[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الاحتفال بعيد الغار!

وأنا أتابع القنوات الفضائية الموالية لإيران والتابعة لها وهي تبث احتفالات ما يسمونه (عيد الغدير) في الأيام الماضية، وما فيه من سب وقدح بصحابة رسول الله وزوجات رسول الله..

أدركت كيف أن هؤلاء القوم قد استطاعوا طعن هذه الأمة بخنجر مسموم فيما مضى يزداد سريان هذا السم في جسد الأمة يوم بعد يوم وما ذاك إلا انتقاماً لزوال دولتهم وامبراطوريتهم العظمى على يد أبناء هذه الأمة المحمدية، فقلت في نفسي هل خلافنا مع هؤلاء هو خلاف مذهبي أم هو في الأصل سياسي وانتقامي؟

ثم سألت نفسي ماذا لو كان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأمام علي بدلاً من أبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً، فهل كان سينتهي الخلاف ويدخل هؤلاء القوم في ما أجمعت عليه الأمة والتي لا شك إنها كانت ستجمع على الأمام علي كما اجمعت على أبي بكر؟ أنا شخصياً اشك في ذلك لأن الهدف في الواقع سياسي لا مذهبي..

لذلك في تصوري أنهم كانوا سيقيمون الدنيا ولن يقعدوها مع أبي بكر الصديق وانه الأحق بالخلافة من الأمام علي وكانوا سيحشدون الأدلة على ذلك كما يفعلون الآن مع الأمام علي..

سيقولون إن رسول الله قد اختار أبا بكر من بين أصحابه جميعاً ليكون رفيقه في الهجرة وقدمه في الصلاة أثناء مرضه صلى الله علية وآله وسلم وكذلك جعله أميراً على الحج في العام التاسع للهجرة وهذا دليل على انه الخليفة من بعده معززين ذلك بأية الغار (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)..

ويضيفون له أيضاً حديث الرسول في الغار لأبي بكر (يا أبا بكر: ما ضنك باثنين الله ثالثهما) وسيطلقون عليه حديث الغار مثلما هو الآن حديث الغدير وان أبا بكر هو الوصي والصهر والخليفة بعد رسول الله ويحتفلون بهذا اليوم ويسمونه (يوم الغار) أو (عيد الغار) مصحوباً بسب الأمام علي والصحابة الذين اغتصبوا الخلافة من أبي بكر..

بسبب عدم وجود قبيلة تسنده فهو من بني تيم أضعف البطون في قريش، ومن الطبيعي ان يكون مقر شيعة أبي بكر هو في بلاد فارس كما هو حاصل الآن عندما يدعون انهم من شيعة علي، وسيكون لنا في اليمن نصيب من البكريين و(هو الاسم الذي سيطلقونه على أنفسهم)..

وكان السيستاني الفارسي سيتهم الحكومة اليمنية بأنها تريد القضاء على البكريين في اليمن، أما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسيقدسونها ويطلقون عليها اسم الصّديقة (وهي كذلك) ويطلقون قناة فضائية باسمها كما هو حاصل الآن مع فاطمة الزهراء رضي الله عنها..

وسيشرحون من خيالهم كيف أن الأمام علي قد سحب عائشة وضربها وأخرجها من بيتها بعد وفاة الرسول مباشرة وهو الذي مات في حضنها وقد استودعها قرآن خاص سيطلقون عليه (مصحف عائشة) كما يقولون اليوم أن عندهم (مصحف فاطمة)..

ومن البديهي ان شرحهم هذا سيكون مصحوب بالبكاء والعويل، ومن الطبيعي أيضاً انه سيكون عندهم أثنى عشر إمام معصوم من أولاد أبي بكر الصديق وآخرهم قد دخل السرداب هرباً من بطش أحفاد الأمام علي وبنو هاشم جميعاً، وسيكون عندهم (العائشيات) بدلاً من (الزينبيات) الآن.

