[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أزمات اليمن

تجمعت ثلاث أزمات ساخنة في اليمن في وقت واحد، الحراك الجنوبي الذي يسعى للانفصال، وحرب الحوثيين، والحرب على القاعدة،وعلى اية حال فلكل منها دوافع وخلفيات لا ترتبط بالاخرى..

وهناك تناقضات فكرية وايديولوجية ومذهبية بينها، لكن لأن السياسة لا تحفل بالاخلاق، ويغلب عليها السلوك الانتهازي، فقد اجتمعت الحركات الثلاث، على هدف واحد وفي وقت متزامن، وهو اضعاف نظام الرئيس علي عبد الله صالح واسقاطه ان امكن، والنظام من جهته يحاول استثمار هذه الازمات، لتعزيز علاقاته الخارجية، وخاصة مع الولايات المتحدة ودول الغرب، وجاءت استجابة واشنطن ولندن سريعة من خلال تشكيل وحدة لمكافحة الارهاب في اليمن، ودعوة رئيس وزراء بريطانيا لعقد مؤتمر لمكافحة التطرف في هذا البلد.

المثير للانتباه، التطور السريع في المواجهات المسلحة بين الجيش اليمني وتنظيم القاعدة، وإعلان صالح حربا مفتوحة على القاعدة، رغم ان وجود القاعدة ليس جديدا، ومضى عليه سنوات طويلة، وسبق ان فجرت عناصر منها المدمرة الأمريكية كول في سواحل اليمن عام ألفين، ولم يسجل حديثا ان القاعدة قامت بعمليات إرهابية داخل اليمن، ويبدو لي ان صنعاء رغبت بالتصعيد الاعلامي والعسكري مع القاعدة وفتح جبهة ثالثة، تضاف إلى الحرب مع الحوثيين، والمواجهات مع الحراك الجنوبي، لكسب دعم خارجي تحت عنوان مكافحة الارهاب! بعد ان أصبحت السعودية طرفا في الحرب مع الحوثيين، وهو ما شكل دعما لصنعاء!.

واشنطن ليست معنية كثيرا في حرب الحوثيين، ولا يهمها الحراك الجنوبي، وحربها الأساس ضد القاعدة، ولهذا تذاكى النظام، فعمد إلى التصعيد ضد القاعدة، بعد المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية الشهر الماضي من قبل الشاب النيجيري عمر الفاروق الذي قيل انه تدرب على أيدي القاعدة في اليمن!

ويبدو انه حقق بعض ما أراد على استحياء، بالسماح للطائرات الأمريكية، بقصف مواقع مفترضة للقاعدة داخل الاراضي اليمنية، لكن يبدو ان الثمن سيكون باهظا، بتفجير مزيد من التوتر الداخلي،حيث يسقط جراء الغارات العديد من المدنيين الأبرياء، وهو ما استفز شيوخ الدين، الذين هددوا بإعلان الجهاد، إذا تدخلت واشنطن عسكريا في اليمن! المشهد اليمني يزداد تعقيدا في غياب الرؤية السياسية، والعجز العربي عن فعل أي شيء!.

زر الذهاب إلى الأعلى