[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ثقافة الحياة في ذكرى النكبة

نزهة المكي

الكثير يتحدث عن وجود انواع من المقاومة لكنه في الأخير يلتقي مع من يدعو للمقاومة بالسلاح أو يدعو للاستسلام بطرق ملتوية حسب ما تمليه عليه مصلحته السايسية أو الفصائلية. وهذا ما نراه في المشهد الفلسطيني من خلال الصراع القائم بين حماس وفتح السلطة أو "الحزب".

حماس تكرس لثقافة الموت وتؤهل في سبيل ذلك المقاتلين الذين لا يعرفون الا رفع السلاح حتى لو كان في وجه اخوتهم تماما كما فعلت فتح قبلها بعد انتكاستها حيث استثمرت انتصارات الشعب ونضالاته المسلحة حين كانت تحتضن كل فئاته وهي حركة وطنية تحررية ولما صارت عبارة عن "حزب"استاثر بالسلطة تركت سلاح المقاومة العوبة بيد شباب ارعن ليطلق الرصاصات في الهواء اثناء احتفالاته أو توجيهها بشكل فوضوي لكل من ليس من فتح "الحزب" وليس من الحركة التحررية التاريخية التي عرفنا ، مع سيل من اتهامات التخوين والتشهير والتنكيل ثم الترويج لثقافة الاستسلام والتفريط متذرعة بشعارات الشرعية الدولية العقيمة التي كشف الشعب زيفها
و يبقى شيء واحد لا يفكر به اي فريق ومن والاه من فصائل:
الدولة الفلسطينية المأمولة.. كيف السبيل لإيجادها؟
بالدم والموت أو باللهث وراء الوعود الكاذبة وانتظار اعتراف دولي بها؟؟

لا هذا ولا ذاك
عندما نستسلم لثقافة الموت أو نمارس سياسة التفريط ونغقل عن بناء الانسان الفلسطيني فاننا نحكم على هذه الدولة المامولة بالعدم لان الانسان الذي كان يجب ان يبنيها مخرب ومهان ومشتت ومضلل والعوبة بيد من لا يتقنون سوى فن الشعارات والسياسات التخريبية والانتفاعية ..

اما انتظار الاعتراف الدولي فهذا لن يفيد بشيئ حتى وان كتب للشعب الفلسطيني ان يعترف له بدولته المستقلة لان الدول ليست هي ما يثبت في الاوراق والمعاهدات وانما ما يبنى على ارض الواقع نلمسه ونعيشه ونسكن اليه ، ما تبنيه السواعد الحرة فمن لا يستطيع اطعام اهله من عمل يده ويلبسهم مما تنتجه يده لا يستحق الحياة ولا احد سيهبه وطنا مستقلا بل سيظل عبدا ذليلا داخل وطن عبارة عن سجن كبير يتحكم العدو في كل منافذه إن شاء اطعم وإن شاء جوع .

ما احوجنا لبناء الانسان الفلسطيني قبل بناء الجدران التي خربتها الحرب.

ما احوجنا لبناء الامل في نفس الشعب الفلسطيني قبل التوجه لاي حوار أو تشكيل اية حكومة.

مااحوجنا لتعزيز ثقافة الحياة في ذهنية الشعب الفلسطيني قبل ثقافة الموت التي تكرسها حماس وثقافة الذل والمهانة والاستسلام التي تكرسها حكومة فتح..

ما احوجنا لبناء هذا الوطن داخل انفسنا اولا ، نحبه ونرعاه ونقدسه اكثر من كياناتنا التنظيمية واللقمة الحقيرة التي تاتينا عبر مساعدات الذل ..

ما احوجنا لثقافة الحياة الكريمة بعيدا عن ثقافة الموت التي تكرسها حماس وثقافة الذل والتفريط والتسول التي تكرسها حكومة فتح "الحزب" !!

زر الذهاب إلى الأعلى