أعلنت الحكومة اليمنية، اليوم الخميس، أنها تعتزم إعلان مبادرة سياسية في الأيام القادمة كآلية تنفيذية لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، والذي تعتبر الحكومة تطبيقه شرطاً لوقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين.
جاء ذلك في اجتماع عقدته في مقر إقامتها في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة نائب الرئيس ورئيس الحكومة، خالد بحاح، حيث ناقشت العديد من القضايا حول التطورات في البلاد.
وحسب موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ ، فقد جرت مناقشة نتائج الاجتماع مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وتشير تقارير غير رسمية إلى أن ولد الشيخ الذي التقى الرئيس، عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة قبل أيام، نقل للحكومة الشرعية موافقة الحوثيين على تنفيذ 2216، بعد أن التقى ممثلين عن الجماعة في العاصمة العُمانية مسقط.
ويدعو القرار 2216 الذي أقره مجلس الأمن في إبريل/نيسان الماضي، الحوثيين إلى الكف عن استخدام العنف وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها والتخلي عن الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية اليمنية، وإيقاف جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق الحكومة الشرعية في اليمن، وغير ذلك من النقاط .
وجاءت هذه التطورات بعد الهزائم التي مُني بها الحوثيون الفترة الماضية، وخرجوا مجبرين من العديد من المدن، فيما تقول مصادر في صنعاء، إن الحوثيين بدأوا بالفعل في تسليم بعض المؤسسات الحكومية إلى أجهزة الشرطة والجيش التي كانت متحالفة معها الفترة الماضية.
من جهة أخرى، سقط قتلى وجرحى، اليوم الخميس، جراء تواصل المواجهات وقصف الحوثيين مناطق سكنية في محافظة تعز، وسط انشقاقات أفراد من الجماعة والموالين للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وتسليم أنفسهم لـ"المقاومة الشعبية" في تعز ومأرب.
وأوضحت مصادر محلية في تعز أن "نحو ستة قتلى، بينهم امرأة، فضلاً عن عشرات الجرحى سقطوا جراء قصف الحوثيين العشوائي أحياء سكنية في منطقة وادي المدام".
وتشهد تعز مواجهات شبه متواصلة في أكثر من جبهة، وسط نداءات من المقاومة لـ"التحالف العربي" بتقديم دعم نوعي بآليات عسكرية، للتسريع بحسم المعركة.
وانشق عدد من أفراد الشرطة العسكرية، كانوا موالين لصالح والحوثيين في تعز وانضموا للمقاومة برفقة طقمين مسلحين ومدرعة، فيما شهدت مأرب، تطورات متشابهة بتسليم العديد من الجنود الموالين للحوثي وصالح أنفسهم إلى المقاومة.
في محافظة البيضاء، سقط قتلى وجرحى، بينهم مدنيون في مواجهات تشهدها منطقة السوادية في المحافظة منذ أيام.
وأفادت مصادر محلية أن "الحوثيين قصفوا بالدبابات قرى في السوداية ومن بين القتلى الناشط الصحافي، عبدالله عاتق السوادي، الذي يدير موقعاً إخبارياً، وقد قتل أثناء اقتحام الحوثيين قريته".
وفي إب، فجر الحوثيون منزل الشيخ معاذ الجمال، قائد المقاومة في منطقة بعدان، فيما تتواصل المواجهات المتقطعة في أكثر من منطقة في المحافظة.
إلى ذلك، واصل الحوثيون حملة الاعتقالات التي بدأوها، قبل أيام، ضد ناشطي وقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، في صنعاء، حيث اعتقل العديد من الناشطين في أحياء متفرقة.
وندد حزب الإصلاح، في بيان، بحملة الاختطافات وحمّل الحوثيين ومن معهم المسؤولية. مشيراً إلى "أن هذه الجرائم المتعددة يتم توثيقها وأن منفذيها والآمرين بها معروفون ومرصودون، ولن يفلتوا من العقاب العادل والملاحقة القضائية".
كما طالب الإصلاح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ ب"تحمّل مسؤوليته الأخلاقية وإلزامه مليشيا الحوثي التوقفَ عن أعمالها".