[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تداركوا اليمن

كانت كل المؤشرات خلال العام الماضي تدل على أن الأوضاع في اليمن غير مستقرة بل وتتجه نحو التصعيد، وأن أصابع الفتنة تمتد إلى غير مكان فيه، وأن التدخلات الخارجية تعمل بإصرار على إثارة الانقسامات والتوتر .

الشواهد كانت كثيرة على استهداف اليمن وتحويله إلى بؤرة صراع، وتحويله إلى نقطة متفجرة في المنطقة تسهل التدخل الخارجي في شؤونه، بهدف تحقيق غايات ليست في مصلحة اليمن ولا في مصلحة المنطقة والعرب .

ومع ذلك، ورغم دعوات كثيرة صدرت عن أكثر من جهة حريصة على اليمن وشعبه ومستقبله ووحدته، مطالبة بالحذر واليقظة وتدارك الاسوأ من خلال خطوات وطنية جريئة تلملم الأوضاع، وتعضد الوحدة الوطنية وتسد كل المنافذ التي تهب منها رياح السوء، تداركاً للمخاطر، إلا أن الخطوات التي اتخذت كانت مبتسرة وقصيرة النظر حيناً، وعشوائية وسيئة حيناً آخر، ولا تنم عن فطنة أو حكمة بالإجمال .

ورغم أن العواصف كانت تطرق أبواب اليمن بعنف، وتتجمع من حوله وفي داخله كل نذر الخطر، إلا أن التحرك العربي باتجاه اليمن كان خجولاً وبائساً، ولم يحمل أي جدية تشير إلى إمكانية التدخل الفاعل، بل والأدهى أن بعض التدخلات العربية تم تحميلها أبعاداً قطرية ضيقة لها علاقة بالموقع والدور وجرى العمل على إفشالها . أما جامعة الدول العربية فقد كانت حركتها مضحكة وتبعث على الغثيان .

إلى أن وقع الفأس في الرأس كما يقال . ها هي جماعات التطرف تتوعد بتحويل اليمن إلى أرض لمعركتها، وها هي بريطانيا تدعو لاجتماع دولي أواخر الشهر الحالي للنظر بأوضاع اليمن، ما يعني السعي إلى تدويل الأزمة اليمنية، بكل ما يحمله التدويل من مخاطر خصوصاً أن لافتته سيكون عنوانها “محاربة الإرهاب” .

وهكذا يتحول اليمن من خلال موقعه الاستراتيجي على مدخل البحر الأحمر والخليج العربي إلى نقطة صراع يتم استثمارها من جانب الدول الغربية للقبض على المنطقة من خلال استقدام المزيد من الجيوش والأساطيل، تضاف إلى تلك المتواجدة على السواحل الصومالية بزعم مقاومة القرصنة .

وعندما يدخل اليمن حمأة الصراع بهذا الشكل المفتوح والمفضوح، فعلى الجميع أن يتلمسوا رؤوسهم، فاليمن ليس ساحة معزولة، إنه في قلب المنطقة . وعندما يتحول اليمن إلى كرة نار فإن شررها سيتطاير في كل إتجاه .

زر الذهاب إلى الأعلى