[esi views ttl="1"]
الفكر والرأي

نجمة السماء

كنت افكر في الشاعر العظيم د. عبد العزيز المقالح فكتب القلم هذه السطور:

الشاعر الشاعر، مفتون بالعالم وما فيه لا بتغييره ولا بتفسيره ، أدواته هي الرؤي، رؤى تستعصي على غير الشاعر، ومن هنا وحدته. تجلياته العشق للمتخيل لا بوصفه متخيلا ولكن بوصفه واقعا في عالم الشاعر الرحيب.

يعيش الشاعر عالما بديلا لما هو راهن ومعطي ، يحل فيه هو ويحل العالم الراهن فيه، ويمضي فيه قدماً غير آبه بما كان وبما يكون.

هل شعرت يوما بامتلائك.. باليقين... بمعرفة تتجاوز الماضي والحاضر إلى المستقبل؟ هل شعرت يوما بان الإجابات كلها حاضرة وانك فقط تحتاج إلى التعبير عن الجمال والخير الكوني لأنه هو كل ما يوجد؟ هل اختبرت القناع الذي يخفي كل ذلك موهما بالبشاعة؟

حسنا ذلك هو عالم الشاعر الشاعر. انه يترك رثاء العالم لنثر الذين لا يشعرون، ويقصر شعره على التعبير عن الجمال في عالمه.

حياته وسلوكه شاهدان ... تواضعه الجم الطبيعي غير المتكلف، اهتمامه الذي لا يفتر بكل محاولة إبداعية يمسك بيدها الصغيرة في كفه الضخمة بحنان بالغ ويسوقها إلى الاستمرار والمثابرة.

بذله النصيحة والجاه والجهد لكل من يقصده بأريحية وسخاء وكرم .

سكونه وهدوء نبراته وحركاته وسكناته ، المتئد دوما، الصبور ابدا، الحليم في كل حال.

أما عفته ونزاهته ونظافة كفه فهي عين الورع الذي أوصت به كتب السماء ولهج به الأنبياء، وهي بعد أهون مناقبه وصفاته، لانها تبدو كالخليقة فيه ومع ذلك هي خلق راض نفسه عليه وحزم امره فيه حتى غد ت طبعا لا تكلف فيه.

انه نجمة في السماء وان كان بيننا على الارض..

زر الذهاب إلى الأعلى