[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

تباعد وتقارب..

في ظل الأوضاع التي تعصف باليمن، وأصبحت اليمن تتصدر أوليات المناقشات السياسية، والكتابات ووسائل الأعلام المختلفة. اليمن تضم في داخلها عددا كبيرا من الأيدلوجيات والأفكار السياسية والفكرية بكل اختلافها وتنوعها العالمية والمحلية..

ولكن لكي ندخل إلى قراءة الوضع السياسي اليمني، وإلى هذا العالم المذهل الذي أصبح يهم هذه الأيام الكثير في تناوله تحليلية،والطريق إلى إيجاد طرق للحوار والموازنات السياسية، للبحث عن حل للخروج من المأزق، وحل للمعادلات الصعبة ..

فقد كانت طريقتي في هذا المقال،أن ندخل للوضع اليمني، عبر دراسة تحليلية لشخص الرئيس وحميد..ففي حين نعتمد تحليلاً سياسياً دقيقاً لشخصية الرجلين، وقدراتهما الشخصية وأساليب القيادة والتفكير الذي يتحلى به كل منهما، نجد انهما الشخصان الوحيدان اللذان يعرفا بحكمة أساليب وطرق التحكم بالأمور وسياستها..

وذلك في حقيقة تركيبتهما قبل الخضوع للصدف ومناورات السياسة ومغامراتها و الارتكان للقوى المكونة لهما، بل يعرفان طرق الاستخدام الحكيمة في الانتقال للأمام والتخطيط لأبعاد مستقبلية مهمة دون أن يجدا أي منافس حقيقي أو وهمي لهما، الأجواء السياسية تزيدهم كل يوم فرصا أكبر وتسهل العقوبات أماهم وهي اليوم في أحسن أحوالها وسوف تتحسن أكثر .

يعرف كل منهما حقيقة منافسه وطموحة وخططه، وكلهم يحسن طريقة عرضها بأساليب ذكية خوفاً من إيقاظ غيره وحسد آخرين مستعدين للظهور والمنافسة ولكن بطرق غير سليمة أيضاً، أما طريقة الرجلين فهي حكيمة ومتميزة تحمل من الحق والمكر الكثير، متشابهه في جوهرها ومبادئها العامة مختلفة في بعض تفاصيلها وتوظيفاتها..

في حين كانت تتصادم في خطط غير معلن عنها وبسيطة جداً، أثارت انتباه كلاً منهم في الاستعداد والتنبوء لما سيكون علية المستقبل الأكثر تنافساً وإثارة.

الرئيس يعرف من الذي معه ومن الذي ضده مهما كانت طريقة التعبير معارضة صلبة أو معارضة أحياناً أو موافقة أو صامتة، ويجيد إدارتها عن بعد ويحسن في إعطائها حريتها والمجال الواسع إلا حين تكون الحاجة إليها،والحكمة تقتضي إرسال إشارات وذبذبات من نوع خاص يدركها الرئيس بعمق وكذلك بعض بغض أصحابة، أما المستهدفون فحين يفهمون بعضها تعمى عليهم الكثير ..

وهؤلاء قد يكونون أحياناً متعبين بالنسبة للرئيس وأصحابه حين يظلون يجتهدون في تغيير طريقة التعامل ويحسبونها على حسب معطيات الحاضر ومستجداته وتراكمات الماضي وخبرته، وفي حين تظلم عليهم بعض الأمور ويتوقعون حدوث مخاطر إلا إنهم في الأخير واثقون من نجاح خططهم وأساليبهم ..

هكذا كان الأمر بالنسبة لأشخاص ذوي بأس شديد أكثر من حميد، على حسب توقع لم يصح بأن هذا الأسلوب بإمكانه أن ينفع مع حميد مع إضافة كثير من التفاصيل، وما زالوا يحاولون إقناع الرئيس بهذا، إلا أن الأمر يبدو بعيد جداً .

حميد يبدوا أكبر وأعتى من هذا كله ..ويجيد استخدامه ضدهم ومع من يقودهم أكثر منهم .

في حين خلط الرئيس في قيادته بين المغامرة والعزم على رأيه، والاستعانة بالآخرين فيما لا يعرف وفيما يريد أن يعرف وأظهر البراءة والقوة كثيراً حتى ضمن تطور مراحله ومواهبه وإلحاق الشك بقدرات آخرين ووضعهم في دوائر محدودة مع انه استفاد من قدراتهم كثيراً.

حميد لم يستخدم هذه الطريقة كثيراً، هكذا يريد أن ينظر إليه، ولكن في الواقع أنه استخدم نفس الأسلوب بطرق مختلفة وأكثر تطوراً .

كل ألأفكار والقوى التي يخاف منها الآخر وتصعب قدراته على التحكم بها، يملكها الآخر تماماً ويجيد استخدامها، وهذا ما يجعل التنافس بينهما والصراع العنيف يتجه إلى الحميمية والتوازن بشعور أو لا شعور، ولكنه بطريقة سحرية رائعة ..

لم يكن الرئيس يتوقع بزوغ حميد ولا غيره بهذه الموهبة السياسية النادرة، ومع اعترافه بأن حميدا امتلكها أو امتلك منها الكثير، إلا أنه لازال يشك في هذا، وتراوده كثير من الأفكار والتوقعات ..

ومع الرئيس حق، لأن حميدا مازال يقع في أخطاء جوهرية بدون قصده أحيانا وأحيانا تكون مهمة له، ومنها ما سوف يتجاوزه ومستعد لتصحيحه. يظل سؤل يطلقه العوام ببراءة وبعض المحليين بغير براءة، هل يمكن بأن نقول إنهما وجهان لعملة واحدة، ولكن كما هو معروف عند علماء النفس والسياسة انه كلما كان التقارب واضح بين شخصين، كان التباعد أكثر، من كل الجهات والمعاني ..

زر الذهاب إلى الأعلى