[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الإمارات بين الوعد و الوعيد الإيراني

بعد سقوط النظام الملكي الفارسي ومجيء نظام الملالي وعلى رأسه خميني إلى السلطة، استبشرت بالخير دولة الإمارات العربية المتحدة وبُعِثَ الأمل من جديد عندها باعتبار إن النظام الفارسي الجديد نظام إسلامي يؤمن بعلاقات حسن الجوار ويراعي حقوقهم ويرفض العنف ضدهم. لذلك كان لدولة الإمارات أمل برجوع جزرها المحتلة إيرانيا دون دخول حرب أو عنف من نوع آخر مع إيران.

يبدو أن الدولة الفارسية أنظمتها تتغير وتتبدل لكن سياستها وإستراتيجيتها ثابتة تجاه جيرانها وتجاه العرب ومن بينهم الإمارات العربية المتحدة. لذلك إن إيران رغم حجم استثماراتها وعلاقاتها التجارية والاقتصادية مع دولة الإمارات ورغم ادعائها حسن النية تجاه جيرانها وعدم تهديد أمنهم. لكننا نرى علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات يسودها الكثير من الغموض والضبابية. وهكذا استمرت إيران بسياساتها الغامضة تجاه الإمارات، فتارة تدعي تغليب مبدأ الحوار لحل قضية الجزر الإماراتية المحتلة، -رغم إن إيران تقول الجزر لنا ولكن نتحاور عليها !- وتارة تهدد وتتوعد الإمارات. لذلك بقيت الأجواء السياسية تتوتر بين الحين والآخر وهذا ما سبب في اضمحلال آمال دولة الإمارات بتحرير أرضها عن طريق السلم والمودة رويدا رويدا.

و آخر الاستفزازات الإيرانية لدولة الإمارات العربية المتحدة هي تصريحات النواب البرلمانيين الفرس الهجومية ضد الإمارات. فهكذا وصف النائب الإيراني حيدر عوض بور في البرلمان(مجلس الشورى الإسلامي) والعضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة لهذا البرلمان، مطالبة الإمارات العربية المتحدة بلاده بقبول مبدأ المفاوضات حول الجزر الإماراتية الثلاث أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، بالمطالبة الوقحة ومعتبرا الموقف العربي المؤيد لها، بالموقف الأكثر وقاحة. ناعتا دولة الإمارات العربية المتحدة بالمحمية الإيرانية سابقا. وفي ذات السياق حذر نائب إيراني آخرا- المستوطن في مدينة عيلام التابعة لبلاد الأحواز العربية المحتلة- داريوش قنبري من المطالبات الإماراتية بجزرها المحتلة واعتبرها إعلان حرب ضد إيران مذكرا العرب الحرب العدوانية الإيرانية ضد العراق.

و هذه التصريحات الاستفزازية لم تكن هي الأولى من نوعها من حيث حجم وشدة التعنت والتهديد وإنما هناك الكثير من التصريحات والخطابات والتصرفات المتعجرفة التي تصدر من القيادات والشخصيات السياسة الفارسية ضد الأمة العربية بين الحين والآخر. على سبيل المثال لا الحصر العديد من المرات التي ادعت فيها القيادات والشخصيات السياسية الفارسية إن البحرين جزء من بلاد فارس أو نعتت فيها دولة الكويت بمنطقة الكويت ناهيك عن التدخلات العلنية السافرة في الشؤون العربية الأخرى مثل اليمن ولبنان والعراق.. . لذلك من المنطقي أن تولى هذه التصرفات والتصريحات الفارسية قسطا من الاهتمام من قبل المهتمين بالأمن القومي العربي وتؤخذ بعين الاعتبار وذلك رعاية للمصالح العربية وتجنبا من الأخطار الخارجية وحفاظا على الأمن القومي العربي.

من يتابع هذه الخطابات والتصريحات العدوانية يجد إنها تصدر من شخصيات فارسية لها ثقلها ومكانتها في المجتمع الفارسي وتمثل الفكر الفارسي وتعبر عنه. وأيضا هذه الشخصيات صاحبة الخطابات العدوانية هي شخصيات سياسية لها تأثيرها الواسع على الساحة السياسية الإيرانية داخليا وخارجيا. كما إن هذه الخطابات العدوانية الإيرانية(الفارسية) ضد الإمارات العربية المتحدة لم تصدر في ظروف طبيعة في العلاقات الإماراتية الإيرانية حتى يمكن التساهل معها وغض الطرف عنها. وإنما صدرت في ظروف حساسة للغاية تمر بها هذه العلاقات أي بُعيدَ الاحتجاج الإماراتي على افتتاح إيران مكتبين للأعمال البحرية في جزيرة أبو موسى المحتلة، ومقاطعتها للقمة العربية في الدوحة بسبب حضور الرئيس الإيراني احمدي نجاد.
فما يمكن أن يفهم من هذا التصعيد الإعلامي الإيراني ضد بعض من الدول العربية وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة هو يمثل السياسة الفارسية(الإيرانية) ولو بطرق غير مباشرة تجاه العرب. إن إيران اليوم باتت أثناء تعاملها مع القضايا والملفات الشائكة مع العرب، تهرب إلى أمام في سياسيتها العدوانية تجاههم، متخذة من التهديد والوعيد لغة للحوار والتفاهم مع من لا يتفق مع سياستها ومن لم يكن ذيلا لها..
لذلك برأي الكثير من المراقبين للسياسة الإيرانية تجاه الأمة العربية إن هذه السياسة أصبحت تأخذ منحى أكثر عدوانية وشراسة من السابق. وأيضا يرى الكثير من هؤلاء إن المعالجة العربية لهذا الداء الخبيث الفارسي باتت حاجة ملحة تفرضها الممارسات العدائية الفارسية(الإيرانية) تجنبا للنتائج الوخيمة التي من الممكن أن تتحملها الأمة العربية جراء تصرفات هذه الدولة المارقة على كل القوانين والمواثيق الدولية.

إبراهيم مهدي الفاخر
كاتب أحوازي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى