[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

صعدة.. السيف أصدق إنباءً من الصحف!!

من عجائب الأمور وغرائب العصور والدهور ومن أعظم الآثام والشرور ما تقوم به بعض الأحزاب والتنظيمات والتيارات والمنظمات في اليمن من أعمال ومواقف غاية في الاضطراب والتناقض، وخاصة إزاء ما يحدث في صعدة، فإذا قامت السلطة بالتهدئة والمرونة واستخدمت أساليب التفاوض والوسائل السلمية رأيت الذين في قلوبهم مرض يقولون: إن الدولة ستتفاوض مع من يحملون السلاح وتترك أصحاب النضال السلمي..

وإذا استخدمت الدولة القوة وحقها في ردع وقمع التمرد والمتمردين قالوا إن السلطة تفرط باستخدام القوة والحكومة تتعامل مع مطالب المواطنين بالأعمال العسكرية والحلول الأمنية!!

والأكثر عجباً وأسفاً أن هذه الاحزاب والاتجاهات والافراد والهيئات يلتزمون الصمت والسكوت وتراهم هامدين جامدين لا يحركون ساكناً ولا لساناً ولا يصدرون بياناً ولا تصريحاً مادام الموقف في صالح الحوثيين: يقتلون الابرياء ويعتدون على الآمنين والمدنيين ويقيمون النقاط ويثيرون الخوف والهلع ويقطعون الطريق ويزعزعون أمن واستقرار اليمن ويخربون الممتلكات الخاصة والعامة ويعيثون في الأرض الفساد.

فكل هذا عند البعض مسألة فيها نظر،أما أن تقوم السلطة والقوات المسلحة والأمن بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار وحماية الأرواح والممتلكات والضرب بيد من حديد للقتلة والمجرمين والارهابيين والمتمردين،فهذه جريمة لا تغتفر!!

مالكم كيف تحكمون وتخلطون الحق بالباطل وانتم تعلمون، الحوثيون خرجوا على النظام والقانون والشرع والدستور، وخرجوا على الدولة والمجتمع، يحملون السلاح ويقيمون المتاريس والخنادق ويفعلون الاباطيل والافاعيل،يطلقون التصريحات النارية والعنترية، ويصدرون البيانات الكاذبة والمستفزة ، يرفعون شعار «الموت لأمريكا الموت لاسرائيل» ،ويقتلون اليمنيين سواء من ابناء القوات المسلحة والأمن أو من المدنيين يفجرون البيوت والمساكن..

ومع كل ذلك نرى من يدعو الدولة لتحقيق مطالبهم والنزول عند شروطهم ورغباتهم بل هناك من يطالب بالاعتراف بالتمرد العسكري والخروج المسلح ووجوب أن يكون الحوار الوطني بحضور ووجود الحوثيين!!

باعتبارهم طرفاً من اطراف المنظومة السياسية، ولابد من اشراكهم في أي حوار وعدم تجاهلهم!!عجباً إلى أين وصلت السذاجة والحماقة والغباء السياسي وغياب الحس الوطني، إلى درجة أن يصبح التمرد المسلح والخروج على النظام والدستور نضالاً سلمياً ومطلباً مشروعاً؟!

لقد بلغ الهوس عند البعض إلى درجة الحديث عن طرفين وندين واتجاهين ،الدولة والحوثيون،هكذا بدون أدنى شعور بالمسئولية يساوون بين الدولة والسلطة والنظام السياسي من جانب والحوثيين من الجانب الآخر وبأعصاب باردة وبلادة واضحة يدعون طرفي الصراع في صعدة لتحكيم العقل والالتزام بالنظام والدستور ووقف سفك الدماء،الحديث عن «الطرفين» تسطيح للقضية وتشجيع للحوثية وإهانة للدولة اليمنية..

إنها العبثية والعدمية والتنصل من المسئولية والأكثر مأساوية ودرامية حديث البعض عن خرق السلطة للهدنة مع الحوثيين، لاشك أنها نكتة «سمجة» ودعابة ثقيلة، فالحوثيون ماتوقفوا يوماً واحداً عن التخريب والقتل والتوسع والانتشار والتقطع والاستفزاز،وطرد المواطنين والمدنيين من مناطقهم لأنهم مع الحوثي وضد الدولة، أليست هذه اراضي يمنية، أليست هذه المناطق خاضعة لنظام ودستور الجمهورية اليمنية؟!

