[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

صدمة في اليمن بذكرى "الكرامة": اغتيال عبد الكريم الخيواني

صُدم الشارع اليمني، أمس الأربعاء، باغتيال الكاتب السياسي المنتمي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، عبد الكريم الخيواني، برصاص مسلحين مجهولين، اعترضوه أمام منزله القريب من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء. وتزامنت الحادثة مع الذكرى الرابعة لـ"جمعة الكرامة" في 18 مارس/ آذار 2011، التي سقط ضحيتها 43 متظاهراً برصاص مسلحين بزي مدني، موالين للنظام السابق، التي تُعدّ إحدى أبرز الأحداث الدامية التي تلت ثورة "فبراير" 2011.

وأوضحت مصادر أمنية، وأخرى تابعة للحوثيين، أن "الخيواني، وهو قيادي في الجماعة، وأحد ممثليها في مؤتمر الحوار الوطني، اغتيل برصاص مسلحين مجهولين، كانوا يستقلون دراجة نارية قرب منزله، الكائن في شارع الرباط، وأصابوه بالرأس، وتوفي قبل الوصول إلى المستشفى، منهياً 50 عاماً من عمره، قضى أغلبها في النشاط السياسي والإعلامي".

ووُلد الخيواني في مدينة تعز في العام 1965، وتتحدّر أسرته من منطقة خيوان، في محافظة عمران، شمالي البلاد، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في تعز، قبل أن يحصل على البكالوريوس من كلية الاقتصاد بجامعة صنعاء في العلوم السياسية.

عُرف الخيواني في الوسط السياسي، كقيادي في حزب "الحقّ" ثم في حزب "اتحاد القوى الشعبية"، وكلاهما من مكوّنات تكتل أحزاب "اللقاء المشترك". وينتمي لحزب "الحق" القيادي أحمد شرف الدين، الذي اغتيل العام الماضي، كما ينتمي لـ"اتحاد القوى الشعبية" الأمين العام محمد عبد الملك المتوكل، الذي اغتيل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، برصاص مسلحين مجهولين في أحد شوارع العاصمة، التي تبعد مئات الأمتار عن المنطقة التي اغتيل فيها الخيواني.

عمل الخيواني رئيساً لتحرير صحيفة "الأمة"، التابعة لحزب "الحق"، ثم صحيفة "الشورى"، الناطقة باسم "اتحاد القوى". وتبنّى الخيواني في "الشورى" أول حملة ضد "التوريث"، حين نشرت الصحيفة الأسبوعية العديد من المقالات التي تتهم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ب"السعي لتوريث الحكم لنجله الأكبر أحمد". وكان ذلك في العام 2004، حين اندلعت الحرب الأولى بين جماعة "الحوثيين"، التي كانت تُعرف باسم "الشباب المؤمن"، والقوات الحكومية.

واعتُقل الخيواني أواخر العام 2004 على خلفية تغطيته حرب صعدة، والحملة التي تبنّاها ضد الرئيس السابق، وبقي في سجن "الأمن السياسي" حو إلى العام، تعرّض خلالها للمحاكمة بتهم عديدة، بينها "إهانة رئيس الجمهورية".

أُطلق سراحه بعفوٍ رئاسي في العام 2005، كما اعتُقل بعدها بعامين، وأودع السجن المركزي بصنعاء، حيث حصل على تضامنٍ واسع، ومنحته منظمة العفو الدولية الجائزة الخاصة بالصحافيين المعرّضين للخطر في العام 2008.

وأوقفت السلطات صحيفة "الشورى" بسبب الانتقادات الكثيرة التي تلقتها، ليُطلق الخيواني بعدها موقع "الشورى نت" على الإنترنت، ومنها مارس عمله الصحافي. وفي مايو/ أيار 2014، عيّنته منظمة "بعثة السلام والعلاقات الدبلوماسية"، التابعة لـ"المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية"، سفيراً فخرياً لـ"النوايا الحسنة والعلاقات الدبلوماسية"، تقديراً لـ"جهوده وإسهاماته في المجالات الإنسانية".

عُرف الخيواني كقيادي لدى الجماعة، التي عيّنته عضواً ممثلاً عنها في مؤتمر الحوار الوطني، الذي انعقد في الفترة بين 18 مارس 2013 و20 يناير/ كانون الثاني 2014. وخصص كتاباته للدفاع عن الجماعة بعد أن أصبح قيادياً معروفاً، وبرز بفعالية في الفترة التي جرى فيها إصدار ما سُمّي "الإعلان الدستوري" الانقلابي للجماعة في السادس من فبراير/ شباط الماضي.

وتُعدّ حادثة اغتيال الخيواني من بين حوادث اغتيال سياسية عدة في صنعاء، استهدف معظمها قياديين في الجماعة، كعبد الكريم جدبان، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، بالإضافة إلى شرف الدين والمتوكل. وجميعهم اغتيلوا بالطريقة ذاتها، على أيدي مسلّحين على متن دراجة نارية، يلوذون بالفرار فور تنفيذ العملية. وقد أعلنت السلطات الأمنية أن "خلية التيس، التابعة لتنظيم القاعدة، كانت مسؤولة عن اغتيال جدبان وشرف الدين، فيما لا يزال الجناة في حادثي اغتيال المتوكل والخيواني مجهولين حتى الآن".

وخلافاً للحوادث السابقة، فإن اغتيال الخيواني أتى في وقت أصبح فيه أمن العاصمة بأيدي الحوثيين، أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يجعلها مُطالبة بالتقصي وإجراء تحقيق في الجريمة والكشف عن خيوطها ومنفذيها. وكغيرها، تأتي جرائم الاغتيالات السياسية وتلقى إدانات مختلف الأطراف، بعيداً عن الانتماءات، باعتبارها تستهدف المسالمين العزّل بأسلوب همجي غادر.

زر الذهاب إلى الأعلى