[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

العماد وإثارة الفتنة الطائفية!

كعادته في إثارة الفتنة الطائفية والاحقاد السلالية، كتب علي العماد في صحيفة "الوسط العدد رقم (213) وتاريخ 29/11/2008م مقالا بعنوان "لقد خدعنا بالقرضاوي" وفي هذا المقال فجر العماد قنبلة من العيار الثقيل واعترف بأنه اثني عشري أكثر من الاثني عشرية أنفسهم، حتى أنه دعا الزيدية والزيود إلى التحول من مذهبهم إلى الاثنى عشرية، وكل ذلك النزق والطيش بسبب المواقف الأخيرة للدكتور يوسف القرضاوي تجاه الشيعة، والذي عمد العماد وتعمد الكذب،

حيث زعم أن القرضاوي اشترط للتقريب بين السنة والشيعة شرطين، الأول: التنازل عن الاعتقاد بعصمة الأئمة الاثنا عشر، والثاني ترك سب الصحابة، وقد صدق بالشرط الثاني ولكنه في الشرط الأول كذب وغالط وافترى على القرضاوي الذي يعرف الجميع أنه لم يتحدث عن عصمة الأئمة وإنما دعا إلى عدم نشر التشيع في البلاد والمجتمعات السنية، والكذبة الثانية للعماد ادعاؤه أن الشيعة لا يسبون الصحابة!! مع أنه يعرف تمام المعرفة أنهم يسبون، بل إنه في اتجاه الإثارة والتشويش على القضية قال إن القرضاوي يتجاهل من سب الإمام علياً رضي الله عنه.
من قال أيها الرجل المريض أن هناك اليوم من يسب الإمام علياً، وكيف تكذب وتفتري على الشيخ القرضاوي تجاهله لمن يسب الإمام علياً ونحن أهل السنة لا نفرق بين الصحابة ونحبهم كلهم وسب علي مثل سب أبي بكر وعمر وعثمان، والمسألة ليست واحدة كما تزعم، سب أبي بكر وعمر مقابل سب علي إنه قياس فاسد.. فلا تدافع عن الاثنى عشرية بالحق وبالباطل ولا بد أن تحدد موقفاً واضحاً، إما أن تكون مع سب الصحابة وتعلن ذلك بشجاعة كما فعلت عند دعوتك الزيود التحول إلى الاثنى عشرية، وإما أن تكون ضد سب الصحابة -ولا أعتقد ذلك- وتعلن موقفك في من يسبهم، مثلما يفعل القرضاوي وعلماء وجمهور أهل السنة فإننا نبرأ إلى الله من كل من يسب الصحابة أو أحدا منهم، ويستوي في ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة، وإذا أردت أكثر فإن لعنة الله وملائكته ورسله والمؤمنين على من يسب أو يكفر أو يطعن في الصحابة أو أحد منهم، لعنة الله على من يسب أبا بكر، لعنة الله على من يسب عمراً.. لعنة الله على من يسب عثمان.. لعنة الله على من يسب علياً.. لعنة الله على من يسب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم!!
وأما استشهادك بالإمام يحيى بن حمزة بخصوص عصمة الأئمة فهذه ليست قضيتنا الآن مع ما في هذا الادعاء من كذب وافتراء، فإن العصمة لا تكون إلا للرسول صلى الله عليه وسلم، والقول بعصمة غيره فيه مساواة بينه وبين الرسول، وأما ما ورد عن الأئمة الاثنى عشر حسب روايات الشيعة ليس فيه تشريع يخالف الكتاب والسنة الصحيحة، فهذا من أعظم الجهل بعقائد الشيعة والروايات التي يروونها عن المعصومين لديهم!! ولو كنت منصفا أو حتى زيديا لذكرت موقف الإمام العظيم يحيى بن حمزة ممن يسبون الصحابة، وأنت تعرف موقفه وتعلم حكمه على من سب الصحابة.. ولكنك لا تستطيع أن تكون منصفا ولا تريد أن تكون صادقا ولو لمرة واحدة!!
