[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

فخامة الرئيس.. الجنوب ثم الجنوب ثم الجنوب

الخطر الذي كان قائما على الوطن - الثورة والجمهورية والوحدة - والقادم من صعدة لم يعد بذلك القدر من الخطورة أمام ما يخطط له (البريطانيين) من حلم العودة لاحتلال جنوب الوطن وشرقه واستعادة أمجادهم فيه أيام رخاء ميناء عدن في تجارة الترانزيت والخدمات الملاحية وهي التي كانت تعتبر الدرة الثمينة في التاج البريطاني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي..

أما الحديث عن صعدة في أقصى الشمال اليمني فهي ليست مطمعا لأحد سوى أنها مستهدفة إيرانيا لإيجاد (كانتون) مذهبي للجعفرية الإيرانية فيها لتكون ذراعا ايراينة طويلة ومتقدمة وشوكة في الخاصرة الجنوبية للمملكة السعودية للمساومة بها في معالجة وحلحلة أوضاع بعض الملفات الإقليمية الساخنة في العراق ولبنان وأفغانستان..

ثم هي رافعة محلية قوية لمحاولة تحقيق حلم طال انتظاره " لآل الوزير " وبقايا بيت حميد الدين للعودة إلى سدة الحكم واستعادة أمجاد فقدتها الأسرتين معا في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر 62م.. وبلغت حد اليأس يوم الثاني والعشرين من مايو العظيم 90م..

لذلك فالدعوة لعقد مؤتمر دولي حول اليمن نهاية الشهر الجاري في لندن هو الطعم الأقذر والفخ السياسي الأمكر الذي سنقع فيه بغباء شديد لو قبلنا بما سيتمخض عنه المؤتمر دون تمحيص ودراسة وهو غالبا لن يخرج عن الدعوة لمساعدة اليمن ببضع ملايين من الدولارات تحت مسمى التنمية ومكافحة الإرهاب ولكن تحت تصرف قوة (دولية) مقرها (عدن) أو جزيرة سقطرى على ابعد تقدير وإرسال قوة متعددة الجنسيات تحت مسمى تدريب قوات خاصة من الشرطة اليمنية والجيش إلى عدن وحضرموت وصنعاء تحت اسم مقاومة الإرهابيين في اليمن..

بينما الإرهابيون الحقيقيون هم من سيقدمون علينا غزاة ومحتلين باسم القوات المتعددة الجنسيات التي تديرها من الباطن أمريكا وبريطانيا مع إعطاء الألوية القصوى للعصا الأمريكية الغليظة في المحافظات الشمالية والغربية والبريطانية في الجنوب والشرق بحكم الخبرة السابقة.. تماما كما حدث في العراق حين أعطيت الشمال والوسط لأمريكا واختارت بريطانيا عن سابق قصد البصرة لأسباب يعلمها المهتمين ببواطن الأمور..

أمريكا بكل تأكيد لن تتورط بشكل مباشر في احتلال اليمن وستكتفي بالضربات الجوية عبر طائرات (البريدتور) بدون طيار لأهداف ستحددها لها بريطانيا الضليعة بأسرار وجغرافية جنوبنا الحبيب وشرقه وبمساعدة بعض العملاء المحليين السابقين لها في المنطقة يتقدمهم " البيض " وبقية الرهط التسعة الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون) المعروفين بعمالتهم للبريطانيين منذ العام 65م وحكاية أسرار وخبابا (الاستقلال الضائع) كما كتبه وأرخ نضاله اليومي الأستاذ القدير (عبده حسين الأهدل) شفاه الله وعافاه وأمد في عمره..

لذلك فإن مشكلة هذه الحكومة ومن قبلها منذ العام 95م وحتى اليوم هو اللهاث بأفواه مفتوحة وألسنة متدلية حول المعونات المالية بأي ثمن ولو على حساب الكرامة والسيادة وحتى الشرف، شرف الانتماء والحياء الديني والوطني من مد اليد لاستجداء الغير لوطن من أغنى الأوطان في الأرض مناخا وتربة وبحرا.. وشعبا أكثر من نصف تعداده لا زال فتيا ويافعا لكنه عاطلا وغير مؤهل..

حكومتنا لا تفكر بشيء سوى اللهث خلف الصدقات إلى درجة صار البعض يتندر بنا كشعب ووطن وصرت أسمع في بعض المدن الخليجية التي زرتها مؤخرا أن كل من عليه (نذر) أو كفارة يمين عليه أن يرسل بالكفارة إلى شعب اليمن !! إلى هذا الحد صرنا أضحوكة المنتديات الإقليمية والمحافل الدولية..

إن الخطر الحقيقي ليس في صعدة التي استنزفت الوطن الكثير من الرجال قبل المال والعتاد.. ف(صعدة) لن تهرب من الوطن ولن ترحل عنه أو عن وحدته لكن جنوب الفؤاد وشرقه هما الوحدة وهما الجزء الأغلى في الوطن وكل الوطن غالي..

لذلك ومع كل هذه التوترات في بعض المحافظات الجنوبية على القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس أن تعيد حساباتها جيدا فيما يخطط لها في مؤتمر لندن أولا ثم عليها أن تعيد حساباتها عن أسباب المشاكل وجذورها الحقيقية في بعض المحافظات الجنوبية بدون مكابرة أو اتهامات مسبقة..

الخوف هناك ليس ممن عاشوا التشطير وآلامه وآثامه ورأوا بأم أعينهم صراع الرفاق وجرائمهم في حق شعبهم ووطنهم ولكن الخوف هناك من جيل الوحدة الذي لم ير تلك الجرائم ولم يعايش التشطير ومآسيه وقذاراته..

عدن يا فخامة الرئيس وكل المحافظات الجنوبية والشرقية عاشت على القانون والنظام وحدهما حتى في ذروة جنان الرفاق في السبعينات والثمانينات لا على غطرسة بعض العسكريين والمسئولين والمشايخ وهمجيتهم..

المشايخ والعسكر في عدن أخي الرئيس داسوا على كل شيء وأهانوا الناس وسحقوا آدميتهم ومدنيتهم وحولوهم إلى مواطنين قليلي القيمة والفائدة وكان الأجدر بالدولة اليمنية أن تترك عدن مدرسة وكلية وجامعة لتعليم القانون والنظام والحياة المدنية لكل اليمن.. ويحرم فيها حتى لبس الجنبية ناهيك عن حمل السلاح.. عدن يجب أن تظل وتبقى مساحة للحب والود والتسامح والإخاء والعيش الكريم لكل أبناء الوطن تحت حماية القانون ونسيم البحر وظلال الوحدة الوارفة..

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى