[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

انتعاش تجارة الحطب في اليمن وأسعاره تقفز 300%

لم تُنعش تداعيات الحرب في اليمن، تجارة الحطب وحسب، بل ارتفعت أسعاره بحدود ثلاثة أضعاف، في الوقت الذي أعلنت البلاد عن توقف الإنتاج المحلي للغاز المنزلي، واتخذت قرارا باستيراده من الخارج.

وأصبح للحطب أسواقه التي انتشرت داخل العاصمة اليمنية صنعاء وفي المدن الرئيسية، وتشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين وملاك أفران الخبز والمطاعم.

وباتت تجارة الحطب تستوعب مئات العمال في أعمال نقل الأخشاب من الأرياف وتفريغها من الشاحنات، وصولا إلى عمليات التقطيع وإعادة تحميل الحطب للزبائن.

وفي العاصمة صنعاء عدة أسواق للحطب استحدثت خلال الحرب، منها سوق (السنينة) على شارع الستين، وثلاثة أسواق في شارع خولان، وسوق حارة (نقم).

وتحولت جامعة صنعاء، إلى مكان للاحتطاب. ونشر ناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لنساء يحتطبن داخل الحرم الجامعي ويحملن حزماً من الحطب على رؤوسهن.

وتعاني المدن اليمنية من أزمة حادة في غاز الطهو منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية في سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال تجار "الحطب" في صنعاء، إن أسعاره ارتفعت خلال الحرب بنسبة بلغت 300%، نظرا لزيادة في الطلب وعجز المعروض.

وقال أحمد الحرازي، أحد باعة الحطب, إنهم يجلبون الحطب من أرياف محيطة بصنعاء ومن محافظة ذمار (100 كم جنوب صنعاء)، وإن سعر حزمة الحطب ارتفع إلى 2000 ريال (9.5 دولارات) من 700 ريال (3.2 دولارات).

وأوضح الحرازي، "أن سعر حمولة السيارة شاص (ربع نقل) ارتفع من 15 ألف ريال إلى 40 ألف ريال وسعر حمولة السيارة النصف نقل ارتفع من 40 ألف ريال إلى 75 ألف ريال".

وقال إنهم يقومون بالتحطيب بعدة طرق، منها اقتلاع واجتثاث الأشجار عن طريق سحبها بالسيارات حتى تسقط، ومن ثم تقطيعها بواسطة الفؤوس إلى أجزاء صغيرة تمهيداً لبيعها بعد تجفيف الأخضر منها، أو حرق جذوع الأشجار الكبيرة من الأسفل حتى تسقط، ومن ثم تقطيعها إلى مقاسات وأحجام على حسب طلب التجار في سوق الحطب".

وأكد عدد من سكان العاصمة اليمنية صنعاء أن انعدام غاز الطهو دفعهم إلى شراء الحطب، رغم أن أسعاره ارتفعت إلى ضعف سعر الغاز.

ويقول محمد مصلح (موظف) إنه اضطر إلى شراء تنور جاهز وحزمتين من الحطب الصغير، وإن عمل الخبز بالتنور متعب لزوجته، لكنه البديل الأفضل لمشكلة انعدام غاز الطهو.

وتحولت أغلب المطاعم والمخابز في صنعاء والمحافظات إلى استخدام الحطب، نتيجة انعدام الديزل وتوفره في السوق السوداء بأسعار تفوق قدرتهم على الاستمرار في الشراء.

وأمام مخبز الدائري بالعاصمة صنعاء، كان أحد العمال يقوم بتقطيع الحطب إلى أجزاء صغيرة. وقال محمد ناصر صاحب المخبز ل "العربي الجديد": توقف المخبز لأيام نتيجة عدم توفر الديزل، ثم لجأت لاستخدام الحطب، اشتريت حمولة سيارة بـ35 ألف ريال".

ويوضح ناصر أن البرميل من مادة الديزل ارتفع إلى 175 ألف ريال، وهو سعر خيالي بالإضافة إلى أنه مغشوش ويشتكي منه المشترون.

ويقول أحمد سالم، صاحب مخبز الحارة في حي "غرقة الصين" بصنعاء إن استخدام الحطب متعب ويحتاج إلى وقت أطول، حتى إن كمية الخبز التي جهزها في الصباح كانت غير كافية ونفدت بسرعة، ولم يستطع تلبية طلبات السكان الذين توافدوا ظهرا لشراء الخبز.

لكن سالم يوضح، أن الحطب أجدى من ناحية اقتصادية، حيث إن شراء الديزل بسعر مرتفع من السوق السوداء لن يكون مجديا للعمل، إذ تصل تكلفة رغيف الخبز في حال استخدام الديزل إلى حو إلى 30 ريالا، فيما يبيعه بـ20 ريالاً.

زر الذهاب إلى الأعلى