[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

يقولون: لماذا الشماليون لا يؤيدون الحراك؟

من سخافة العقل والنقل والمنطق من يطالب أبناء المحافظات الشمالية أن يؤيدوا حراكاً يحرض ضدهم، ويغرس كافة أشكال الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.

يقولون لماذا لا يؤيد الشماليون الحراك، وأقول ما يلي:

ما هي الفكرة النبيلة أو الهدف العظيم الذي ينطلق منه الحراك؟ هل يهدف هذا الحراك إلى إزاحة السلطة، أو لتغيير السياسات، أو لتصحيح الأوضاع، أم أنه يهدف لتمزيق البلد!!

هل يرفع هذا الحراك شعارات الحب والتسامح والتعاون والإخاء بين أبناء الوطن الواحد؟ أم أنه يكرس البغضاء والشحناء والقطيعة ويغرس ثقافة الكراهية والاحتقار والتنابز والسباب وقلة الأدب!

هل يقود هذا الحراك مثقفون وعلماء ومفكرون؟ أم يقوده السفاحون وقتالو القتلة ومصاصو الدماء!

هل يقود هذا الحراك مجموعة من المتنورين المتشبعين بمفاهيم الحضارة والرقي؟ أم يقوده مجموعة من العاهات التي تعاني عقدة النقص تجاه حركة الشعب الذي أخذ ينصهر فيما بينه طيلة السنوات الماضية!

هل يعترف هؤلاء الحراكيون بمقدرة إخوانهم في الشمال على الرفض والتغيير ويمدون إليهم الأيدي للعمل معاً من أجل تحسين الأوضاع؟ أم أنهم يعتبرونهم سفهاء مداهنين للظلم وراضين به ومدافعين عنه!

يا هؤلاء المغرر بهم في صفوف الحراك: جماجمكم هي أول من سوف يتحول إلى مطفأة سجائر إذا حمي الوطيس، وعلى أيدي قادتكم أنفسهم، وليس على أيدي إخوانكم الذين يحبونكم في كل ربوع الوطن الحبيب.

يا هؤلاء: لقد كان سيهون الأمر لو أنكم في نظر هؤلاء بمثابة قفازات المصارعة، لكنكم بنظرهم أشبه بأحذية الركل التي سيتم الاستغناء عنها بمجرد تمزقها وهي تحاول عابثة زحزحة صخور الوحدة.

يا هؤلاء: إن العالم أجمع ينظر إليكم باحتقار شديد، وإن لم يعبر لكم عن ذلك.. لأن منطق الحياة يقول إن القوة مع الوحدة، وأن الداعين إلى التمزق في أي عصر ومصر، هم الذين يعيشون غيبوبة مع الحياة.. وسيخرجون منها بلعن ثقيل..

يا هؤلاء: إن العالم كله يحتقركم، حتى أولئك الذين يرسمون لكم ابتسامات الرضى عما تفعلون، لأن البعض يرى في تمزق بلادكم مصلحته هو، لا مصلحتكم أنتم، وهؤلاء البعض، في نهاية المطاف، سيتأففون عن مصافحتكم فيما لو نجحتم.. تماماً كما فعل نابليون بونابرت عندما سلم لأحد الذين خانوا بلادهم لصالح الفرنسيين المكافأة التي وعده بها، وحين مد هذا الشخص يده لمصافحة بونابرت رفض، قائلاً: مستحيل أن تمتد يدي لمصافحة من يخون بلده.

يا هؤلاء: لا يزال أمامكم فرصة للمراجعة، قبل أن تصبحوا نقطة سوداء في جبين التاريخ، بل وأكثر اسوداداً من هذا السلطة التي سمحت للمجانين أن يتفوهوا بترهاتهم، والجنان كما يقال: "تعلام"، والدبور "مشجّع".

ولعمري كيف نشجعكم وأنتم أعطيتم لهذه السلطة قارباً للنجاة، ووفرتم لها غطاءً عظيماً تحارب من أجله.

ولقد آن لنا نحن الشباب المتعلمين الفاهمين في جنوب اليمن وشماله أن نلعب دوراً إيجابياً في هذه المعمعة التي يتصدرها السذج والهمج.

زر الذهاب إلى الأعلى