[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الغبار الأسود.. ودولة حضرموت

بعد نشر "نشوان نيوز" للتقرير المعنون "الغبار الأسود".. كنا أول الخائفين، من حدوث ما فيه، لكنها دراسة حرصنا ألا نجامل فيها أمالنا ولا أوهامنا.. ولهذا كان طبيعياً أن يبدو التقرير وكأنه تحريض على القتل. في حين لن يحدث تحول يغير خارطة اليمن دون أن يحدث فيه القتل وتسفك فيه الدماء ويزداد عدد الأرامل والأيتام والصور المعلقة في جدران البيوت الحزينة لشباب كانوا مثل الزهور.

وهناك من فهم أن التقرير يهدف إلى غرس سياسة "فرق تسد" بين أصحاب الحراك والمطالبين بعودة البراميل.. لهذا أوردنا هذه الخارطة من موقع يتحدث عن فخامة الرئيس علي سالم البيض، ويبرز صورة باعوم، (عافاه الله وأحسن له الختام)، صاحب شعارات: "لا شرقية ولا غربية، حضرموت تاريخية".

وبالتأكيد لا يوجد مكان في اليمن إلا وله تاريخ عريق.. ولقد بشرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المولى له الحمد سيتم أمره "حتى يمشي الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه". ولا زال يسجع في مسامع التاريخ بيت امرؤ القيس مخاطباً بلدته "دمون" في حضرموت:

دَمّونُ إنّا معشرٌ يمانونْ .. وإنّنا لأهلنا مُحِبُّونْ

على ماذا سوف نموت، ولماذا نضطر إلى البداية دائماً من الصفر.
إصلاح الأوضاع أسهل من نجاح الانفصال، وأنبل في الدنيا والآخرة. وإن كان ولابد، فلنعرف الأسباب التي ليست على الإطلاق متمثلة في عموم أبناء الشعب الكادح؛ بل متمثلة في إدارة جاهلة ظنت أن صغير المفاسد هو ملح التنمية.. وصغير المفاسد قاد إلى كبيرها، والآلام كل يوم تزيد، والفوضى تتسع، والقلوب تئن.

ليس أمام سكان هذا الحيز الجغرافي الواقع في هذا المكان إلا أن يسمعوا بعضهم باحترام، ويتكاتفوا لكي تقوى شوكة الخير..

ترابنا مثخن من دمائنا، وصورتنا بين العالمين مخزية، والمصائب تبدأ بالكلمات الخبيثة والعناد الأخرق.

حضرموت وأهلها هم أكثر أهل اليمن اليوم معرفة لحقيقة التفكير السليم والحياة الهنيئة، لقد استعصى المجتمع الحضرمي على كثير من مظاهر التخلف التي طالت كل أرجاء اليمن. لهذا كان من السهل على حضرموت أن تنجب العلم والفن والعسل. وأن يودع الله في ثراه الفسيح وقود الحاضر، وفي بحرها الجميل أمواج السمك..

لهذا كانت دعوتنا بأن تكون العاصمة هناك.. ومع تأييد مبادرة الأستاذ حسن الأشموري لرئيس جنوبي، ووالله إن مشكلتنا اليوم لا تتمثل في جغرافيا الحكم ولا في منطقة الرئيس، بل في فساد المفاهيم، التي نتقاسمها بنسبية مذهلة..

نقول ذلك بكل صدق، ويقابلنا بعض إخواننا، بالرفض بكل رعونة، فما الذي عسانا عمله؟

الانفصال ليس حلاً.. وليس سهلاً.. والأراضي المنهوبة لم تزل في مكانها، لم يأخذها أحد معه إلى عزبة أبيه، والمناصب تنتظر زحام الرجال، والمثالية سذاجة.

على كل ذي مقدرة وكفاءة أن يشهر عن نفسه بكل حنكة وقوة، علينا أن لا نترك بلدنا ووحدتنا وسمعتنا ومستقبلنا يضيع على يد محدودي القدرة ومعدومي الكفاءة والضمير. (سواء كانوا من صنعاء أو جبلة، أو الحوطة، أو الصيعر، أو العبر، أو بيحان، أو معبر، أو عدن).

لهذا كان "نشوان نيوز" قصة شوق لا تصدق.. والقلوب شواهد.

"هي أرضي رزعت لي في فمي ... بسمة الحب وناب الضيغمِ"

ملاحظة:

بعد نشرنا للخارطة أعلاه قام الموقع (شبكة حضرموت العالمية) بتغييرها ومد الخط إلى باب المندب.

زر الذهاب إلى الأعلى