[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

محمد أحمد نعمان 35 عاماً من الحضور..

على الرغم من استشهاده في الثامن والعشرين من حزيران عام 1974م بعد أسبوعين من قيام حركة 13 يونيو التصحيحية. بقي الشهيد محمد أحمد نعمان حاضراً في وعي المعنيين باليمن وفي اليمن.

هو كائنٌ وطني أراد كياناً وطنياً تبنيه كل الأطراف المعنية بعد قبولها بعضها بعضاً.

وواحدٌ تاق لوحدة مبنية على الرضا بالتنوع.

وفكرٌ بز أقرانه ووجه معاصريه حتى الذين اختلفوا معه.

وحضور لافت، مبهر رغم محاولات تغييبه من وقت مبكر، إلى أن اختطفته مؤامرات الغدر، وأصابته رصاصات الحقد الآثم، من أجير بمسدس صامت صُوب نحو قلب ضاج بحب اليمن.

في كل ما كتبه نعمان الإبن، وهو كثير جداً. المنشور وغير المنشور، "وضع اليمن في مرآة روحه ودرس تفاصيلها المختلفة بانتقاد واقعي، حاد وصادق" وقدم عنها صورة دقيقة وأمينة.

وأفلت من قيود الجهل والتخلف والجمود، إلى رحاب العلم والتقدم والفاعلية الوطنية.

وتطلع لتحرر اليمنيين جميعاً من تلك الكوابح. ودعا إلى صوغ "فقه الجمهورية البديل لفقه المذهب".

ومغادرة القمقم التاريخي المظلم، بسلامة للحاق بركب الإنسانية المتقدم:

"لأن تدهور الموقف في اليمن لا تقف آثاره السيئة على النطاق القطري، ولكنه يتسع ليشمل المنطقة العربية كلها بشكل أو بآخر".

لقد فقه الشهيد الدلالة الحقيقية والبواعث الأصيلة للأحداث التي عصفت باليمن طوال نصف قرن، وهو جهل اليمنيين لأنفسهم وتراثهم وتجاهلهم بعضهم بعضاً ولمستقبلهم، ما يجعلهم راكضين وراء خيالات وأوهام، ويحدثون في مواقفهم "تبدلات مؤسفة" لا يغفرها التاريخ وأجيال المستقبل.

وانتقد كل منهج في التفكير منغلق ومتخلف، وعاش خارجاً على "أساليب التفكير السياسي العتيقة التي احتبست كل طاقات شعب اليمن في مصارعة ذاتية أودت بسمعة وعراقة هذا الشعب" حد قوله.

لهذا عزز غيابه حضوره، وفي هذا الغياب يجد المرء فيما يقوله تشخيصاً واقعياً للدائر في الماضي والحاضر.. وأيضاً المستقبل إن لم يخرج المعنيون في اليمن من دائرة الانقسام والتخلف والإنكار لبعضهم بعضاً، ولنا طواف قادم في رحاب أفكاره ومواقفه.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى