[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

عهد أوباما.. البداية المتفائلة!

أدى الرئيس الأميركي الرابع والأربعين (باراك حسين أوباما) اليمين الدستورية الثلاثاء الماضي وطوى بذلك أسوأ ثمانية أعوام في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية والعالم أجمع قادها سلفه غير المأسوف عليه (جورج دبليو بوش) الذي كان رحيله عن البيت الأبيض حلما لسكان الكرة الأرضية باستثناء الإسرائيليين الذين كان بوش بالنسبة لهم الراعي والحارس الأفضل منذ تأسيس الدويلة الصهيونية قبل ستين عاما... واليوم يبدأ العالم والولايات المتحدة مسارا جديدا في ظل رئيس قادم من رحم العالم الثالث دينا ولونا،

ومن رحم الأوساط الأكثر تواضعا وبساطة في المجتمع الأميركي الذي يعد أكثر مجتمعات الدنيا تعددا وتسامحا، وهو تسامح كادت سنوات بوش الإبن أن تدمره، وفي ظني أن الأميركيين استعادوا الكثير من هذه الروح التي اتسموا بها عندما انتخبوا (أوباما) وعندما جاءوا بتلك الأعداد الهائلة – من كل الألوان والديانات – لحضور حفل تنصيبه ولتحيته يوم استلام مهامه الرسمية وللتعبير عن آمالهم العريضة التي يعلقونها عليه وعلى إدارته التي اختارها بعناية في تغيير أوضاعهم إلى الأفضل خاصة بعد أن انتهى عهد سلفه المشؤوم بأسوأ أزمة اقتصادية تشهدها الولايات المتحدة منذ سبعين عاما انعكست آثارها السيئة على العالم كله.

أتصور أن هذا الزخم الشعبي الهائل غير المسبوق الذي جاء بأوباما إلى البيت الأبيض سيكون حافزا كبيرا له للإسراع في إنجاز برنامجه بشكل احترافي رغم الكثير من الصعوبات التي سيواجهها بسبب الملفات المعقدة التي تركها له سلفه، خاصة الأزمة المالية التي لم تتضح معالمها إلا بعد أن أصبح مرشحا رسميا للحزب الديمقراطي... وعلى كل حال فالرجل اختار أعضاء إدارته بعناية والكثير منهم كانوا أصحاب تجارب ناجحة بالذات في عهد الرئيس الأسبق كلينتون لم يجد بأسا من الاستعانة بهم في إدارته في مواقع مرموقة انطلق في تحديدها من الرؤية التي صاغها مع مستشاريه لبرنامجه الذي سيسعى لتنفيذه خلال الأعوام الأربعة القادمة، ناهيك عن أنه يدرك أنه لا خيار أمامه سوى النجاح والنجاح فقط ليس فقط لأن نجاحه سيؤكد أنه كان بالفعل عند حسن ظن ناخبيه من مختلف الأعراق، لكن ليؤكد أن الأميركيين من أصل إفريقي يمتلكون من النضج والكفاءة وصواب الرؤية ما يؤهلهم لتولي المنصب الأقوى والأرفع في بلادهم والعالم كله.

بالنسبة لنا في المنطقة العربية فالرجل قد بعث برسالته ضمن خطابه الذي ألقاه بعد أدائه القسم بحسن نواياه تجاه العالم الإسلامي، وسيبقى على القادة العرب أن يصوغوا رؤية موحدة لكيفية التعامل مع هذا التغيير الكبير في الولايات المتحدة ومع هذه الرسالة الهامة التي بعث بها أوباما، وأظن أن القمة العربية العادية التي ستنعقد في الدوحة في مارس القادم ستكون المكان الأفضل لصياغة مثل هذه الرؤية الإستراتيجية، وحيثما وضعنا أنفسنا سيضعنا الآخرون بالتأكيد... ولاشك أن مجيء أوباما سيكون فرصة جيدة للعرب لإعادة صياغة علاقتهم بالولايات المتحدة بصورة أفضل مما كانت عليه طوال الأعوام الثمانية الماضية.

________________
السياسية (اليمنية)

زر الذهاب إلى الأعلى