[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

اليمن.. متى ينعم بالسلام!

كان إعلان الحوثي واتباعه التمرد ومواجه الدولة والنظام والدستور العام 2004ودخوله في حرب مع النظام أهلكت الحرث والنسل بمثابة الصدمة التي تلقاها اليمن وأبنائه والتي بددت أحلامهم بالعيش في ظل الأمن والاستقرار الذي كنا نتغنى به بعد مورو اليمن بحروب وصراعات دامية .

فمنذ قيام الثورة اليمنية (26ستمبر1962 -14أكتوبر 1967) و إلى اليوم واليمن يعيش أزمات خانقة ومتتالية أرهقت كاهل الجميع (عدا أصحابها الذين أوجدوها من اجل مصالحهم الشخصية).

فحرب الثورة وامتداداتها التي استمرت حتى بداية السبعينات بين الجمهوريين والملكيين الأماميين تلتها فترة الاغتيالات والصراعات الطاحنة بين الشطرين والتي انتهت الأولي بإعلان الوحدة واختيار الديمقراطية ثم حرب 1994 الطاحنة قد أخذت ثمنا باهظاً من حياة الشعب اليمني وأبنائه وكذلك مسيرة التنمية التي حشد لها الطاقة والجهود التي أثمرت ولكن ليس كما كان متوقعا لها نظرا لاستمرار تلك الصراعات والأزمات التي دخلتها اليمن سواء داخليا أو خارجيا (كأزمة ترسيم الحدود).

وكذلك دخول اليمن في حرب التمرد بصعدة التي باتت تؤرق الشعب اليمني ليس خوفا من قادتها وعودة الإمامة بل خوفا من الفترة الزمنية التي ستستمر فيها والتي يبدو انها سوف تستمر أكثر من ما كنا نتوقعها.

فبدلا من أن يخوض الشعب اليمني برمته حربا ضد الفساد والجهل والوساطة والرشوة وغيرها من مظاهر الفساد التي تعيق مسرة التقدم والبناء دخل اليمن في حرب وصراعات لا تنتهي تدور محاورها الرئيسية في عودة مخلفات الإمامة والاستعمار والأنظمة الشمولية من جهة والقاعدة والفساد من جهة ثانية وتدهور الاقتصاد وارتفاع نسبة الفقر والبطالة و.و.و.و من جهة أخري...

وبهذا تكون اليمن واليمنيين قد شدوا مآزر العيش في حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس ولا ندري كم ستستمر تلك الحرب.
ولعل تأكيد الرئيس استمرار تلك الحرب وخاصة مع الحوثي لفترة مفتوحة قد تستمر الي أكثر من خمس أو ست سنوات وهو الأمر الذي قوبل بنفس الرد من قبل الحوثي يحمل في طياته توجها جديدا وأجندات مستقبلية مختلفة ستتغير فيها احوال اليمن واليمنيين بشكل عام . وإلى الأسوأ نظرا لضراوة تلك الحرب التي ستأكل الأخضر واليابس والتي ستسمر ولا ندري متي تنتهي.

وللحيلولة دون الاستمررا في الوضع الراهن يجب علي كافة أبناء الشعب اليمني مساندة أنفسهم أولاُ لاتخاذ القرار المناسب والصحيح والمتمثل في فرض هيبة القانون والدستور علي الكبير والصغير وانتهاج سبيل الديمقراطية الشفافة التي تهدف الي بناء الوطن وليس هدمة عبر الاستخدام الخطاء وتسخيرها لخدمة المصالح الشخصية الضيقة.. التي ستدخل اليمن في المزيد من الصراعات والحروب الداخلية الشخصية التي ستقف حاجزا منيعاً أمامأحلام اليمنيين وطموحاتهم المتمثلة بالعيش في امن واستقرار ومواكبة التطور الذي يشهده العالم في كافة المجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى