[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

لا خير في هذا ولا ذاك!!

دائماً يربك البيض حسابات اللحظة.. ويساهم عنوة في إطالة عمر النظام الحاكم في صنعاء.. ولعل المأساة اليوم ليست متمثلة في إطلالة البيض، كقائد (لمساعي الانفصال)، بل إنها تتمثل في أن النظام الحاكم الذي يناط به الدفاع عن وحدة الشعب فقد أهم نقاط تميزه.

ففي السابق كان النظام يستجمع كل ذكاءه عندما تصل الأمور والأزمات إلى درجة الإحلولاك والسواد الشديد..

اليوم فقد النظام الإحساس، بسبب اعتماده على أدوات قياس معطوبة، لهذا يسترسل في خلط الأوراق على نفسه بنفسه.. وفي تكثير الخصوم وتوسيع دائرة المبتزين من الوزن الثقيل.

لماذا أطل البيض عبر الحرة والبي بي سي والجزيرة.. لأن صنعاء استقبلت لاريجاني وسمحت له بإرباك المعادلة التضامنية بين اليمن والخليج ومصر.. مقابل هدوء قناة العالم عن اتهام الرئيس علي عبدالله صالح بإعلان حرب ثانية على الجنوب. لهذا تتسابق القنوات العالمية اليوم على حصد مزيد من التنازلات لصالح بلدانها في اليمن ، بواسطة الابتزاز الدائم بمسألة الوحدة.

ومعلوم أن المشاكل في زمن الحاضر لا قيمة لها ما لم تكن خبراً يومياً على شاشات التلفزة.. بل بإمكان الإعلام أن يوجد المشاكل من العدم.

خطأ لاريجاني سيكلفنا الكثير.. والرئيس علي عبدالله صالح، مذعور من أن يتحول من القائد الوحدوي إلى الرجل الذي ضيع على شعبه أغلى أمانيه.. باعتبار أن عودة الوحدة من جديد إذا فشلت الجمهورية اليمنية، لا سمح الله، تحتاج عقوداً مديدة من الزمن.

لا يقرأ الرئيس ما نقول، لأن في تحليلنا أشياء لا توافق هوى معاوني الرئيس وخصوصاً "الفلتر"، ونحن لم نفقد الأمل بعد في أن الرئيس حريص على ألا يضيع سلطانه، ومهتم ألا يخسر منجزه الكبير..

أخر التقليعات الخبر الذي بثته خدمة "سبتمبر موبايل" ويتحدث عن أن مجموعة من المفكرين والإعلامين العرب في أمريكا بصدد إصدار مجلة شهرية للدفاع عن وحدة اليمن!! حتى هؤلاء المرتزقة، عرفوا من أين تأكل الكتف..

ويبدو أنه مهما عظمت المخاطر فإن معاوني الرئيس لا يزالون ينظرون إليها باعتبارها فرص لا تتعوض للفيد.. ولهذا تراهم يدافعون عن الوحدة اليمنية داخل أمريكا ويدعمون مجلة تصدر من هناك.. وكأن الشعب اليمني وأبناء الجنوب بالذات، يعيشون في أمريكا!
تلك أخر تقليعات العصابة الرابضة في قصر الستين..

اشتغلوا أيها الحمقى باتجاه الشعب.. فهو الذي يتوحد وهو الذي ينفصل.

مؤسف، أن يقرأ العالم عنا أننا كنا شعباً في دولتين، وأصبحنا اليوم شعبين في دولة واحدة.. بل شعوباً شتى. على هيئة أحزاب ومناطق ومذاهب و"شلل" ومراكز قوى.

يا أهلنا في حراك الجنوب: سيسهل اليوم على مقترفي المظالم الإدعاء بأن الحراك كان من أوله إلى أخره مؤامرة في مؤامرة..

هذا بعد أن أطل البيض بعد بيات شتوي طويل.. وزاد البيض أن قدم للسلطات التي كانت على وشك السقوط، خدمة ثالثة: تتمثل في تحذيره نظام صنعاء من اتهام أبناء الجنوب بالإرهاب.. هذا التحذير ستستغله دبلوماسية علي عبدالله صالح، باعتباره بالفعل، ينم عن رغبة في التصعيد الدموي بأنشطة الحراك.. ذلك الذي من المتوقع في نظر البيض أن تصفه الدولة بالإرهاب والتخريب.

لهذا قدم البيض تحذيره المسبق، لكنه من حيث لا يدري كشف أوراق لعبته وقدمها لـ"نظام صنعاء" كي تدين بها البيض إدانة مسبقة.
لقد ظهر البيض في قناة "الحرة" مفتقداً للتماسك اللازم توافره في مؤامرات من هذا الحجم..

لم تزل الفجيعة تسكن عظام الرجل، ولم يزل التخبط هو العنوان البارز لسياسات السلطة القائمة.. لذا فالحل الوحيد يا إخوتي أن نتوحد:
لا خير في هذا ولا ذاك.

نحن من أرغمناهم على الوحدة عام 90، ونحن من دحر الانفصال، ونحن من سيقدم روحه ساعة الصدق.

كتبها اليوم: عادل الأحمدي

____________
نشوان - خاص

زر الذهاب إلى الأعلى