[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

وصية الملك عبد العزيز حول اليمن

تُفسر العلاقات اليمنية السعودية من خلال وصية مزعومة للملك عبد العزيز أل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة، ومفاد هذه الوصية أن الملك عبد العزيز جمع أولاده قبل موته وقال لهم ما معناه إن "خيركم وشركم من اليمن".

ورغم ما قد يشي به الظاهر المعلن لهذه الوصية المزعومة، إلا أن ذكرها غالبا ما يأتي في الإطار السلبي والفهم المعكوس بحيث تصير إلى هذا القول " خيركم في أذى اليمن، وشركم في رخائه." وعلى مدى سنوات مديدة، ترسخ وعي لدى البعض في اليمن ما يشبه الصورة النمطية والفهم الخاطئ حيال سياسة الجارة الكبرى في اليمن.

وبسبب ظروف وملابسات مختلفة أدت إلى أن تقف السعودية موقفا سلبيا من النظام الجمهوري فيما كان يعرف باليمن الشمالي مرورا باتفاقية الوحدة ثم حرب صيف 94م وتداعياتها اللاحقة، ربما وجد ذلك التصور والفهم ما يبرره بشكل أو بأخر، لكن بعد توقيع السعودية واليمن على اتفاقية الحدود عام 2000م وسريان عدة متغيرات في المنطقة. يبدو من الغريب جدا، أن نجد البعض، بما في ذلك من نعدهم نخبة المجتمع، لايزال يعيش بعقلية الستينيات والسبعينيات، مرددا نظرية المؤامرة ومتحدثا عن سياسة إضعاف اليمن.

وفي هذا التوقيت الذي نشهد فيه التداعيات السلبية المؤسفة على جبهة الحدود اليمنية السعودية بفعل تهور جماعة متمردة وعنصرية، كانت بحاجة إلى جهود لإقناع من هم في الداخل بكونها ليست بيدقا بيد طهران، قبل القفز إلى خارج الحدود وزعم الدفاع عن كرامة اليمنيين وحماية السيادة الوطنية، لعله من المناسب جدا، إعادة الطرح والنقاش والمكاشفة بالحقائق والأحداث.

ولعل البداية يجب أن تكون من السياسة وقاعدتها المعروفة في علاقات الدول، أي " ليس هناك صداقة دائمة أو عداوة دائمة، بل مصالح دائمة". والمصلحة اليمنية السعودية تشير اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى عكس ما يريده الصائدون في الماء العكر، ذاك أن الوضع تغير كليا، بل إن المؤشرات التي حملتها السنوات القليلة الماضية جاءت جميعها لتؤكد بأن خير اليمن هو في خير السعودية وشر اليمن هو في شر السعودية أو العكس، وذلك ما تعلمناه جيدا من خلال التصريحات الرسمية، والقول في مناسبات مختلفة بأن أمن اليمن جزء مهم من أمن المملكة وكذلك العكس تماما.

وإذا كانت دلائل ومؤشرات الواقع أكثر من أن تعد أو تحصى، فان التحرش الحوثي الأخير بالمملكة يقدم أكبر برهان وأوضح دليل على خطأ الاستنتاج وخطيئة اعتساف الحقيقة. للسعودية مصلحة كبيرة في التخلص من الحوثيين، ولعلهم قدموا الفرصة الثمينة لتسريع خطة القضاء على مآزقهم، ولليمن مصلحة أكيدة في كسر شوكتهم وإعادة هيبة الدولة، والتفرغ للبناء بمساعدة الأشقاء في السعودية، ومن ثم الاتجاه بعلاقات البلدين إلى مجالات أرحب بناء على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

زر الذهاب إلى الأعلى