[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

بين استقلالية الذات ومحاكاة الضمير

قال الشاعر :
الحرب أول ماتكون فتية يسعى لزينتها بكل خجول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها صارت عجوزا غير ذات خليل
شمطاء جزت شعرها وتنكرت مكروهة للشم والتقبيل

المتابع للأحداث والمستجدات الأخيرة في الساحة اليمنية يتبادر إلى ذهنه العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات شافية ، وأنا اعتقد جازما أن هذه الأسئلة تدور في فكر السواد الغالب من الشعب اليمني .

ماهي الأهداف من زعزعة استقرار اليمن ؟ ومن المستفيد ؟

من هي اليد الخفية وراء ذالك ؟

فثمة أسئلة تدور في مخيلتي تجعلني في حيرة من أمري :

لكن سأضطر لأوجه سؤال إلى شعبنا الغالي قيادة وحكومة وشعبا وفي حال كل منا أجاب عليه بصدق وتأمل قد نصل إلى بعض الحلول لمشاكلنا الكثيرة التي زرعتها ثلاثية مسرحية أبطالها (السلطة والقبيلة والعاطفة) ومسرحها بلاد السعيدة وإحداثها تجري فوق رأس شعب مغلوب على أمره أنهكته ثلاثية مرحة (الحرب والفقر والأمية) ..

فالثلاثية الأولى تداخلت في بعضها وامتزجت وتشربت حتى لم نعد نفرق بين أبطالها وصار كلا منهما مكمل للأخر.. وحتى لا يشوش فكر القارئ ويذهب بعيد فهنا العاطفة (اقصد بها التعاطف وهو السمة التي ارتبطت بنا فهناك التعاطف القبلي اوالمناطقي والتعاطف الديني .... الخ)

صحيح اننا أهل اليمن كما قال الحبيب محمد صلى الله علية وسلم (الين قلوبا وارق أفئدة) لكننا بنفس الوقت وصفنا بالحكمة وهي الضيف الغائب عن الساحة حاليا، فلو تصرفنا بتعاطفنا بحكمة لكنا فرقنا بين امور كثيرة يكون تعاطفنا غالبا فيها على خطا، وهنا أجد المكان المناسب لطرح السؤال وهو:

هل أنت أيها المواطن اليمني مستقل ذاتيا ؟ وهل تحاكي ضميرك ؟

في الحقيقة أن الارتباط القبلي في اليمن والتعاطف الديني والانصياع لتوجيهات الاخرين سواءا من الداخل اومن الخارج ممن لاهم لهم الا ان تبقى اليمن في وضع (لامحل لها من الاعراب) و عدم الإحساس بالمسؤؤلية تجاه الوطن وتغليب المصلحة الخاصةعلى المصلحة العامة هذة العوامل مجتمعة تحجب عنا صفة الاستقلالية بالذات فقراراتنا يحددها الغير(القبيلة أو شيخ القبيلة أو عالم الدين اويد خفية لايعلمها الا الله والراسخون في السياسة) بغض النظر عن حجم القرار وعواقبه وفي ظل غياب محاكاة الضمائر فإننا لأنجد على المشهد اليمني إلا الانصياع والسمع والطاعة دون ان نحكم العقل ونرجح الوطن ومصلحته العليا
فلساننا ينطق بمايمليه الغير ،وفكرنا نستمدة من املاءات الغير، وتوجهاتنا مرتبطة ارتباط شبة كامل بتوجهات اولئك الذين لايرقبون في اليمن واهلها الاً اوذمة

لكن المتأمل للثلاثية الأخرى(الحرب والفقر والامية) يجد أنها محصلة طبيعية للثلاثية الأولى في ظل غياب الكثير من برامج التنمية والبناء واستبعاد الشباب من المشاركة في صنع القرار و المساهمة في رسم ملامح التنمية المستدامة وعدم تأهيله سياسيا وفكريا وغياب البرامج التوعوية وشحت الندوات الفكرية التي إن وجدت صارت موسومة بنظر أناس أوصياء على كل شي مع عدم فقههم لأي شي .

___________

* رئيس الاتحاد العام لطلبة اليمن - سورية
www.yemenstu-sy.com

زر الذهاب إلى الأعلى