[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

التفاخر السلالي والتمييز الطبقي!!

في مثل هذه الظروف والوقائع ينبغي التأكيد والتنبيه على خطورة أي تفاخر بالأنساب أو تميز على أساس العرق والسلالة كونه حديث خرافة وكلاماً في الهواء ومحض كذب وافتراء وأي نظرية أو مذهب أو عقيدة..

تقوم على الاصطفاء السلالي والتفاخر الطبقي والاستعلاء على الآخرين بالجنس والعرق وكل الأنساب والأحساب لا معنى لها ولا هدف من ورائها إلا التعارف بين الناس ، لقوله تع إلى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" ففي هذه الآية المحكمة نص إلهي وتوجيه قراني وتصور إسلامي ومبدأ إنساني بأن الله جعل الناس قبائل وأسراً وبيوتاً وعشائر بهدف التعارف والتآلف لا غير ، أما التفاضل والتكريم إنما يقوم على أساس التقوى "أن أكرمكم عند الله أتقاكم" .

والذين يتفاخرون بالأنساب ويعتبرون النسب مؤهلاً لكفاءة في شيء من شؤون الحياة الشرعية أو الاجتماعية أو السياسية أو غيرها ، فإنهم يخالفون القرآن وينكرون قول الله عز وجل ويتبعون إبليس الذي يعتبر المؤسس الأول للتفاخر والتمييز على أساس الخلقة أو النسب عندما قال "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" والشيء الجدير بالذكر والتنويه أن الذي دفع إبليس لهذا التفاخر هو اختلاف أصل الخلقة بينه وبين آدم ، فهو مخلوق من نار وآدم من طين وهو يرى أن النار أفضل من الطين ، ونظر لهذا الجانب ولم ينظر إلى أمر الله له بالسجود مع الملائكة لآدم ، ونتيجة لهذا الاستعلاء والتكبر والتفاخر تم طرد وإخراج إبليس من رحمة الله ونعمته إلى غضبه ولعنته.

والعجيب أن العنصريين والذين يتفاخرون بالأنساب والاحساب من بني آدم يتفاخرون بطين على طين وبشر على بشر وإذا كان للعنصريين والمتفاخرين بالأنساب من عذر فإن إبليس أحق وأولى بالعذر لوجود شبهة في اختلاف أصل الخلقة بينه وبين آدم، لأجل ذلك فإن العنصرية والعرقية والسلالية ثقافة إبليسية وشيطانية ونازية وفاشية وجاهلية تفوق إبليس وتتجاوزه فهل يعقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يجامل أسرته وأقربائه ويجعل منهم سادة وقادة لمجرد النسب والانتساب إليه ؟!

لهذا فإن أي حديث يحمل معنى من معاني التفاخر العنصري والتمييز على أساس النسب ويعطي أقربائه ما لا يجوز لغيرهم فإنه أن يكون موضوعاً أو يحمل دلالات أخرى، إذ أن وجود أحاديث من هذا القبيل فإنها تنسف الإسلام من القواعد وتهدم الرسالة من الأساس ، فهل يعقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحابي ويجامل السلالة على حساب الرسالة؟!.

هل يصدق مسلم أو عاقل أو منصف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك"!! أي دين هذا وأي رسالة تجعل أسرة أو سلالة سبباً للنجاة أو الهلاك؟ إن نشر مثل هذا الحديث المكذوب الموضوع الباطل يعتبر طعنا ً بالإسلام وإساءة للرسول وسخرية من المسلمين وتكذيباً لكلام رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى