[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

قبل فوات الأوان

حال الانقسام الذي يسود الساحة السياسية لا يبشر بخير، فموعد انعقاد المؤتمر الوطني للحوار، المقرر عقده في العاشر من يناير المقبل، بدأ يقترب من دون مؤشرات جدية بقرب توصل الطرفين الرئيسين في المعادلة السياسية في البلاد،

وأقصد هنا حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض لجهة الدخول في صلب القضية، إذ أن لكل طرف رؤيته ومطالبه، والخوف أن ينتهي الوقت من دون أن يتحقق شيء، وتدخل البلاد في أزمة عميقة لا تستطيع الخروج منها.

من الصعب على الحاكم أن يسير إلى الحوار من دون المعارضة الفاعلة في الساحة، حتى وإن حشد من الأحزاب ما حشد، صحيح أن هذه الأحزاب لا غبار على وطنيتها، إلا أنها –ربما- أعطت انطباعاً لدى البعض بأنها أحزاب ملحقة بالحزب الحاكم، بترديد ما يقول.

والمطلوب أن يواصل الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ما بدأ به قبل أيام من حوارات تمهيدية مع أحزاب اللقاء المشترك وبقية الفعاليات السياسية في الساحة، وحتى من هم خارج البلاد ممن يؤمنون بالحوار كوسيلة لإخراج البلاد من أزماتها الراهنة؛ فهذه الخطوة برأيي ستكون عاملاً من عوامل التمهيد لإنجاح الحوار، الذي يحتاجه الجميع للوصول إلى طريق يخرج البلاد من أزمتها قبل فوات الأوان، فالبلاد تشهد تحديّات على أكثر من صعيد، ولا بأس من التذكير بها باستمرار حتى يستشعر الجميع خطورة التنافر والتباعد.

لا شك أن حرب صعدة، التي تدور منذ عدّة أشهر، خلفت ولا تزال تخلف وراءها كومة من المشاكل الاقتصادية، وكذلك حال الاحتجاجات المتصاعدة في الجنوب، بالإضافة إلى الحرب المستجدة مع تنظيم "القاعدة"، والتي ستعمل أكثر وأكثر على التهام جزء كبير من موازنة الدولة لمواجهتها، وهو ما سيؤثّر أكثر على الوضع الاقتصادي العام في البلاد، ويخرج الملايين إلى رصيف البطالة والجوع.

إن محاصرة هذه الأزمات ضرورة مُلحة ومسؤولية الجميع في السلطة والمعارضة، فكلما كانت الحركة لهذه المحاصرة سريعة ستكون الحلول مُرضية للجميع، بخاصة مع تزايد الدعم الإقليمي والعربي لإيجاد مخارج من الأزمات التي يعاني منها اليمن واليمنيون.

التأخير في التحرّك تجاه بعضنا البعض سيؤدي إلى تراكم المزيد من الخلافات التي لن يجدي حلها حتى لو توفّرت الرغبة بعد ذلك، المهم هو أن نستغل الأجواء الحالية لإعادة كتابة فصل جديد من تأريخنا، ونؤكد أننا نستحق أن يقال عنا إننا أصحاب حكمة، لا نريدها أن تضيع في دهاليز خلافات اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى