ما كتبه الباحث المتميز عادل الأحمدي في هذا الموقع تحت عنوان "تقرير الغبار الأسود اليمن .. انفصال كارثي الحدوث حضرمي النتائج" يعتبر من حيث القيمة البحثية العلمية أطروحة دكتوراة في العلوم السياسية بتقدير عام ممتاز جدا مع مرتبة الشرف.
أما من الناحية الوطنية فقد وضع أمام الرأي العام في البلاد وخارجها قراءة وطنية صادقة ومخلصة دقيقة ومفصلة عن قوة النسيج الاجتماعي المتداخل والمتشابك في الوطن اليمني بين شماله وجنوبه وهو ما سيشكل سدا منيعا أمام دعاة الانفصال وأصحاب المشاريع الصغيرة من ذوي الدويلات والمشيخات الحالمين بالعودة بالتاريخ إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
لقد استطاع هذا الباحث الشاب انجاز ما لم يقدر عليه غيره في سبر أغوار الجغرافية الاجتماعية المتشابكة والمترابطة والمتداخلة اجتماعيا وبالأرقام والقرائن والأدلة الدامغة والوقائع الفاقعة لعيون الانفصاليين وحقائق الواقع ومعطياته المعقدة إلى درجة الاستحالة في فصله عن بعضه، وفي حالة الإصرار على الفصل تحت أي قوة ضغط غالبة وقاهرة متسلطة كما حدث في العراق وأفغانستان لا قدر الله، فسيكون هذا الفصل أشبه بعملية قطع الجسد إلى نصفين وهو الهلاك للجميع.
وواهم جدا من يظن انه يستطيع إحداث هذا الفصل بمعطيات القوة والمساندة الدولية أو الإقليمية، لأن الواقع داخليا أصبح أكثر استحالة إعادة تفكيكه وتشكيله بما يخدم أوهام الأقزام المنبطحين على سرير الارتزاق والقوادة السياسية، لقد تعملق هذا الشاب الثلاثيني في هذا البحث الذي جعل الكتابة حول موضوع الانفصال من بعده أشبه ما يكون، أشبه بمن يقدم الشعير الجاف بعد المن والسلوى، فماذا عساه سيضيف من سيكتب حول هذا الموضوع، بوركت أيها الزميل الرائع في صفاتك واخلاقك والمدهش في كتاباتك وأفكارك ومصادر أبحاثك، لا فض فوك ولا شلت يدك فقد سبق لك في مقالتك السابقة كشف الأجزاء المفقودة من كتاب الإكليل، وكنت أنت إكليل الإكليل الجديد بذاته وصفاته.
• محمد راوح الشيباني
• كاتب وباحث يمني – تعز
• خاص بنشوان نيوز
موضوع متعلق:
تقرير الغبار الأسود: اليمن .. انفصال كارثي الحدوث حضرمي النتائج (خاص)