أما زواج المتعة فسيبقى عندهم حلال كما هو حاصل الآن ويتهمون الأمام علي بأنه هو الذي حرم المتعة (لأنه راوي حديث تحريم المتعة نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو ثابت في الصحاح)، ولن يكون هناك صلاة جمعة حتى يخرج من السرداب البكري المنتظر، ومرجعياتهم ستكون مسبوقة بكلمة الصّديق بدلاً من السيد فيكون عندنا (الصّديق السيستاني)، (الصّديق مقتدى)، (الصّديق المرتضى)، وهكذا..

وفي اليمن طبعاً سيكون عندنا مركز (بكر العلمي) بدلاً من مركز (بدر العلمي) وسيعمل على مساعدة البكريين الذين يحاربون الحكومة في اليمن حسب التوجيهات الخارجية، ومن الطبيعي أن يكون لهؤلاء البكرين نفوذاً داخل السلطة كما هو حاصل الآن مع الحوثيين..

أما في العراق فسيتعاون "البكريون" مع أمريكا ضد السنة لأنهم اغتصبوا الخلافة من أبي بكر وأعطوها لعلي ويطاردون كل من يحمل اسم (علي أو الحسن أو الحسين أو فاطمة) كما يصنعون الآن مع من اسمه (أبو بكر أو عمر أو عائشة..

وهكذا يستمر الحال وتستمر المعاناة بنفس الدوامة ونفس المسلسل الحاصل الآن، فالهدف الأصلي في البداية كما قلنا كان سياسياً وانتقامياً بخطة يهودية فارسية من بعد معركة القادسية، ثم تطور الأمر وتوارثته الأجيال اللاحقة واعتبرته دين كما تطور الأمر في عبادة الأصنام..

وإلا فالجميع يعلم بأن الله رحيم بعباده وقد خلق للإنسان العقل وميزه عن سائر مخلوقاته، فكيف يرضى عقل عاقل ان يبعث الله نبياً يقدمه على كل البشر في الفضل والتوفيق والهداية؟ بل ويصطفي أمته ويجعلها خير امة أخرجت للناس، ثم بعد ذلك يكافئ هذا النبي المصطفى الذي جاهد وكافح لمدة 23 سنه بكل أنواع الجهاد وأوذي في الله وصبر في الله..

فكيف يجازيه الله ويكافئه بأن يسلط عليه أصحاب يعيش معهم ويخدعونه قرابة ربع قرن ثم يخدعون هذه الأمة المصطفاة المختارة وهذا الخداع لا يشمل زمن معين أو جيل معين بل على مدى 14 قرناً؟ وهؤلاء يقولون ان الإمامة كانت لعلي رضي الله عنه ولكن الصحابة منعوه عنها وأخذوها بمؤامرة جماعية منه!! فكيف يرضى الله ان يسلط هؤلاء على ذرية نبيه الصادق وعلى الأمام الذي يحفظ العالم ويقيم العدل ويحفظ دين الإسلام دين خاتم الأنبياء و..... و...... و....... على حد زعمهم..

والأدهى من ذلك أن هذا يحدث بمجرد موت هذا النبي بل وقبل أن يدفن جسده الطيب يتآمر من رباهم وأدبهم ومن نصروه في حياته بأموالهم وأنفسهم ورضي الله ورسوله عنهم، يتآمر هؤلاء عليه بما مضى، هل يقبل هذا عقل سليم؟

وهل يليق هذا بحكمة الله الذي حرم الظلم على نفسه؟ هل يليق هذا بإله وصف نفسه بالرحمة واللطف (الله لطيف بعباده) أنهم بقولهم هذا يصفون الله بتضييع هذه الأمة وخذلانها وفرض المشقة والضلالة عليها، تع إلى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا، أرأيتم أيها السادة اي مأساة تعيشها هذه الأمة مع هؤلاء القوم؟

إننا نؤمن أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لم يوصي بالخلافة من بعده لأحد، كما نؤمن أن (أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، عاشوا إخوة متحابين ومتصاهرين وتربوا على مائدة النبوة من المربي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم)، فوالله الذي لا اله إلا هو أن أبا بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وسيكون الخزي والعار والعذاب الأليم عند الله على من كذب وافترى على آل بيت رسول الله وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ورضي الله عنهم أجمعين.... قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).

زر الذهاب إلى الأعلى