بعد الفشل في تسويق " التمرد الحوثي" كمدافع عن الدستور والقانون، بدأت الأجهزة الدعائية الإيرانية والوسائل التابعة للمعسكر الشيعي، الترويج بأن العصابات الحوثية المتمردة تلعب الآن دور الدفاع عن السيادة الوطنية ضد ما أسمته ب"التدخل السعودي" ..
وتحاول تلك الجهات عبر الصحافة والفضائيات والمواقع والمنتديات الإلكترونية إثارة الحمية في نفوس اليمنيين عبر ترديد القول بأن العمليات التي تنفذها القوات السعودية تجاوزت مسألة الدفاع عن حدودها وتحولت إلى عمليات هجومية طالت مواقع وتحصينات وآبار وخطوط إمداد برية بحرية ..
يأتي هذا في ظل تردد بعض المحللين السياسيين في صنعاء والرياض عن الاعتراف بطبيعة هذه المهام القتالية المشتركة التي تقوم بها الدولتان بموجب تطورات المواقف في ميدان المواجهة وبموجب التواصل والتنسيق الدائم بين القيادتين، إذ ما تزال بعض الشخصيات في تصريحها لوسائل الإعلام توحي وكأن الجيش السعودي يتصرف وفق غايات وأجندة خاصة بالرياض وبمصالح السعودية وبدون أي اعتبار للسيادة اليمنية أو أي تنسيق مشترك مع قيادة اليمن ..
ويبدو أن من يزايدون بقضية "السيادة" يتناسون أن التهديد الفعلي يأتي من رغبة المتمردين في تحويل الأراضي اليمنية إلى إقليم إيراني ومعسكر صفوي خاضع لطهران .. الأمر الذي يهدد السيادة اليمنية والسعودية على حد سواء، ويستدعي التعاون والتكامل بين الدولتين الشقيقتين في مواجهة هذا الخطر المشترك.