[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

اليمن مسؤولية عربية

ليس سارا ولا مريحا ان يرحب العرب بكل هذه اللهفة بدعوة لندن إلى عقد مؤتمر دولي بشأن اليمن قبل نهاية الشهر الحالي ، لان المفروض هو تداعي العرب لعقد مؤتمر قمة عربية أو ما شابه ، منذ ان تفاقم العنف فيه قبل مدة غير قصيرة..

والمؤكد ان هنالك قصورا عربيا وبشكل من اشكال غياب اللوبي وحالة استلاب تعكس مواقف عربية رسمية لا مبالية،، مع ان الاهتمام العربي المأمول في اليمن ليس مطلوبا فقط بحسابات التضامن ووحدة الموقف العربي ووشائج القربى وصلة الدم والتاريخ والجيوبولتك ، وانما ايضا هو مطلوب بحسابات المصالح الخاصة بكل بلد من بلدان الوطن العربي ونحو الدول العربية من اليمن ومقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.

وكما هو معروف فان اليمن يواجه ثلاثة تحديات وهي الجماعة الحوثية وتنظيم القاعدة الذي ازدادت خطورته مؤخرا بعد توحيد فصائل التنظيم في الجزيرة العربية ونجاح السعودية في محاصرة فلول تنظيم القاعدة الذي تعرض لضربات قاسية ويبدو ان عددا من هؤلاء قد فروا لليمن كما تواجه اليمن معارضة سياسية شبه سارية من بقايا سلطة حكومة عدن السابقة والتي تستند إلى حالة ومزاج شعبي في الجنوب اليمني.

وموضوع اليمن لذلك يتطلب جهدا ودورا عربيا فاعلا وبشكل خاص يتطلب تضحيات مالية من قبل دول الجوار الخليجية ، فالقبائل اليمنية تعمل وفق مصالحها ودول الخليج تعرف كيف تتحدث مع قياداتها وشيوخها ، لكن الاهم هو توفير حياة كريمة للناس في اليمن واخراج البلد من ازمته المعيشية الخانقة ، والقوى اليمنية الداخلية كلها يمكن استيعابها بجهد عربي مكثف ودور مؤثر واتصال حثيث يفضي إلى مصالحات خاصة ان الحوثيين يدعون اليوم إلى المصالحة مع النظام اليمني بلا شروط ، اما الحالة الجنوبية فهي ليست بعيدة عن اطياف النظام العربي ويمكن ان تكون هنالك الية مصالحة ناجحة وثابتة ، واذا انجزت معالجة الحالة الحوثية والوضع الجنوبي فانه يمكن محاصرة القاعدة في اليمن سياسيا اولا. لان القوة العسكرية مهما بلغت لن تنجح ، في اجتثاث القاعدة ولا سبيل لمحاصرة القاعدة الا بمحاصرتهم من خلال تكاتف شعبي ورسمي قبلي وحكومي.

وصحيح ان الاقمار الصناعية الأمريكية توفر معلومات امنية عسكرية عن تجمعات القاعدة كما حدث قبل ايام عندما قصفت الطائرات اليمنية وفق معلومات دقيقة تجمعا للقاعدة في منطقة ارحب على بعد 60 كيلو مترا من صنعاء وقتلت 30 من ناشطي الحركة ، لكن قرار الحكومات الأمريكية والبريطانية والفرنسية اغلاق سفاراتها في صنعاء يؤشر على خطورة وقوة القاعدة وامكانية وصولها لهذه السفارات كما حدث عندما تم تفجير واجهة السفارة الأمريكية في العام 2006 والتي ادت إلى مقتل 16 شخصا اغلبهم من حرس السفارة من اليمن ، وهذا يزيد الحاجة إلى حالة استقرار ورضى داخلي في اليمن تؤمن بيئة اجتماعية متوازنة لا تقبل التطرف ولا تغذيه،،

لم يفت الاوان على التحرك العربي لمساعدة اليمن لان جغرافية اليمن الواسعة تؤهله لان يكون اكثر خطورة في حالة ضعف الدولة المركزية أو تفككها أو غير ذلك والاسوأ ان منطقة القرن الافريقي المضطربة اصلا ستتحول إلى جحيم اذا تم اعادة انتاج الحالة الصومالية في اليمن وفي المناطق الاخرى التي ستتأثر باية تداعيات وهذا لا يعني ان بقية المناطق مثل الخليج أو بقية البلدان العربية ستكون بمنأى عن مخاطر تفجير اليمن لا سمح الله.

زر الذهاب إلى الأعلى