارها رئيس هيئة قناة السويس، الذي أكد أن المجتمع الدولي “لن يسمح لأحد أن يعطل التجارة بين الشرق والغرب”.
ويحذر محللون سياسيون من أن الأسوأ لم يأت بعد، وأن الحوثيين لا يمكنهم حكم اليمن بمفردهم رفضهم تسليم أسلحتهم إلى صنعاء، بالضبط مثل موقف حزب الله في لبنان، يجعل أي اتفاق سياسي لا معنى له لأن اتخاذ القرارات السياسية يتم تحت فوهة البندقية وفقا للمجلة الأميركية.
وحذرت من أنه في حال لم يكبح الحوثيون جماح ميليشياتهم ولم يسحبوا أسلحتهم الثقيلة ولم ينفذوا اتفاق الأمم المتحدة بالكامل ولم يحسنوا علاقاتهم مع بقية الأطراف في البلاد، فإن اليمن قد تخرج عن نطاق السيطرة.
واختتمت المجلة الأميركية تقريرها بالقول: قد تكون هناك حاجة لحدوث معجزة من أجل الحفاظ على اليمن موحدا، والحيلولة دون تشضيه، وفي نفس الوقت، فإن صنعاء لا تزال تحت الاحتلال من قبل الحوثيين.