[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

لمن صوت اليمانيون اليهود في فلسطين المحتلة إسرائيل؟

بعضا من تعليقات عل مقال " هو .. والراكبون على البعير اليماني " مثلما كتبها أصحابها.. ولم تحذف سوى كلمات الثناء نحو شخصي . ويقول القعطبي .. الحقيقة أننا لانحب ولا نكره الرئيس، لكني أقول للأستاذ، نستطيع أن نعيش بدون الرئيس، لكن وجوده الطويل بيننا يجعلنا لا نثق في التغيير، وليس هناك في الساحة من يصلح لحكم هذه البلد، أما مسألة الديمقراطية ورئيس بحق وحقيق منتخب فلا جيلي ولا جيل أبنائي سيشهد ذلك، نريد فقط من الرئيس أن يأخذ حكم اليمن جد .

أبو محمد ..أنا أقول أننا نخاف عليه لأنه عمل على دفع المشكل أثناء فترة حكمة . توحد اليمن بعد أن كان شطرين في ضل حكمه.. لكنه بقصد أو بدون قصد عمل أن تتقسم اليمن إلى خمسة فور رحيله.. مشكلتنا مع الرئيس معقدة لا ندري كيف يقودنا و إلى أين..

سالم.. مالذي يمنع الرئيس من محاربة الفساد والقضاء على كل الذين يشوهون سمعته وحكمه واعتقد انه لا مفر من قيامه بهذه المهمة.

والآن أعود إلى موضوع العنوان، وهو موضوع سعيت فيه شططا، فمالنا ولليمانيين اليهود ولمن صوتوا ولمن لم يصوتوا خصوصا ونحن على طرف خط نار مع كل الأحزاب الإسرائيلية العلمانية والدينية لأنهم يتنافسون على ذبح أبناء إسماعيل الفلسطينيين حتى يصلوا بالسكين إلينا، هكذا كانت انتخابات إسرائيل منذ 1948 حزبا يأتي ليذبح عرب ثم يذهب ليأتي أخر حامل سكين، لكني أريد من هذا الحديث أن يكون مقالا للمعرفة، لأنه يوصل إلى تشابه عام لازال يلامس ويطارد الشخصية اليمانية، فنكبة اليمانيين مستمرة أينما كانوا ومن كانوا مسلمين أم يهود، والصورة لا تختلف كثيرا عن المضطهدين اليمانيين اليهود في إسرائيل أو اليمانيين المسلمين غير المرغوب بهم في مجلس التعاون الذي ارفض دخولنا فيه شخصيا، فالصورة ذاتها، أتغيرت الأمكنة العدوة أو الأمكنة الصديقة أو خانة الديانة أو تغير مكان الإقامة، بل إن يمانيين هنا في اليمن العميقة يضطهدون بعض أصحاب المذهب المخالف، وحادثة مسجد سلمان العام الماضي ضد مصلين من مذهب السنة والجماعة أشد دلائل مذهبية قاتلة على قسوة الحقد والنفس اللئيمة.

وفي إسرائيل العنصر اليماني اليهودي هو العرقية الوحيدة التي تسقط بسهولة في بركة المضطهدين وهم في أسفل السلم الاجتماعي بين يهود العالم هناك، فاليهود الأشكناز الأوروبيين يحتقرونهم واليهود السفارديم الأسبان ينظرون إليهم بدونية، أما اليهود العرب العراقيين والمغاربة والمصريين ومن في حكمهم فإنهم لايحبون أن يختلطوا بهم، وهناك قصة مؤلمة تعرض لها اليمانيون اليهود فور وصولهم إلى إسرائيل في 1953، إذ انتزع اليهود الأوروبيين وبقوة عشرات من أطفالهم، وغيبوهم ونسبوهم لأنفسهم، ولا يعرف هؤلاء حتى الآن أسرهم الحقيقية، وتبعا لذلك لم يكن أمامهم إلا أن يتجمعوا في أحياء تخصهم في مناطق قريبة من المجمعات الزراعية الكيبوتز،يعملون في الزراعة، وتعمل زوجاتهم خادمات في بيوت الأثرياء الأشكناز والسفارديم وفي بيوت السفراء الأجانب في تل أبيب وعاملات نظافة في الفنادق، ويتخصص آخرون في أعمال الزبالة والكنس والنظافة وأشغال البلديات ولاينا فسهم على هذا الشغل الكريم أحد، ولهذا طالبت نعمة النهاري التي هاجرت من ريدة إلى أميركا ومن ثم إلى إسرائيل عام 2006 في جلسة داخل الكنيست يوم 27 /11 من نفس العام، أن يساووها وأسرتها باليهود الفلاشا بعد أن طردت مع أسرتها المكونة من 17 فرد إلى مواقف السيارات في الشارع من منزل حكومي في أشكلون (عسقلان) لصالح أسرة من روسيا، أما لوزة النهاري المرأة التي تعاني من عدة جروح قديمة لأن أحد المعتوهين في اليمن رمى على منزلها قنبلة قبل سنوات، فقد استجدت في مقابلة مع صحيفة يديعوت أهرنوت في 2006 بإعادتها إلي اليمن، تخيلوا امرأة يعتدي عليها مجهول بقنبلة في وطنها الأصلي ولا تريد فقط إلا أن تعود إلى نفس المكان، هذا يعني أن هول معاناتها في إسرائيل ليس بالأمر الهين لقد قالت للصحيفة إنهم وضعوها في بيت متهالك ليس فيه حتى بطانية أو فرش، وشكت أنها غريبة هناك ولا تفهم لغة الذين يتكلمون في إسرائيل وهي كغيرها من اليمانيين يحنون في العودة إلى اليمن ولا يستطيعون نسيان اليمن.

ويحضا اليمانيون اليهود بخليط نظرتي الشفقة والاسترخاص لشخصيتهم من قبل رفاقهم في اليهودة، تماما مثل النظرة التي يحضا بها أخوانهم اليمانيين المسلمين عند بعض العربان، إذ أن هناك اضطراب بفهمهم، أنّآ (بتشدي النون) اليمانيين، أصل العرب،وهم يسمعونك ذلك كلما تعثرت بعربي من العرب في أي طريق، وبين ذلك الاضطراب يأتي اضطراب حب التندر على جهلنا وفقرنا وقلة حيلتنا على الدنيا وأهلها، ولأقرب الصورة، هل تشاهدون الرئيس عندما يناضل من أجل الوقوف بين الزعماء العرب في القمم ليتصور بينهم، ورغم أنهم يغلقون الصف الأول إلا أنه يخترق إن وجد الصف مغلق، وفي لقطات كثيرة يظهر الرئيس مضغوطا ومخنوقا بين زعيمين عربيين، لأنه يكون قد انتزع مكانه بفرض نفسه على الصف فهم لا يتيحون له ذلك، وكان الرئيس عبد الرحمن الإرياني يعرف ذلك ولأنه كان شديد الثقافة فلم يكن يحضر المؤتمرات إلا لإثبات أن اليمن الجمهوري حضر القمة، وإن تكلم فليس بعد قوله قول، ورغما عن ذلك فقد كانوا ينضرون إليه على أنه زعيم لبلد لا يعين لأنه يقع في أرض تبحث عن معين، ولولا أني لا أريد الجهر بالسوء لعرضت صورا من المهانة التي يتعرض لها اليمانيين الرسميين والعاديين في مطارات الخليج وفي الدول العربية وهذه الأيام وليس من حكايات الماضي.

فالغرم اليماني اليهودي والمسلم هناك وهنا واحد، واليمانيون اليهود في إسرائيل موزعون بين العمل والليكود وشاس، وعادة لا يذهبون للتصويت وليسوا ناشطين سياسيا وليس من بينهم قيادات سياسية حزبية أو نقابية وحتى دينية، فمثلا من المغرب شلومو بن عامي وديفيد ليفي وزير االخارجية السابقين وعمير بيرتس وزير الدفاع ورئيس حزب العمل السابق ومن تونس سيلفان شالوم ومن العراق شاؤول موفاز وقادة كبار من كل اليهود العرب إلا أصحابنا،وحقيقة هم يعيشون منعزلين لشعورهم بالاضطهاد هناك، واشتهر من بينهم ييغال أمير الذي قتل رابين لأنه صافح الراحل الكبير ياسر عرفات، أمير هذا، يماني يهودي إرهابي يعرفه الإسرائيليين هكذا، وهي نفس النظرة التي ترمقنا بها أجهزة مخابرات حكومات زملاء الأخ الرئيس .

ولكن في إسرائيل رغم وضع اليمانيين اليهود الوضيع، فهناك سوق لم يبدع فيه أحد إلا اليمانيين اليهود، إنه سوق الترفيه، سوق الأغنية، فمن رافد الكحلاني وشلومو الضحياني وشونانا الذماري ونواة النيني وعفراء هزاع وغالي العطار وبراتشا الظفيري وزايون غولان إلى غيرهم وغيرهن، ليس لأحد مثلهم احتكر عرش الأغنية اليهودية في العالم، كما أن شونانا الذماري في إسرائيل بمثابة أم كلثوم عندنا نحن العرب وهي بنظرهم أسطورة لا مثيل لها، وقد توفيت قبل أعوام عن عمر 83 عاما إذا كان هناك من ذمار من يهمها أمرها. ثم ألا تلاحظون أننا أيضا متميزون بالطرب في الجزيرة العربية، رغم أنهم في الخليج يسرقون ألحاننا وإيقاعنا ورقصنا ويحورون كلمات أغانينا وكل خليجي اشتهر بأغنية، يكون قد اشتهر على أكتاف لحن يماني.

ولتكتمل أجزءا الصورة فعدد اليمانيين في إسرائيل 361 ألفا وفي أميركا 30 ألفا وفي اليمن بقى منهم أقل من 400 ونحن حائرين أين نخبيهم لنحميهم، وكل اليمانيين اليهود في إسرائيل وأميركا وكل الذين هم في اليمن يهود مزراحيين وينضمون يوميا لطائفة الحسيديك والستمار وهولاء يرفضون الدولة الصهيونية ومؤخرا أثنا العدوان الإسرائيلي على غزة طلب آرون أو هارون تيتي لبوم، الحاخام الأكبر لجماعة الحسيديك ستمار من الرئيس الأميركي أوباما بالتدخل لإنقاذ اليمانيين اليهود من يمانيين وغير يمانيين معتوهين في ريدة وصعدة.

إعلامي يماني قطر

زر الذهاب إلى الأعلى