[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تعاطف غريب بين إيران والإخوان

قد لا يعجب الإخوان المسلمون هذا العنوان ويتسابقون لنفي أي تعاطف أو تقارب أو تعاون مع إيران ولا داعي للاستعجال.. وإن كل الوقائع تؤكد على هذه العلاقة رغم أن إيران تمثل التطرف الشيعي والإخوان المسلمون يمثلون التطرف السني.. ولاشك بأنه أمر متناقض.. ولكن بإمكاننا أن نؤكد على هذا التعاطف من خلال العلاقة الحميمة بين حماس وحزب الله في لبنان والمعروف بأن حزب الله اللبناني هو حزب صناعة إيرانية وهو عبارة عن منظمة تابعة للحرس الثوري الإيراني تنفذ مخططات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة ولا أعتقد بأن هناك من ينكر هذه الحقيقة عن علاقة حزب الله اللبناني مع إيران..

.. وخير دليل على تلك العلاقة مواقف وتصريحات زعيم حزب الله حسن نصرالله الذي لا يمكنه ان يتبرأ من هذه العلاقة بل هو يفاخر بها ويصف دعمها بالمال الظاهر.. وبعد أن عرفنا بأن حزب الله هو صناعة إيرانية فتعالوا لنرى من يتعاون أو يؤيد مواقف حزب الله..

وأول المؤيدين منظمة حماس التي تسيطر على غزة والتي قامت بانقلابها ضد منظمة التحرير الفلسطينية ذات الصلة القوية مع المملكة العربية السعودية ومصر وهما الدولتان المؤثرتان في المنطقة وإيران تريد أن تزيح الدولتين وتريد أن تكون هي المؤثرة وصاحبة الشأن والسلطة في المنطقة.. فقد أعلنت حماس عدة مرات من خلال تصريحات زعمائها عن تأييدها لما يقوم به حزب الله في لبنان وأخيرا في مصر حيث أرسل حزب الله مجموعة تخريبية إلى مصر للقيام بأعمال تخريبية..

وتناسى زعماء حماس كل المواقف المصرية التي كانت تساند القضية الفلسطينية ودخلت في عدة حروب مع إسرائيل من أجل القضية الفلسطينية وكذلك تناسى قادة حماس دور مصر في احتضان لقاء الفصائل الفلسطينية من أجل إنجاز الوفاق الوطني الفلسطيني وكذلك تناسى زعماء حماس المواقف السعودية والدعم المادي المتواصل للمنظمات الفلسطينية واحتضان السعودية لقاء المصالحة بين الفلسطينيين في مكة..

كل ذلك غاب عن بال زعماء حماس ووقفوا في الخندق الإيراني ومع هذا يدعي هنية في آخر خطاب له بأنهم الممثلون الشرعيون للشعب الفلسطيني وأن حماس ترفض كل المفاوضات ولا تقبل إلا باسترجاع كامل التراب الفلسطيني..

وكيف سيقنعنا هنية بذلك إذا كان المرشد الإيراني علي خامنئي رفض إرسال مجاهدين إيرانيين لدعم الفلسطينيين في غزة اثناء الحرب مع اسرائيل وتنكر حزب الله من القذائف التي قذفت من الأراضي اللبنانية على اسرائيل.. مما يؤكد عدم تدخلها وإذعاناً لتعليمات المرشد علي خامنئي، وللإخوان المسلمين في مصر ايضا موقف غريب وعجيب فبدلا من أن يقف زعيم الإخوان في مصر مهدي عاكف ويستنكر محاولة حزب الله اختراق الأمن المصري والقيام بأعمال تخريبية.. يعلن عاكف عن تأييده لما قام به حزب الله.. وتناسى عاكف والإخوان المسلمون في مصر بأن الأعمال التخريبية لو تمت ستلحق بالمصريين القتل والخراب..

وهل تخلى عاكف والإخوان المصريون عن وطنيتهم وعن انتمائهم لبلدهم؟ لاشك بأن علاقة عجيبة وغريبة تلك العلاقة بين إيران والإخوان المسلمون.. رغم الخلاف المذهبي بين الاثنين.. يبدو بأن شعارات الدفاع عن الإسلام هي مجرد شعارات إعلامية يحاول كل جانب ان يستغلها من اجل كسب التأييد الشعبي..

ويؤسفنا أيضاً موقف الإخوان في الكويت الذين مازالوا يدافعون عن مواقف حماس واعتبارها المنظمة الشرعية وأن ما تقوم به من مواقف ودعم لحزب الله اللبناني وعلاقة قادة حماس بإيران هي مواقف تخدم المسلمين..

ورغم علم الإخوان المسلمون في الكويت بالموقف العدائي الإيراني تجاه المملكة العربية السعودية التي تعتبر قمة الدولة السنية ومصر التي تحتضن الأزهر الشريف الذي يعتبر من أهم المراجع الإسلامية..

إنها طلاسم تحتاج إلى الفك حتى تنكشف المواقف الحقيقية للإخوان المسلمون في بلادنا العربية..

والله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى