[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حتى تضع الحرب أوزارها..

لماذا القلق على اليمن من قبل البعض، هل نقتل أنفسنا بالإشاعات ونخرب وطننا بعدم الثقة بأنفسنا وقدراتنا وأبطالنا.. هل فقدنا الثقة بأنفسنا وقدراتنا أم ضَعُفَ إيماننا بوطننا ، ثم هل الوطن اليوم اضعف أم أقوى مما كنا عليه في العام 94م؟!

بكل تأكيد الوطن اليوم أكثر إيمانا وتماسكا وقوة ضد الطغمة الباغية الحالية مما كنا عليه في العام 1994م أثناء الحرب ضد عصابة الانفصال بكامل دعمها يوم ذاك.. فلماذا يصر بعض الأشقياء في الداخل على تقديمنا أمام الآخرين بهذه الصورة التي لا تليق بنا ولا بنضال آبائنا وإخواننا في الأمس حين فجّروا بكل جرأة وشجاعة وإقدام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وما قدمناه من تضحيات جسام من اجلهما وبعدهما في حصار السبعين يوما على صنعاء ؟؟

المطلوب اليوم هو أن نترفع عن المزايدات الحزبية الرخيصة حين يتعرض الوطن لفتنة داخلية تريد إحراق الأخضر قبل اليابس.. هنا يجب على الشرفاء في الوطن أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام وطنهم في استنهاض الهمم ورص الصفوف وتشابك الأيدي وحسن الاعتماد على الله أولا ثم على أنفسنا وقدراتنا الذاتية وأكرر الذاتية فقط ثانيا وثالثا ورابعا..

إن الخوف الحقيقي أيها اليمانيون - وحديثي للشرفاء فقط - هو من هؤلاء المتباكين على الوضع في اليمن فليس النائحة الثكلى كالمستأجرة.. والمؤسف جدا أن يتحول بعض المحسوبين على الوطن بالهوية طابورا خامسا يبث الفرقة والإشاعات المحبطة سواء عبر بعض الصحف (الجرباء) أو في المقايل والندوات والسمرات وهو نفس الأسلوب الإعلامي غير الشريف الذي سبق اندلاع حرب الانفصال.. فماذا تحضرون يا هؤلاء للوطن الآن..

كأن التاريخ يكرر نفسه مرة أخرى بعد فاصل زمني استمر عقد ونصف.. علينا أن لا نخشى أبدا على جمهوريتنا ووحدتنا.. في الوقت الذي يحقق فيه الأبطال على مختلف جبهات القتال انتصارات لا شك فيها إلاّ لمن في قلبه مرض.. علينا أن لا نفزع أبدا من ما يروجه الإعلام الإيراني المضاد والداعم للعصابة المتمردة حين يعلن على لسانهم الاستيلاء على موقع هناك أو هناك..

فهذا شيء طبيعي جدا ومتعارف عليه في الحروب وخصوصا في حروب العصابات المعتمدة على أسلوب الكر والفر والمناوشة من اتجاهات متعددة وغير ثابتة تعتمد الإغارة والهروب تماما كقطاع الطرق..

وربما تحقق في بعض الأحيان اختراقا هنا أو سيطرة هناك لكنها لا تقوى على المحافظة على هذه المواقع التي اخترقتها لأن ذلك يكشفها ويحدد موقعها بدقة وعندها يسهل على الجيش التعامل معها من خلال إحداثياته للموقع سلفا فيسحقها..

لذلك علينا أن لا نفزع إطلاقا مما يبثه الإعلام المعادي في هذه الحرب.. لكن في المقابل وأمام صمود الأبطال واستبسالهم في قتل أو القبض على أفراد هذه الفئة الضآلة ، على الحزب الحاكم أن يواكب تلك الانتصارات الميدانية المنجزة بانتصارات سياسية في الجبهة الداخلية تتمثل في الدعوة الجادة للحوار الوطني الشامل مع كافة القوى السياسية الوطنية في الساحة..

فهزيمة الأوطان لا تأت من الخارج أبدا بل من خيانة أو تناحر الشركاء في الداخل والدرس العراقي البليغ أمامنا خير شاهد ولا يجب أن يتكرر في أي وطن عربي آخر.. لذلك فإن التفكير بحكومة وحدة وطنية في هذا الظرف الحساس هو الخيار الأمثل وطريق الخلاص الأوحد لمواجهة كافة التحديات والاستحقاقات الإقليمية والدولية التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب..

وعلى الحزب الحاكم أن يستغل هذه الفرصة في إشراك الآخر الوطني في صنع القرار وتحمل المسؤولية في الدفاع عن الوطن قبل أن يتحمل هو وحده كما هو عليه اليوم المسؤولية الكاملة عن تدهور وطن كان ذات يوم (نقطة الضوء) الوحيدة في المنطقة العربية من خليجها إلى محيطها.. وربما يدعي (المؤتمر) انه هو من يحقق ويجترح تلك البطولات الرائعة في ارض المعركة كونه الحزب الحاكم الآن..

لكننا نذكره جيدا إن أولئك الأبطال في مختلف ميادين وجبهات القتال في قمم الجبال أو الشطآن في السهول أو الوديان لا ينتمون لأي حزب سياسي في الوطن أساسا ، وبالتالي فهم لا يقاتلون مع (المؤتمر) ولا من أجله بل يقاتلون من اجل الوطن كله من أقصاه إلى أدناه بمختلف جهاته الأصلية والفرعية لأنهم آباء وأبناء وإخوة كل من في الوطن على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية والجغرافية.. أفرادا وأحزابا.. منتمين أو مستقلون..

فهذا الجيش هو الصورة الحقيقية الوحيدة المعبرة عن كل الوطن لأنه من كل أبناءه وليسوا مجرد أعضاء أو قواعد في (المؤتمر).. لكن في المقابل على الإخوة في اللقاء المشترك التمييز جيدا بين الإصرار في إسقاط الحزب الحاكم بأي وسيلة.. وبين انهيار وضياع وطن بكل تاريخه ونضاله.. - لا قدر الله - بما فيها أحزاب المعارضة ذاتها.. وما (زياد بري) عنا ببعيد.

آخر السطور :

المقابلة الصحفية التي نشرتها صحيفة (26سبتمبر) في عددها الخميس الماضي مع الأخ / عبد الله حسين الحوثي ، تستحق الاحترام والإشادة إذا كان الأخ / عبد الله صادقا بمشاعره ويطابق لسانه جنانه فيما قاله.. بالتأكيد سيجد كل الاحترام والتقدير من كل من في الوطن وأولهم فخامة الرئيس الذي يرعاه حاليا بشكل شخصي كما قال.. والحقيقة احترمت ما قاله الشاب واحترمت مشاعره نحو والده فرغم كل ما حدث علينا أيضا احترام مشاعره تجاه والده.. و(لا تزر وازرة وزر أخرى)

زر الذهاب إلى الأعلى