[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

حتى لا تكون الانتصارات مؤقتة

لم تكن الفتنة المتأججة في شمال البلاد وجنوبها وليدة لحظة، ولم تتفاقم إلى ما هي عليه الآن بتأثير (الأيادي والعوامل الخارجية فقط) ..

وفي سبيل التصدي لهذه الأزمات الخطرة، لا بد من التأمل في مختلف الأسباب والعوامل (الداخلية والخارجية أيضا) التي أسهمت في استقطاب آلاف المواطنين لصالح الفعاليات الخارجة عن القانون والدستور بعد أن كانت محدودة النطاق جدا ..

لقد تكبدت اليمن خسائر فادحة في الأرواح والأموال في مواجهة تلك الفتن، ومن غير المتقبل اعتبار الهدوء النسبي أو المؤقت مؤشرا دقيقا لنجاح التدابير الرسمية المتخذة ..

فلتلك الفتن والأزمات روافد تغذيها وتحييها لا تقتصر على قوة التسليح والإمداد المالي من جهات محلية وخارجية ..

فهناك "الفساد" بكل مظاهره وأشكاله (المالي والإداري والسياسي والأخلاقي والثقافي ...) وهو من أهم الروافد التي تنتعش في غياهبها مثل تلك التوجهات التخريبية ..

ولهذا يتوجب على السلطة الحاكمة وكل القوى الوطنية الشريفة حشد الجهود والقدرات نحو مكافحة الفساد وأسبابه وقواه .. إلى جانب التصدي للأحداث المؤسفة في صعدة وبعض المحافظات الجنوبية ..

وإلا فسيظل الفساد باعثا للأزمات ومهددا بمزيد من الفوضى وفقدان الثقة بين المواطن و "القيم الوطنية والدينية والأخلاقية" ..

لقد أصبح الولاء للقمة العيش ولمن يدفع أكثر، بعد أن فقد الناس الشعور بقداسة المبادئ، وكفروا بوحدة الانتماء ووحدة الولاء للأمة والوطن والهوية التاريخية.. فالجوع كافر ..

زر الذهاب إلى الأعلى