من حقك القول إن مذهب الإمامية الاثنى عشرية مذهب إسلامي عظيم.. ولكنك ليس من حقك الوصاية على الزيود وأن توصيهم بالتحول إلى مذهبك وعقيدتك وفكرك العظيم، يكفي تحولك أنت وأبناؤك ومن على شاكلتهم.. وأما قولك -رافضي ولا ناصبي- فهذا من قلة الدين وخفة العقل.. وإلا فإن الدين والعقل يقولان لأي مسلم بأن يعلن البراءة من الروافض والنواصب.. ولكنك اخترت أن تكون رافضيا!! فلك ذلك، فالإنسان حيث يضع نفسه.. ولا إكراه في الدين، وأما بخصوص الغمز واللمز والطعن بالقاضي إسماعيل بن علي الأكوع رحمه الله فلو أنك تركت هذا الفعل لكان خيرا لك.. وأنسب لسنك وقدرك.. وكان يكفيك الطعن والإساءة للاحياء وترك الأموات.. ولكن الطبع غلب التطبع.. ما دفعك لحشر القاضي إسماعيل في موضوع القرضاوي والشيعة، أليس الدافع هو التعصب الطائفي والتميز السلالي، أليس في غمز القاضي إسماعيل -بعد وفاته بأقل من أسبوع- محاولة لإثارة الفتنة وزراعة الكراهية والحقد.. نسأل الله أن يعافينا مما ابتلى به بعض خلقه.
أما قولك "إن الوهابيين قد غرروا على الشيخ القرضاوي، كما أن تقدمه في السن له أثر ولو من باب الحرص وطول الأمل."!! فهذا نوع من الإسفاف والتهريج، فالشيخ يوسف القرضاوي ليس جاهلا أو قاصرا أو ساذجا حتى يغرر عليه من وصفتهم بالوهابيين أو غيرهم، والرجل ما تقدمه بالسن إلا أنه في كامل قواه العقلية وفي قمة عطائه ونشاطه، ولم يؤثر عليه تقادم السنين كما يحصل مع بعض أمثال علي العماد الذي كما يقول دائما يعاني من الأمراض المختلفة ويرقد على فراش المرض ويطلب من رئيس الجمهورية السماح له بالسفر إلى إيران تحديدا للعلاج فيها، لأن الوهابيين يطاردونه في كل مكان يذهب إليه كالأشباح، والمشكلة أن العماد وهو في أرذل العمر وأسوأ الأوضاع يسخر ويستهزئ بالقرضاوي والأكوع نتيجة لتقدمهما بالعمر..!! وفي كل الأحوال فإن الوهابيين -ويقصد بهم أهل السنة- هم سبب الحرب في صعدة.. وما يحدث في العراق ولبنان.. وهم سبب الأزمة المالية العالمية.. وسبب الكوارث والفيضانات والزلازل والبراكين، الوهابيون في تصور علي العماد وراء كل مشكلة وأزمة وفتنة تحدث في العالم.. منذ أيام أبي بكر الصديق -الوهابي- وعمر بن الخطاب -الوهابي - إلى القرضاوي -الوهابي- الذي خدع الشيعة والعماد لأكثر من ستين عاما.. وهو يدعي الوسطية.. والاعتدال .. والإنصاف.. وإذا به يفاجئهم على أنه عالم وهابي متحيز.. خرج من قائمة المنصفين -حسب تصنيف العماد- إلى قائمة الوهابيين. وحسب ما تتلوه الشياطين وتتنزل على -علي العماد- فقد تنبأ وظهر من علم الغيب أن الحكومة المصرية لم توافق على عودة الشيخ القرضاوي إلى بلده -مصر - إلا بعد تأكدها من أنه قد تحول مما كان عليه..!!
وبالإضافة إلى أن الحكومة المصرية لن توافق على عودة القرضاوي إلى بلاده فإن العماد قد قام بعملية استبيان ومسح وتوصل إلى أن جميع الشيعة وبعض الجماعات الإسلامية وحتى بعض الوهابيين يدعون على الشيخ القرضاوي بعد تصريحاته الأخيرة..!!
أما أهل السنة وغالبية -الوهابيين-!! فإنهم لا يدعون على العماد وإنما يدعون له بالهداية وحسن الختام.. وأن يرده إلى الحق والصواب، وأن لا يصدق الروافض الذين يغررون عليه وفي مقدمتهم ولده عصام وشياطين قم وطهران.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى