[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أحداث صعدة.. الدور الخارجي والتضامن الإنساني

مسألتان مهمتان في أحداث صعدة ينبغي لمتابعيها التركيز فيهما، وهما الدور الخارجي والتضامن الإنساني.

* يستدعي الحديث عن الدور الخارجي تصريحات غريبة في بعض وسائل الإعلام الإيرانية عن مشاركة الطيران السعودي في المواجهات الدائرة حالياً نفاها مصدر عسكري مسئول باليمن مؤكداً كفاءة الجيش اليمني، واكتفاءه بنفسه.

مبعث الاستغراب من تلك التصريحات هو سريان وهم التدخل الخارجي المباشر في شأن داخلي حساس كهذا فيما أدوات الصراع محلية صرفة. وتناسي عدم إمكانية ذلك لما ثبت في السياسة الخارجية السعودية حسب وثائقها من عدم التدخل في شؤون دول أخرى. فمن الصعوبة بمكان على المملكة العربية السعودية التدخل الخارجي في أي شأن داخلي بحت.

ولمزيد من التأكيد فمنذ برز الدور السعودي في الميدان اليمني خلال ستينيات القرن العشرين تحت وطأة فرض المدد والعدد المصري المتواجد بشكل واضح داخل ساحة الحرب الأهلية اليمنية استجابة للثوار اليمنيين على النظام الإمامي المرتبط بمواثيق دفاع مشترك ومعاهدات إخاء مع السعودية المهددة من النفوذ الشيوعي في المنطقة، والتي تلازم التزامها بمواثيقها والإماميين مع استشعارها ما يحدق بها من خطر استوجب الاستعداد له. ومع ذلك لم يسجل التاريخ مشاركة سعودية مسلحة مباشرة في تلك الحرب العربية الأطراف. فهل يعقل أن يشارك، واليوم، في مواجهة داخلية لا يبدو فيها دور خارجي سافر؟!.

الإشارة إلى الدور الخارجي تستوجب الانتباه أيضاً إلى أن الدول لا تُقحِم نفسها بشكل مباشر في جرم جسيم يقترفه في أي مكان أفراد هنا أو هناك حتى وإن اتفق مع أغراضها وأهدافها وبالتالي لا تتبناه رسمياً بل توكل الأمر إلى جهات ما تفعل ذلك ولا يشترط الرضا على ما يؤول الأمر إليه أو الإطلاع الدائم على تفاصيله. وبعض القوى تعي هذه المسألة جيداً وتمارسها بشكل جيد!

* من البلاء الافتراض الواهم أن السلطة تود قتل المواطنين أو تشتهي تعذيبهم أو تشريدهم، فما قاد الأبرياء إلى هذه المأساة إلا تطرف الحوثي وتمرده واحتماؤه بهم، وإمساكه بقميصهم وتصوير المسألة دفاعاً عن النفس، فيما يستفز هو الحدث وسجل جرائمه وأنصاره كفيلة بإدانته. ولو متأخراً!

وحسناً يبليه الزملاء الناشطون في مجال حقوق الإنسان عندما يميزون بين المكايدة السياسية وبين التضامن الإنساني الخالص مع الضحايا الأبرياء الذين يضطرهم الحوثي إلى التزايد المستمر بفعل المواجهات المتجددة بينه وبين أجهزة المؤسسات الدفاعية والأمنية.

إن جرماً يقترفه الحوثي وأنصاره في حق المواطنين بمحافظة صعدة، إذ يحتمي بهم ويسبب نهايتهم المأساوية. وفي غيرها من المحافظات بممارستهم نشاطاً قمعياً وترويعياً (أثناء الهدنة) يتجاهل حق الإنسان في الحرية والحياة الهانئة واستمرار الحياة على أي نحو يحياه الإنسان.

أما آن لهذه المأساة أن تنتهي، بأن تحصر المؤسسات الدفاعية هدفها وضرباتها في المتمردين وحدهم فلا تجلب على نفسها بالضحايا الأبرياء ادعاءات وأوهاماً باطلة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى