[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الدحباشي .. بين همجية الحراك ومكر السلطة!

ليس مسؤولا ولا ناهبا .. أليس من حقه العيش .. أليس له حق الحياة.. مسكين هذا المواطن( الدحباشي) الذي يسفك دمه. وييتم أطفاله.. وتأرمل زوجته بدون سبب .. بدون ذنب .. كل جرمه أنه (دحباشي) .. كل ذنبه هويته..

إنه الإجرام .. إنه الحقد الأعمى الذي تغيب معه كل معاني الإنسانية..
شيء مؤلم .. أن يصبح دم المواطن المسكين(الدحباشي)- حسب يد الغدر - كبش فداء بين عصابة الإجرام والوحشية.. وبين سلطة تمكر به ليل نهار.

إن حادثة قتل المواطنين من المحافظات الشمالية هذه الأيام ومن قبله حادثة العسكرية(الذي سال له الدمع وأنا أتأمله في مقال للمبدع محمد العلائي في صحيفة المصدر) تدل على أن الحراك ما هو إلا عصابات هدفها إشباع رغباتها المتعطشة للدماء ..

فقد سقطت كل الأقنعة .. فلا حقوق لهم ولا مطالب .. إنهم يمشون بلا دليل.. ويتحركون بلا هدف.. يسبون الظلام ويطفئون كل شمعة .. يلعنون الظلم ويذبحون العدالة.. يذمون الحاضر ويجترون الماضي.. يطلبون إدارة دولة وما استطاعوا أن يديروا أنفسهم .. يزعمون إقامة العدل والمساواة وقد امتلأت قلوبهم حقدا على إخوانهم .. فعميت بصائرهم .وشنع فعلهم وإجرامهم ..

فأصبح المواطن المغلوب على أمره ضحية بين هذه الوحوش .. وبين سلطة لا تعير مواطنيها أي اهتمام .. وإنما هو المكر والخداع والظلم بشتى الأساليب والطرق.. كل ذلك من أجل أن يبقى الكرسي راسخا لا يتزعزع.. فهي تضرب عَمرا بزيد..

وتنطح بالشاة القرناء الشاء العرجاء.. أتفنت سياسة الند للند.. وإهلاك الكل من أجل البعض بل ربما من أجل الفرد.. وإلا فما السر في إبقاء مجرمي العسكرية حتى اليوم يسرحون ويمرحون تحت بصر السلطة وسمعها؟!!!

إنها سياسة أثبتت الأيام فشلها فلم تعد صالحة للاستعمال اليوم .. والدليل على ذلك ماتفعله عصابة أقصى الشمال حين انقلب السحر على الساحر..

لقد أصبح الشعب المغلوب على أمره مسرحا تتصارع عليه الحيات و الثعابين.. فثعبان يقرصه من جهة الجنوب .. وآخر يعضه من جهة الشمال.. وثالث قد التف على جسده ينهشه تارة هنا وآخرى هناك.. وفي الوسط حية تراقص هذه الثعابين على نغم آنينه..

وأحيانا يزيد الرقص فيصل إلى حد السكر فتذهب معه العقول وتحضر الشهوة الجائحة فيحتدم الصراع حول أشلائه المتناثرة ودمه المسفوك(كما هو الحال اليوم)..

وفي الأخير يزداد أنين الضحية تحت صراع الثعابين حتى يصل إلى الصراخ.. فيصحو الجميع وتنتهي اللعبة بأن يأخذ كل ثعبان نصيبه من الضحية بإشراف الحية ..

لكن اليوم نجد اللعبة قد طالت وما نفع معها الصراخ والأنين.. فالثعابين غروا في السكر ومعهم الحية التي تركت احتراف الرقص وبدأت تترنح يمنة ويسرة فلا تعي ماتقول. ولا تدرك ماتفعل..

وأخيرا ما نخشاه أن يطيل السكر فلا يصحوا .. أو أن يصحوا بلا ضحية!!
لذا كان المطلوب من كل العقلاء والحكماء في أرض السعيدة أن يبادروا لإنقاذ الضحية قبل ألا ينفع الندم وكل عام وأنتم بخير.

زر الذهاب إلى الأعلى