arpo28

الحمير بدل السيارات في اليمن

بعد أكثر من خمسة عقود من الغياب، دفعت أزمة المشتقات النفطية التي تشهدها اليمن إلى عودة بعض اليمنيين من جديد إلى امتطاء الحمير، للتنقل وقضاء حوائجهم، بعد يأسهم من الانتظار الطويل في صفوف محطات البترول والديزل (السولار) دون جدوى.

وشوهد عدد من المواطنين في العاصمة صنعاء، وهم يمتطون الحمير ويحملون عليها بضائعهم، وهي مشاهد كانت قد غابت، خلال السنوات الماضية، في المدن الرئيسية.

وقال علي فتح الله (23 عاماً) بأنه لأول مرة في حياته، يشاهد يمنيين يمتطون الحمير ويتجولون بها داخل شوارع العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن هذا المشهد يشعره بالألم على الحال الذي وصلت إليه اليمن، لكنه يثير الضحك في الوقت ذاته، حسب قوله.

وأضاف فتح الله أنه "بمجرد أن رأى الناس الرجل الذي يمتطي الحمار، بدأوا يتهكمون على الحال الذي وصلت إليه البلاد، ثم أطلقوا اللعنات على بعض السياسيين ومن كانوا سبباً في وصول اليمن لهذا الحال".

بدوره، أبدى الريفي محمد غالب، سعادته كونه الوحيد من أبناء قريته، القادر على التنقل بحماره بعدما توقفت كل سيارات القرية بما فيها سيارته بسبب انعدام الوقود. وقال "أملك دكاناً في قريتي البعيدة عن مركز مدينة المحويت، وقد لجأت لاستخدام الحمار كي أقوم بشراء البضاعة من سوق المدينة كل أسبوع"، مشيراً إلى أنه يخرج من منزله في منطقة العرقوب (غرب المحافظة) بعد صلاة الفجر، ويصل إلى سوق المدينة قبيل الظهر.

ويتابع "في السنوات الأخيرة، كان الناس قد تركوا تربية الحمير لعدم فائدتها في ظل وجود سيارات، لكني أحب الحمير كونها تساعدني في التنقل بالمناطق الوعرة"، موضحا بأنّ أسعار الحمير في تزايد هذه الأيام في الأرياف، بعدما كانت قد تراجعت تماماً. ويقول لـ"العربي الجديد" "دفع لي بعض التجار ثمن الحمار الذي أملكه 65 ألف ريال يمني، في حين لم يكن يتجاوز سعره الثلاثين ألف ريال العام الماضي".

وكان ناشطون يمنيون قد تداولوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، صوراً ليمنيين يمتطون الحمير ويسيرون بها في شوارع المدن الرئيسية، كوسيلة للتنقل مع اشتداد الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية ، التي أدت إلى توقف حركة السيارات ووسائل النقل والمواصلات.

وعن الأزمة التي لم تشهدها اليمن من قبل، يقول المواطنون، إنها نتيجة احتكار جماعة الحوثي للمشتقات النفطية وتخصيصها لآلياتهم وسياراتهم، الذين تسببوا في انعدامها من محطات البيع في صنعاء والمدن اليمنية الأخرى، في الوقت الذي تتحرك سياراتهم الخاصة وعرباتهم المسلحة على مدار الساعة.

ويبدي اليمنيون مخاوفهم من استمرار الأزمة، وهو الأمر الذي سينعكس سلباً على كثير من المجالات المجتمعية على رأسها الاقتصادية والصحية والغذائية.

زر الذهاب إلى الأعلى