[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

يمن 2010

يمضي عام 2009 حاملاً آلام اليمنيين من إخفاقهم في تفادي المشكلات والمآسي والأزمات المتنوعة موضوعاً والموزعة جغرافياً، طابعاً أساهم من إشفاق العالم والعرب عليهم، طاوياً آمالهم بانتهائه على أتم ما يرجونه لأنفسهم من هناء عيش وانتظام جداول.

فيه تأجلت الانتخابات البرلمانية -بعد تأكيد متكرر على عدم التأجيل- وأنفق الجهد والدخل اليمني على المصادمات العسكرية المسلحة عوضاً عن المواجهات الانتخابية الديموقراطية، وبهذا لم تنقطع حلقات مسلسل "الإهدار"!

علا دوي الرصاص وانخفض صوت المنطق.

ضج الإرهاب في الشمال والجنوب وتعرقلت التنمية.
سالت دماء، تشظت أشلاء، وانفجرت دموع وتمزقت قلوب، وازداد اليتامى والثك إلى بازدياد الضحايا الأبرياء والشهداء. وارتبك الحساب، واختلط الحابل بالنابل.

وبتوتّر الأعصاب اضطرب الرأي والموقف، وتوارى نص الحوار الموضوعي المتأنّي والهادئ.

لم تخل صورة 2009 من السواد، وفيما تستوطن خيالات النخبة والعامة المقربين أحلام وردية اكتفوا بنعيمها، قطاع كبير يكتوي بلظى جحيم الواقع المرير.

هكذا كانت الصورة في 2009 فكيف تكون في 2010؟

هل ستخلو من السواد المنعكس على المرآة الصافية؟ بانصراف جهد اليمنيين من أداء الأدوار الموزعة في مسلسل "الإهدار" إلى "الاقتدار على الاكتفاء والبناء"؟ وبالتالي تتبدد مشاعر الإشفاق الخارجي على الإخفاق الداخلي، وتتبدى مظاهر الإكبار العميق لمقدرة اليمنيين، في كل اليمن، على تجاوز حالة الفوضى وعدم التآلف بالتوافق على المصالح العليا المشتركة غير المشروطة، ومن ثم معاودة الدخول إلى بوابة التأهيل وصولاً إلى "التخليج" و"المساهمة في بناء الكون".

هل يقوى اليمن على قبول أبنائه بعضهم بعضاً وعدم تجاوزهم وإقصائهم لئلا يسد باب العون الخارجي وتفتح أبواب الهزء والسخرية والاستصغار لبلد ينبغي له تجاوز سوء وضعه فيكبر حقاً وصدقاً؟

وهل ستبرز وسائل الإعلام الخارجي صورة اليمن المحسّن بدلاً من اليمن المشوه بجهل بنيه؟ وينقل، مهتماً، صورة انتشال البلد من محيط الأزمات والمشاكل العنيفة إلى مدار المعالجات السليمة والسلمية؟ أم يستروح العالم وإعلامه نقل الصور المُحبِطة عن اليمن السعيد؟!

أيمضي اليمن بسواعد أبنائه من "حراك وعراك" هدمه إلى "حراك وعراك" بنائه والمشاركة الفاعلة، أيتجاوز -ولو قليلاً- فقر الوعي والانشداد إلى الماضي والتخلف والتطرف، وتتقلص مشاكله، لكي لا يكون ليمن 2010 تكراراً ليمن 2009؟

زر الذهاب إلى الأعلى