يريدون اقناعنا بأنها اراضي حوثية ومناطق ذات سيادة واستقلالية، يريدون التأثير على الرأي العام المحلي والخارجي بأن الحوثيين يمتلكون مقومات الدولة وينطلقون من خلال هذا، وخاصة عندما يطالبون الجيش والقوات المسلحة بالانسحاب من بعض المناطق والمواقع، باعتبارها اراضي ومناطق «حوثية» إنه جنون العظمة وغطرسة الإمامة ودهاليز البحث عن الزعامة وياليت قومي يعلمون بما يخططون ويكيدون.

أما دموع التماسيح التي يذرفها البعض على الزيدية، فإن الحوثية اكبر خطر يهدد الزيدية،هذا إذا كانت الزيدية ما زالت موجودة، ذلك أن الغزو الاثنى عشري والتمدد الفارسي والتشيع الصفوي قد أتى على الزيدية من القواعد وأخذ بالقضاء عليها،كما حدث للزيدية في طبرستان والديلم وبلادنا فارس فقد تم القضاء عليها في هذه المناطق،وبعد أن كانت زيدية بامتياز اصبحت اليوم اثنى عشرية ولم يعد للزيدية في تلك البلاد أي أثر وقد كانت اغلبية حاكمة لديها دولة وصولة وجولة،واستطاع الفرس والاثنى عشرية تحويل هذه المناطق إلى مذهبهم وعقيدتهم رغبة ورهبة.

فهذا ما يحدث هذه الأيام للزيدية في اليمن عن طريق الحوثيين الذين اصبحوا وكلاء لمراجع الشيعة في قم والنجف وطهران وأصبح علي العماد وابناؤه وسطاء بين الحوثيين والإيرانيين، وقنوات اتصال وتواصل، والغريب أن عودة علي العماد من إيران مؤخراً تزامنت مع تصعيد الحوثيين لخطابهم وقيامهم بمناورات عسكرية، على غرار ماتقوم به إيران بين الفترة والأخرى من مناورات.

وكما يفعل حزب الله في لبنان، مناورات عسكرية وأخرى سياسية وثالثة إعلامية، تعددت المناورات والهدف واحد، اسقاط الأنظمة العربية وإقامة انظمة عميلة ومرتبطة بحكام طهران كما حصل في العراق، وكل ذلك بالتعاون مع الشيطان الأكبر أمريكا واسرائيل..

وتحالف إيران مع الشيطان الأكبر أمريكا لم يعد خافياً على أحد وأصبح من المعلوم في السياسة بالضرورة إما شعار «الموت لأمريكا الموت لإسرائيل» والذي يردده الحوثيون والمستورد من طهران فإنه من باب ذر الرماد على العيون والتمويه والخداع والتضليل فما قتل الحوثيون أمريكيين والاسرائيليين، فالموت الحقيقي لأبناء صعدة والقتل لأبناء القوات المسلحة والأمن اليمنيين المسلمين، والحوثيون يقاتلون الجيش ويقتلون المدنيين باعتبارهم يهوداً وكفاراً حسب التصور الحوثي والثقافة التي زرعها حسين بدر الدين الحوثي في محاضراته وملازمه التي أصبحت لديهم مثل الكتاب المقدس والقرآن المنزل، وفي هذه المحاضرات والملازم المسجلة والمطبوعة تأكيد على أن الذين يحكومننا هم اليهود!!

كما ورد في ملزمة الولاية لحسين الحوثي حيث يقول: إن جهل الأمة في ماضيها لولاية الأمر والجهل يمتد إلى الآن، هو الذي جعلها ضحية لأن يملك ولاية الأمر فيها هم اليهود.

الصهاينة والأمريكيون الإسرائيليون

وفي هذه العبارة يفك حسين الحوثي شفرة الشعار «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل» والقصد منه بوضوح فالذي يملك ولاية الأمر اي الحكام هم يهود وأمريكان وصهاينة وعند الحوثيين اعتقاد راسخ بأن قتل أبناء القوات المسلحة والأمن هو قتل لليهود والأمريكان وأن من يقف مع الدولة والجيش فإنه واقف مع اليهود والصهاينة، ويطلق الحوثيون على أنفسهم لقب وصفه المؤمنين والمخالفين لهم غير ذلك، وأنهم حملة الإسلام والقرآن وغيرهم خدمة اليهود والأمريكان ونعوذ بالله من هذا الضلال والبهتان والزيغ والانحراف «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب».

زر الذهاب إلى الأعلى