[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الثوابت الوطنية وأدعياء الحق الإلهي!

إن من أوجب الواجبات في المرحلة الراهنة التي يمر بها اليمن، هو التثقيف بثوابت المجتمع اليمني، وهي الحرية والعدل والوحدة والشورى والتشبث بها..

إذ هي طوق النجاة والأرضية الصحيحة للانطلاق لحل مشاكل الحاضر وبناء المستقبل تلك الثوابت التي يسعى دعاة الماضي للنيل منها ومحاولة وأدها، مستغلين الضائقة الاقتصادية .

فسوأ الواقع ليس مبرراً لهدم الثوابت وهناك فرق بين الخطأ والخطيئة، ولكن هيهات أن تستطيع الأيادي الغادرة والحاقدة على الإنسان اليمني الذي أنعتق بقضائه، على الكهنوت الرجعي والمتخلف، الكهنوت الذي كذب كذبة كبرى وصدقها زاعماً أنه هبة السماء وأنه خلق وذريته كي يحكموا الناس..

والناس خلقوا كي يكونوا عبيداً له، ونصب من نفسه صنماً، والأدهى والأمر أنه لبس عبائة الدين والنبوة، محرفاً التعاليم المحمدية التي جاءت تدعو في الأساس والجوهر إلى حرية الإنسان، حرية الإنسان كل المعطى الإلهي الكبير، الذي يسعى المشروع الإمامي الحوثي إلى سرقته، مستخدماً كل الوسائل القذرة ابتداءً باعتساف المفاهيم الدينية وتغيير معانيها ووضعها في غير موضعها ..

حتى أدى بهم الهوس العنصري إلى اختراع سورة جديدة أسموها "سورة الولاية" وزعموا أن القرآن ناقص بسبب عدم احتوائه على هذه السورة المزعومة، لقد كذبوا على الله تعالى، ثم انتقلوا إلى نبي الإسلام محمد "صلى الله عليه وسلم" وصوروه أنه جاء يدعو إلى العنصرية..

بينما هو "صلى الله عليه وسلم " - بأبي وأمي وأبنائي- جاء يدعو إلى الحرية وإلى التوحيد الذي أساسه الحرية، فمن ليس حراً فليس موحداً، فمن يكون عبداً لحجر أو بشر أو غيره فلن يكون موحداً لله، إنها الحرية التي يريد دعاة الماضي أن يسرقوها من كل إنسان يمني .

والجيش اليمني البطل يخوض معركة وطنية نبيلة، وهي معركة الدفاع عن حرية كل إنسان يمني، إن من يدافع وبكل إصرار عن حرية الإنسان فهذا يدل على أنه صاحب مشروع إيجابي وحضاري، ومن يدعو بطريقة أو بأخرى إلى استهداف حرية الإنسان فهذا دليل قاطع على سوء مشروعه، وأنه استمرار للصيحة الأولى "أعلوا هُبل" ..

لقد حطم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه "الكرام رضوان الله عليهم " الأصنام البشرية والحجرية، أما دعاة العنصرية فقد أوهموا أنفسهم أنهم يلعبون دور الوساطة بين الله سبحانه والمؤمنين به، إنها الصنمية بعينها التي نسفها الإسلام نسفاً وسوف يستمر في نسفها إلى يوم الساعة..

إن من حق كل دولة في العالم أن تسيطر على كل شبر من أرضها وأن تخمد أي تمرد عسكري ينزع إلى التقسيم وإلى ضرب الاستقرار واستهداف المواطنين والاعتداء على الحريات والحقوق العامة والخاصة وقطع الطريق..

إن الحكومة الأمريكية خاضت حرباً شرسة ضد الدعوات التمزيقية على أرضها واستمرت هذه الحرب أربع سنوات، تمكنت الحكومة الأميركية من القضاء على الدعوات التمزيقية، وإن الإصرار الذي تمتعت به الحكومة الأميركية في سحق الدعوات التمزيقية جعل أمريكا تصل إلى المرتبة الدولية التي هي فيها .

إذ لا تطور بدون الحرية وبدون وحدة وسلامة أراضي الإقليم الذي يعيش فيه الشعب اليمني ولا تطور بدون شورى ومؤسسية وتداول سلمي للسلطة، فيجب على كل أحرار اليمن أن يقفوا ضد المشروع الإمامي الحوثي لأنه مشروع عنصري يسعى إلى إلغاء حرية الإنسان، واحذروا من إعطائهم آذانكم فإنهم يجيدون وضع السم في العسل..

أيها الإنسان اليمني العظيم - سواء كنت من الحزب الحاكم أو المعارضة - ثق بنفسك وخطط ونظر من أجل تطوير وطنك ولا تذهب إليهم، فإنهم حاقدون على كل شيء جميل، يكرهون حرية الإنسان ويكرهون الشورى ويكرهون التداول السلمي للسلطة ويكرهون الديمقراطية ويكرهون الدين الذي يؤكد أن الحكم من حقوق الأمة وليس حكراً على أسرة أو منطقة فلا بارك الله في كل قلم أو لسان أو عقل يتقاعس عن كشف أباطيل هذا المشروع.

فإن سوء الإدارة ليس مبرراً للسكوت عن ما هن أسوأ وأمر، وليكن محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا ولنربط الأحجار على بطوننا ونقول الحقيقة، ونقول للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت ولا نداهن أحداً، ولنشحذ هممنا ونجمع إرادتنا ولتكن لنا بصمة إيجابية في صناعة المستقبل .
كما يجب على كل يمني حر ومن موقعه، ضرورة الإسهام في إغاثة إخواننا النازحين من فتنة الحوثي العمياء ونهيب بشعبنا العظيم مؤازرة الجيش البطل الذي يدافع عن حرية كل إنسان يمني وعن حرية الوطن وعن التداول السلمي للسلطة والديمقراطية.

إذ القضاء على التمرد والحفاظ على هيبة الدولة أحد شروط التنمية، كما نهيب بكل فئات شعبنا ضرورة التبرع العيني والمالي والطبي من أجل تقديم الإغاثة لإخواننا وأطفالنا النازحين، كما نهيب بكل الأقلام النظيفة والألسنة الطاهرة أن يحثوا الجميع لإغاثة إخواننا النازحين.

ويجب أن لا يدفعنا العناد إلى التقاعس عن واجبنا الديني والإنساني، وأخيراً تحية لكل الأحرار في الجيش وفي المجتمع، وليعلم الجميع أن اليمن وجدت لتبقى، وستمضي وبكل عزم إلى حل مشاكلها التنموية متجهة نحو المستقبل بإصرار لا يلين، وليعلم الواهمون أن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء وأن زمن الكهانة والقطرنة قد انتهى وإلى غير رجعة، وأن راية الحرية والشورى ستبقى خفاقة إلى أبد الآبدين، شاء من شاء وأبى من أبى.

زر الذهاب إلى الأعلى